رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرفيق (5): علاقة «ماردونا» بزعماء العالم وكرهه لـ«بوش»

مارادونا
مارادونا

كان للنجم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا علاقات برؤساء بعض دول العالم، كاسترو، القذافي، محمود عباس، تشافيز وغيرهم من الرؤساء، لكنه لم يتورع عن إعلانه كرهه لأمريكا صراحة؛ فقد كان دييجو أرماندو مارادونا يكره الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، على عكس علاقته بالرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، كانت علاقتهما وطيدة.

عندما كان "بوش" في زيارة لمدينة "مارديل بلاتا" بمقاطعة بونيس أيريس عام 2005 لحضور قمة الأمريكتين بشأن مشروع منطقة التجارة الحرة، دعى "تشافيز" نجم الأرجنتين "مارادونا" لصعود المنصة، وإذ به يدعو الحضور لطرد "بوش" من الأرجنتين ويرحبون بفكرته.

لم يكن هو الموقف الوحيد من "مارادونا" ضد الرئيس الأمريكي، بل كان له موقفًا مشابهًا في عام 2019، وقت أن كان "مارادونا" مدربًا لنادي "دورادوس" بالدرجة الثانية في المكسيك، إذ هاجم "بوش" قائلًا: "يعتقد شرطيو العالم هؤلاء الأمريكيون أنهم يستطيعون أن يحكموننا لأن لديهم أكبر قنبلة في العالم. لكن لا، ليس نحن. هذه الدمية التي يمتلكونها كرئيس لا تستطيع شراءنا".

وعلى النقيض كانت علاقة "مارادونا" بالزعيم الشيوعي فيدل كاسترو، فبعد هدفه عام 1987 في كأس العالم بالمكسيك، كانت زيارته الأولى لكوبا التي التقى فيها بـ"كاسترو".

وتكررت الزيارة، ففي عام 1997 أثناء فترة إقامة دييجو أرماندو مارادونا فى كوبا للتعافي من الإدمان بضيافة صديقه الزعيم الكوبي " فيدل كاسترو" تشاء الصدف أن يشترك دييجو باحتفال ذكرى الثورة الكوبية الذي كان القائم على تنظيمها الحزب الشيوعي، الاحتفال كان يشارك فيه شخصيات مرموقة جدًا سياسيًا وفنيًا ورياضيًا وأدبيًا من جميع أنحاء العالم.

وعلى وقع أنغام موسيقى "الهافانا فيالا" الكوبية دخلت طفلة صغيرة عمرها 8 سنوات قاعة "الستريل بلورن" وتتوقف المقطوعة الموسيقية التي دفعت الضيوف لرقص الرقصة الكوبية "هافانا بانانا" العيون كلها كانت على الطفلة باشمئزاز لأن ملابسها متسخة وملامحها تكاد تكون مخفية وراء عادم السيارات والدخان، فقام أمن الحفل بطردها والدموع في عينها.

كان "مارادونا" يتابع الموقف متأثرا وغادر الحفل ليبحث عن الطفلة فوجدها تجلس على الرصيف وهي تبكي فقام بإدخالها الحفل ورقص معها رقصة "هافانا بانانا" لأكثر من ساعة وترك كل الضيوف وكل من يريد التقاط الصور معه.

بعد انتهاء الرقصة أخذ "مارادونا" البنت من يدها ودخل بها غرفة "كاسترو" وقطع اجتماعا كان يعقده كاسترو مع الرئيس الكولومبي ومجموعة من سفراء العالم وبمنتهى الغضب قال: "أنظر يا صديقي أننا هنا نشرب ونغنى ونرقص على شرف ثورة ولازال هنا أطفال يمنعون من أن يشاهدونا ونحن نحتفل، انظر يا فيدال، انظر يا صديقي".

بسبب هذا الموقف أصدر فيدل كاسترو قانون "المرسوم الأبيض" يمنع فيه عمالة الأطفال والشباب بفترة الدراسة ويحمل الدولة مسؤولية أكلهم وشربهم وتعليمهم ويمنع عمالة الأطفال الإناث خاصةً إلا بموافقة كتابية من فيدال نفسه، وكان هذا القانون سببا في تعليم وتوظيف أكثر من 70% من الجيل الرابع بعد الثورة الكوبية.

وفي عام 2005، أجرى "مارادونا" مقابلة تلفزيونية مع "كاسترو" في برنامجه "لانوتشي دل دييس" أي "الأمسية رقم عشرة"، ليعبر"مارادونا" بعدها بإحدى عشر عامًا، وقت رحيل "كاسترو" عام 2016، عن حزنه الشديد ويصفه بأنه "الأب الثاني"، وهنا تأتي المصادفة، إذ يرحل النجم الأرجنتيني في اليوم الذي رحل فيه "كاسترو" الذي توفى في يوم 25 فبراير أيضًا، إذ كتب وزير الخارجية الكوبي برونو رود ريجز: "شاء التاريخ أن يرحلا في اليوم ذاته".

و"مارادونا" جمعته علاقة بالعديد من الرؤساء، إذ تعرف على الرئيس الليبي معمر القذافي، حيث قال في أحد أحاديثه المتلفزة: "تعرفت على فيدل كاسترو، ومعمر الق افي، والآن أتعرف على العملاق تشافيز، ولدي شعور يراودني أقوى من شعوري بالفوز بكأس العالم، فوجودي مع كاسترو وتشافيز ولولا وكيرشنر، يمكننا أن نشكل تحالف جيد ضد الفقر والفساد والولايات المتحدة الأمريكية".

كما التقى النجم العالمي الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كأس العالم بروسيا عام 2018، أبرز المواقف أيضا لـ"مارادونا"وقال له: "أنا فلسطيني"، وأضاف: "قلبي فلسطيني".