رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرفيق (4)| «الكل يلبى طلباته مخدرات أو نساء».. خبايا علاقة مارادونا بالمافيا

مارادونا
مارادونا

في نهاية المطاف نفى مارادونا أنه تلقى أي تهديد من المافيا، وأن تصريحاته للصحافة بأنه خائف من العودة لنابولي كانت فقط لخوفه من تطفل جمهور نابولي وللمطالبة من نادي نابولي حماية أكبر وأقوى.

مارادونا اعترف، بأنه يعرف كارميني جوليانو لأنه التقى به في أمسية كان فيها اللاعب ضيف صديقه جينارو مونتووري، وهو رئيس ألتراس نابولي، وكانت الأمسية في مطعم في وسط المدينة وكان المكان مزدحمًا، حسب مذكراته التي نُشرت بعنوان "أنا الدييجو".

وأمام الصور وخصيصًا صورته بصحبة كارميني جوليانو في حمام من ذهب، "مارادونا" أجاب أنه لم يكن يعرف أن ذلك الشخص هو رئيس المافيا وأنه سمع بأنه رئيس آخر للألتراس لا غير ولكنه لم يتأكد من صحة هذا الشيء.

المدعي العام: "هل التقيت بكارميني مرة أخرى؟"

مارادونا: "نعم، في حفل زفاف، غالبًا ما يطلب مني حضور مناسبات معينة من قبل الجمهور والألتراس وفي تلك المناسبة كنت ضيف جينارو مونتووري، ولكن علاقتي بكارميني كانت سطحية وكنت أجهل أفعاله، سيدي يوميًا تأتيني مكالمات من الجمهور، تهديدات وشتائم، تصريحاتي كانت لأنني أريد حماية أكبر من نادي نابولي أنا لا أعرف أحدًا في المافيا وليست لي أي علاقة".

التحريات انتهت رسميا في نابولي، ولكنها استمرت في روما، لتفادي تدخلات من شخصيات كبيرة سياسيا واقتصاديا ضغطت على نيابة نابولي لكي لا تستمر في متابعة الأمر ولتأكد من علاقة مارادونا مع المافيا.

وبهذا الخصوص تحدث السيد لويجي بوبيو، مدعي عام سابق وكان مفتش صغير السن في عام 1991 والذي كان يحقق في قضايا تهريب وبيع المخدرات، وفي يناير عام 1991 قدم طلبًا بالقاء القبض على دييجو أرماندو مارادونا لأنه كان يشتري كميات ضخمة من الكوكايين، وكان أحد أكبر الزبائن لتجار المخدرات في نابولي، ولكن القاضي فيتوريو سبوردوني رفض قبول الطلب خوفًا من ردة فعل جمهور نابولي.

وحسب السيد لويجي بوبيو، اسم "مارادونا" عاد مجددًا في قضية أخرى كانت تخص مافيا لوفيني المتخصصة في تهريب المخدرات والدعارة، و"مارادونا" كان يلجئ لهذه المافيا للحصول على كميات كبيرة من مادة الكوكايين، ولتنظيم ليالي حمراء برفقة رؤساء المافيا وأصدقائه، ولكن تدخل الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ونادي نابولي، وبعض الشخصيات السياسية حالت دون المضي قدما في التحريات تجاه اللاعب، وحسب السيد بوبيو تم الضغط على القاضي سبوردوني بشتى الطرق لكي يتفادى الموافقة على قرار القبض على اللاعب الأرجنتيني.

ولكن هل "مارادونا" كان مجرد زبون للمافيا وصديق لكارميني جوليانو أم كان هنالك شيء أكبر؟ بهذا الخصوص نعود لكلام الصديق الحميم لرئيس المافيا سالفاتوري لو روسو الذي أشار إلى أن مارادونا كان محط اهتمام الكل في نابولي، ولكنه كان يبحث عن صحبة رؤساء المافيا وكان يدرك أفعالهم، نفوذ هؤلاء كان يثير شهية مارادونا، طلباته وحياته الصاخبة كانت تحتاج لتغذية مستمرة وحماية من قبل شخصيات قوية.

سالفاتوري لو روسو: "مارادونا كان يبدو سعيدًا فقط مع هذه الشخصيات، وكان يشعر بالحماية معنا، كان يطلب والكل كان يلبي طلباته بدون سؤال، مخدرات أو نساء أو استرجاع أشياء سرقت من شقته، أي شيء، وكان يدرك أفعال وسوابق الكل، كان يعشق تلك الحياة الليلية".

مارادونا استطاع لسنوات إخفاء هذه الحياة وتفاصيلها إلى 17 من شهر مايو 1991، وعلى ضوء فحص بعد مباراة من الدوري تم اكتشاف تعاطيه لكميات كبيرة من الكوكايين، سقط القناع ورفع الستار عن حياة النجم الأرجنتيني الحقيقية، لم يعد هنالك أي رئيس من المافيا قادر على مسح نتيجة الفحوصات، فيد المافيا لم تصل بعد إلى مختبرات مدينة لوزان، مقر الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.

الانطباع أن "مارادونا" وجد في المافيا وشخصياتها "العائلة المثالية"، عائلة تلبي طلباته بدون أن تعترض على آثارها أو تأثيرها أو على أخلاقياتها، عائلة تحميه عندما يخطئ وتعاقب من يقترب منه وتوقف حتى من أتى به لإيطاليا نادي نابولي عندما كان يطالبه بالالتزام والتدرب بانتظام، كان مغرم بتلك الحياة الليلية التي كانت تليق بفيلم هوليودي، حياة عاجلا أم آجلًا كانت ستدمره وتنقلب عليه.

وهذا ما حدث فبعد اكتشاف تعاطيه للمخدرات وإيقافه، كارميني جوليانو وسالفاتوري لو روسو لم يرسلوا المحامي الخاص برئيس المافيا كووتولو لكي يدافع عنه، بل من أتى في الفترة المبدئية كان محامي مخصص من المحكمة.