رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرفيق (3): «مارادونا» فى «نابولى».. استقبال أسطورى ووداع حزين

مارادونا
مارادونا

لم يحقق دييجو أرماندو مارادونا إنجازًا لافتًا أثناء وجوده في صفوف نادي برشلونة الإسباني، لذا قرر مغادرة النادي للدوري الإيطالي ليلعب ضمن صفوف نادي نابولي الإيطالي في صفقة برقم قياسي بلغت خمسة عشر مليون دولار.

لم يصدق سكان مدينة نابولي الإيطالية الأنباء التي تناقلت عن قدوم "مارادونا" للعب لصالح فريقهم، لكنهم صدقوا هذه الأنباء، بعدما شاهدوا "مارادونا" في أحد القوارب في خليج مدينة نابولي عام 1948.

النادي الإيطالي، كان فقير من ناحية البطولات، فلم يحقق طوال ثلاثة وخمسين عامًا سوى بطولة واحدة، لكن النجم الأرجنتيني قرر اللعب ضمن صفوف هذا النادي الفقير من ناحية البطولات، ويوقع العقود في قارب بالخليج الإيطالي رفقة الإداري سيترز بيلر، وملك الأشغال العامة "فيرلينو" في نادي نابولي دون حتى أن يقرأ بنود العقد التي تنص على أن يلعب لصالحهم لمدة سنوات كاملة.

أصبح "مارادونا" لاعبًا لـ"الأزوري" لسبع سنوات قادمة حسبما يقتضي العقد الذي وقع على بنوده، واستعدت الجماهير لاستقبال لاعبهم الأرجنتيني، معلقين طموحاتهم وآمالهم على وجوده بين صفوف لاعبيهم؛ لذا كان الاستقبال حافلًا وأسطوريًا، إذ بلغ عدد الجماهير أكثر من 65 ألفًا وهو الرقم الذي لم يتخطاه لاعبًا آخر، إلا مؤخرًا عندما استقبل أنصار ريال مدريد الإسباني نجمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهكذا فإن مارادونا لم يكن أمامه بعد أن لقي الجو المُناسب للتألق إلا أن يُظهر كامل إمكانياته ومهاراته لإخراج نابولي من جحيم الإخفاقات.

بعدما وقع "مارادونا" عقده مع "الأزوري" وجه له رئيس النادي الإيطالي حديثه قائلًا: "أريد الفوز بالبطولة الإيطالية والانتصار على يوفنتوس والتتويج ببطولة أوروبية".

في 24 من عام 1985، يدخل "مارادونا" لأرضية ملعب "سان باولو" ليقدم نفسه أمام نادي روما، ويسجل هدفه الأول ببراعته، ثم يكمل بهدفه الثاني، ثم بعدها بوقت ليس بالقيل يسجل هدفًا آخر ببراعة من نقطة "الكورنر" دون أن تمس أي لاعب.

ورغم أن الموسم 19851986 لم يحقق "مارادونا" أي إنجاز مع "الأزوري" لكنه لفت الأنظار، ليتحسب له بقية اللاعبين في أندية الدوري الإيطالي، لكنه كان راضيًا عن مستواه الذي يقدمه، وهو ما أظهره في تصريحه التالي للصحيفة الإيطالية "لا ڤازيتا ديللو سبورت" حيث صرح قائلًا: "إني أشعر بالراحة والتأثر، قناعتي بمُستواي قد زادت بعد السنة التي قضيتها هنا، خاصة أنني ألعب في أكثر البطولة إمتاعًا، البطولة الإيطالية".

وفي عام 19861987، أصبح "نابولي" فريقًا يحسب له ألف حساب، بعدما أصبح بطلًا لإيطاليا، كما حقق انتصارًا على نادي "إسي ميلان" ليحقق البطولة الثانية، بعدما تغلب عليه بنتيجة ثلاثة أهدف مقابل هدف وحيد.

وفي عام 1989 يحقق نابولي اللقب الأوروبي الوحيد، بعد تحالف بين "مارادونا" والبرازيلي "كاريكا" ويلحقوا الهزيمة بنادي شتوتجارت الألماني، وفي العام التالي يحقق "الأزوري" لقب الدوري الإيطالي الثاني بعدما منافسة شرسة من نادي ميلان.

في خضم هذه الإنجازات، وبعد كأس العالم لعام 1990، التي يحققها "مارادونا" مع "نابولي" الإيطالي، يقع في علاقات مع المافيا، والكوكايين، والعلاقات غير الشرعية، التي تنشرها الصحافة عنه، وتسيطر أندية سامبدوريا وميلان على الدوري الإيطالي، كله هذه المشكلات أدت إلى أن يغادر "مارادونا" إلى نادي أشبيلية الأسباني بعد مفاوضات استمرت لمدة ثلاثة أشهر بين الناديين.