رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرفيق (2)| ذكريات مارادونا.. «كنت آخذ أى شىء يشبه الكرة معى»

مارادونا
مارادونا

"أخيرًا قررت أن أتكلم عن كل شيء، لا أدري، ولكنني دائمًا أعتقد أن هناك أشياءً ما زال يجب قولها، إن هذا غريب! بعد كل ما قلته، لست متأكدًا من أنني قلت الأشياء الهامة، الأشياء الهامة فعلًا"، هكذا بدأ النجم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الحديث عن بداياته في مذكراته التي نُشرت بعنوان "أنا الدييجو".

بينما كان "دييجو" يدخن سيجار الـ"هافانا" بدأ يسترجع ماضيه، ذكرياته، يقول: "إن من الجميل أن تفعل ذلك عندما تشعر بالسعادة، وعندما لا تحس بالندم على الإطلاق على الرغم من كل الأخطاء، من الرائع أن تنظر إلى الوراء عندما تأتي من قاع كومة الزبالة وتعرف أن كل شيء كنته أو أنت عليه أو ستكون عليه لا يتعدى كونه كفاحًا طويلًا".

لطالما تمنى دييجو أرماندو مارادونا لعب كرة القدم، لكنه لم يكن يعرف في أي مركز يلعب، كان يريد لعب كرة القدم فحسب، ولم يكن لديه أية فكرة أكثر من ذلك.

بدأت دييجو أرماندو مارادونا حياته في الملاعب كمدافع، لكنه أصبح بعد ذلك لاعبًا هجوميًا، إلى أن مُنع من الاقتراب من كرة القدم خوفًا من أن ينفجر قلبه، رغم أنه كان يحس براحة غريبة عندما يلعب كرة القدم، كان ينسى كل شيء عندما ينزل للملعب، كل همومه، أحزانه، حتى نفسه، يقول: "لقد تمتعت بذلك الإحساس دائمًا نفس الإحساس حتى هذا اليوم، أعطني كرة فاستمتع وأحتج وأرغب بالفوز وألعب جيدًا، أعطني كرة ودعني أفعل ما أعرف أفضل من أي شيء آخر، في أي مكان".

كانت جدة الطفل "دييجو" تحبه وتعتني به، لقبته بالـ"الزغب"، وتنصحه إذا أراد ممارسة كرة القدم، عليه أن يبدأ اللعب بعد الخامسة عندما تنخفض أشعة الشمس، وكان يحب أن يجيبها "نعم يا والدتي، حسنًا يا والدتي، لا تقلقي". وكان يغادر المنزل في الساعة الثانية مع صديقه "إل نيجرو"، وابن عمته "بيتو" أو أي شخص آخر، وحوالي الثانية والربع يبدأ اللعب بأقصى طاقتهم تحت شمس الظهيرة، كانوا يركضون ويلعبون حتى يسقطوا على الأرض.

كان "دييجو" يتحمل الذهاب إلى المدرسة، لأنه كان يكرهها، لكنه يجبر نفسه على الذهاب إليها كي لا يخذل عائلته، خاصة وأنهم اشتروا ووفروا له الملابس المدرسية، وكان يتملكه الشعور بأنه إذا ذهب إلى المدرسة، سيستطيع اللعب لناد رياضي، وسيسمح له بممارسة كرة القدم.

يقول، في مذكراته: " إذا أرسلتني لا توتا لأحضر شيئًا، كنت آخذ أي شيء يشبه الكرة معي برتقال، وكرات من الورق، وثياب قديمة حتى أتمكن من اللعب على الطريق، وكنت أقفز على سلم الجسر على سكة الحديد على رجلي اليمنى وأتلاعب بأي شيء كان معي بقدمي اليسرى، هكذا كنت أمشي إلى المدرسة أو أركض لأؤدي مهمة ما لـ لاتوتا.

ويسترجع دييجو أرماندوا مارادونا، الحكي عن طفولته، ويصفها بالسعيدة، ويرى أنه إذا سُأل عن وصف المكان الذي ولد وترعرع فيه بكلمة واحدة سيقول "الكفاح"، فقد كان أحيانًا لا يجد ما يكفيه من الطعام، يقول: "إذا كان لديك نقود ستأكل، أما إذا لم يكن فلن تأكل".

ويتذكر جو الشتاء، والصيف هناك، ويصفهما قائلًا: "الشتاء كان باردًا جدًا، والصيف كان ملتهبًا، كنا نعيش في منزل من ثلاث غرف".

ويحكي عن منزله الذي عاش فيه، يقول: "كنت تعبر الباب المصنوع من الشبك المعدني فتقابلك ساحة القذارة، وبعد ذلك المنزل نفسه، غرفة طعام للطبخ والأكل وكتابة الواجبات، وأي شيء آخر يخطر ببالك، وغرفتي نوم والداي كانا يستخدمان غرفة النوم التي على اليمين ونحن الأولاد غرفة النوم التي على اليسار، طولها متران وعرضها متران من الخارج، وكنا ثمانية أفراد".

لم تكن عائلة دييجو أرماندو مارادونا تمتلك الكثير، لكي يمرح ويلعب، ويأخذ حظه من الرفاهية، غير أن صديقه "إل نيجرو" كان يصنع لهم الطائرات الورقية ويبيعوها، ومع ذلك كان لديهم دائمًا كرة القدم.

وعن أول كرة يحصل عليها "ماردونا" قال: "كانت أجمل هدية حصلت عليها في حياتي، أهداني إياها ابن عمتي بيتوزاروتا وهو ابن العمة دوريتا، كانت من الجلد الممتاز، كنت يومها في الثالثة من عمري ونمت يومها وهي بين ذراعي".