رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالأرقام.. التعليم الفني في مصر يصل العالمية في 2030

التعليم الفني في
التعليم الفني في مصر

تخطى التعليم الفني فكرة كونه مجرد سنوات دراسية تمرّ على الطلاب من أجل تأدية امتحان في نهاية العام والحصول على شهادة، بل أصبح أحد أهم وسائل التدريب والحصول على الشباب الماهر اللازم لسوق العمل من أجل رفع الكفاءة الإنتاجية في الدول.

ويمارس التعليم الفني في الوقت الحالي دورا هاما في تنمية الاقتصاد والصناعة، لاسيما أنه يشهد طفرة في تطويره، ليواكب احتياجات السوق الحالي، لاسيما أن التعليم الفني كان محورا هاما في التقدم الصناعي للكثير من الدول مثل ألمانيا والصين واليابان.

واتساقًا مع ذلك، فقد أكد بالأمس الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الدولة تعمل الآن على تطوير نظام التعليم الفني، لتحويل مصر إلى وجهة تصنيع عالمية، مثل مدارس التكنولوجيا التطبيقية التي تقوم على شراكات مع كبرى الهيئات الصناعية من القطاع الخاص، والتي توفر أحسن تطبيق عملي، وتضخ إلى سوق العمل عمالة فنية بجودة عالمية.

وبالفعل تم إنشاء عدد من مدارس التكنولوجيا التطبيقية في تخصصات جديدة لمواكبة متطلبات سوق العمل والثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي وماكينات التحكم الرقمي والإلكترونيات وصناعة السيارات وصناعة الحلي وغيرها من التخصصات والصناعات المتقدمة.

لكن لم تكن تلك المدارس هي وسيلة الحكومة الوحيدة لتطوير التعليم الفني في مصر، فخلال الخمس سنوات الماضية، أطلقت التعليم عددا من المبادرات وبروتوكولات التعاون والخطوات من أجل تطوير التعليم الفني في مصر والارتقاء به.

وكان من ضمن المبادرات الهامة التي أطلقتها الحكومة، لدعم التعليم الفني، مبادرة "اشتغل فني" بدعم وتمويل من الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبى لـ"tvet"، وبإشراف وزارة التجارة والصناعة، بهدف خلق منظومة موحدة للتعليم الفني والتدريب المهني، وكذلك العمل على تأهيل طلاب الجامعات لسوق العمل وتأهيل العمالة الفنية الخاصة بعمالة المصانع، بالإضافة إلى ريادة الأعمال.

وأكدت وزارة التعليم الفني أنها تسعى في الوقت الحالي لجعل مبادرة "اشتغل فني: مبادرة قومية تهدف إلى تخريج فنيين على أعلى مستوى في 7 قطاعات صناعية مهمة يأتى على رأسها "السياحة - الغزل والنسيج"، كذلك تم إطلاق مبادرة "شيف المستقبل" لعام 2020 ومعها مبادرة ومسابقة جديدة تحت عنوان "صناع ملابس مصر".

وهدفت المبادرتان إلى تأهيل وخلق العديد من الكوادر المهنية الاحترافية القادرة على العمل في كل المؤسسات الفندقية والسياحية في مصر، وبناء قاعدة من المهارات تسمح برفع مستوى الإنتاجية، بالإضافة إلى فتح أبواب تصدير العمالة الفنية المصرية، بما يتلاءم مع رؤية الدولة واستراتيجية 2030.

وليست المبادرات فقط هي طريق الحكومة لدعم قطاع التعليم الفني، ولكن هناك مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التي أضحت تطويرًا جوهريًا لمنظومة التعليم والتدريب المزدوج، وتهدف لإنشاء وتشغيل مدارس فنية بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص، مع التركيز على جودة العملية التعليمية والتدريب للطلاب، حيث وصل عددها حتى الآن إلى 13 مدرسة.

كما أدخلت وزارة التعليم أساليب جديدة في التعليم الفني، هدفت إلى تطوير الطلاب في القطاعات الحيوية التي لها علاقة مباشرة بالاقتصاد، مثل الرسم باستخدام الحاسب الآلي ولحام السيارات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات ميكانيكا السيارات، وتكنولوجيا تصميم الملابس، وقطاعات التكييف والتبريد، من أجل ضخ هؤلاء الطلاب لسوق العمل.

وظهرت ثمار تلك الجهود خلال الـ6 سنوات الماضية، حيث تم تجهيز 6079 مدرسة وتطوير 4098 فصلًا وإنشاء 6 مدارس تكنولوجية تطبيقية، ويظهر نتاج تلك الجهود في أن نحو 54% من طلاب الإعدادية يتجهون للتعليم الفني، بينما 46% الباقون يتجهون للثانوية العامة.

ويتضح من ذلك تزايد الإقبال على التعليم الفني وفق بيانات وزارة التعليم، حيث إنه لأول مرة يزداد طلاب التعليم الفنى 2 مليون طالب، ولأول مرة منذ سنوات كثيرة يحدث نمو للتعليم الزراعي بشكل خاص ليصل إلى 200 ألف طالب حاليًا.

وتستهدف خطة التعليم الفني حتى عام 2030 إلى تنفيذ 2555 مشروعًا، وإيصال نسبة الملتحقين بالتعليم الفني إلى 20% بعدما كانت 4%، وإيصال نسبة خريجي التعليم الفني الذين يعملون في مجال تخصصاتهم إلى 80% بعدما كانت 30% فقط، وإيصال ترتيب مصر في مؤشر البنك الدولي للتعليم الفني إلى 34 في حين كان 24.

وتحاول وزارة التربية والتعليم خلال العام الدراسي الحالي 2020 -2021، إنشاء كيان مستقل تتشارك فيه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى مع جهة دولية متخصصة فى إدارة الجودة والاعتماد الفنى مثل (ألمانيا، إيطاليا، اليابان) بهدف وضع وإدارة منظومة مستدامة لإدارة الجودة فى مدارس التعليم الفني.

يذكر أن هناك ٢.٣ ألف مدرسة للتعليم الفني، بموجب ١.٩ مليون تلميذ بالتعليم الثانوي الفني، بنسبة ٨.٧٪ من إجمالي المراحل التعليمية، ويوجد ١٤٩.٨ ألف مدرس بالتعليم الثانوى الفني، وفقًا لإحصاء من وزارة التعليم الفني أواخر العام 2018.