رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لم تنجح حملات تنظيم الأسرة في تحقيق أهدافها حتى الآن؟

الزيادة السكانية
الزيادة السكانية

الزيادة السكانية خطر تواجهه مصر منذ سنوات طوال حتى زاد عدد المصريين من 9 ملايين لأكثر من 100 مليون نسمة خلال الفترة من ١٩٠٠ لـ٢٠٢٠ وتحاول الحكومة تنظيم الكثير من الحملات للسيطرة على الزيادة السكانية، ورغم نجاحها في تقليل الزيادة السنوية بنسبة جيدة، إلا أن الخطر مازال مستمر.

«الدستور» عرضت الحملات التي اعتمدت عليها الدولة للسيطرة على الزيادة السكانية ولماذا لم تحقق النجاح المطلوب حتى الآن؟

جمال حمدان في كتابه "شخصية مصر"، قال "ما من مشكلة في مصر إلا ومشكلة السكان طرف أساسي فيها، إنها القاسم المشترك الأعظم، والعامل القاعدي الجذري في كل مشاكل مصر إنها المشكلة الأس والرأس، من هنا فلا حل لأي مشكلة في مصر أو لمشاكل مصر ما لم يبدأ من هنا.. السكان أولًا" وإلا فلا".

ورغم حملات تنظيم الأسرة التي وفرتها الدولة منذ ثمانينات القرن الماضي إلا أنها لم تؤت ثمارها، وواصلت الزيادة السكانية ارتفاعها المبالغ فيه حتى سجلت في أكتوبر الجاري ١٠١ مليون مواطن رغم أن استراتيجة الدولة حددت الزيادة خلال العام الجاري ٩٤ مليون نسمة.

وحسب تصريحات طارق توفيق نائب وزير الصحة لشؤون السكان، بأن عدد سكان مصر قد تضاعف 14 ضعفًا خلال الفترة من 1882 - 2017، حيث زاد عدد السكان من 6.7 مليون إلى 94.8 مليون خلال تلك الفترة.

"القومي للسكان": ملف السكان دمه مهدر بين الوازرات
عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان السابق، قال إن الحل الوحيد للقضاء على مشكلة الزيادة السكانية هي حوكمة ملف السكان بمعني أن تكون هناك شفافية ومساءلة للمسئولين عن الملف ولن يحدث ذلك إلا بزيادة صلاحية العاملين في المجلس القومي للسكان وتوفير الإمكانيات التي يحتاجون إليها لمساعدتهم على العمل.

وأوضح أن الحكومة لا تستطيع محاسبة مسئول عن هذه الزيادة وأسبابها لأن الملف دمه مهدر بين وزارات وهيئات كثيرة، فأصبحت النتيجة أنه لا يوجد مسئول نستطيع محاسبته عن الفشل الذي تسبب في إهدار الدولة لملايين الجنيهات كان يمكن استغلالها في التنمية بدلًا من انفاقها على المواليد الجدد.

واستطرد ملف السكان لا يعاني من نقص الإمكانيات المادية؛ لأنه يحصل على جزء من الموازنة العامة للدولة مع المنح والقروض المخصصة، لكن لا يتم استغلالها بالطريقة الأمثل.

حملات الحكومة للسيطرة على الزيادة السكانية
اعتمدت الحكومة على إطلاق الحملات والمبادرات التوعوية من أجل التنبيه بخطورة الزيادة السكانية الحالية.

"طفلين وبس"، كانت أشهر مبادرات وزارة الصحة للحد من الزيادة السكانية في مختلف المحافظات، وبالفعل كانت عبارة عن مجموعات وافدة من الوزارة تطوف المحافظات والنجوع من أجل تقديم خدمات الصحة الانجابية للنساء مجانًا، عمل حصر للسيدات غير المستخدمات لوسائل تنظيم الأسرة لتوعيتهن.

هدفت إلى تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية والوصول بمعدلات السكان في 2020 إلى 112 مليون نسمة بدلًا من 130 مليون نسمة على مستوى الجمهورية، مستهدفة وصول الخدمة لمليون سيدة إلا إنها وصلت لـ100 ألف فقط وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

ثاني تلك الحملات حملة "إنتى الأهم"، وكان من ضمن أهداف الحملة المتعددة الرعاية الصحية للحوامل خاصة في شهور الحمل الأولى، والتوعية بضرورة اتساع الفترة بين الولادات المختلفة وتنظيم النسل وعدم اللجوء إلى الإنجاب بكثرة.

لا ننسى، أيضًا، حملة طوق النجاة التي اطلقتها وزارة الصحة من أجل توعية المواطنات في المناطق الريفية على تحديد النسل، لإبطاء معدل النمو السكاني، وقامت الحملة على استراتيجية لخفض معدل المواليد وتغيير فكرة أن كثرة الأبناء عزوة.

وهدفت الحملة إلى خفض معدل المواليد إلى 2.4 % بما يوفر للحكومة 200 مليار جنيه (11.3 مليار دولار) حتى 2030، إلا أن ذلك لم يحدث بعدما شهدت المواليد خلال 2020 زيادة جديدة تخطى الـ100 مليون نسمة.

ومن أشهر حملات التضامن من أجل تحديد النسل حملة "2 كفاية"، للحد من الزيادة السكانية ورفع الوعي ودعم المرأة لنشر ثقافة "أسرة صغيرة والمباعدة بين الولادات"، إلا إنها تمت المرحلة الأولى منها خلال عام 2019 وتوقفت بعد ذلك.

وكان من نتائج الحملة تنفيذ 2 مليون 146 ألف زيارة طرق أبواب وتحويل 332 ألف و418 سيدة للوحدات الصحية وعيادات 2 كفاية، لتلقي خدمات تنظيم الأسرة بالمجان حيث استقبلت عيادات 2 كفاية 32 ألف سيدة تم تقديم الخدمة لهن مجانًا.

أما مبادرة الوسام، فقد أطلقتها الصحة داخل عيادات تنظيم الأسرة في جميع المحافظات على عدة مراحل، وتبنت هذه الحملة مفهوم حق الاختيار، ومسؤولية القرار في التخطيط لبناء الأسرة النموذجية، وذلك للحد من الزيادة السكانية وتنظيم النسل.

ومن الحملات الصغيرة التي تم اطلاقها من قبل وزارة الصحة حملة يوم الثلاثاء، للحد من الزيادة السكانية والتي وجهت لجميع مراكز تنظيم الأسرة الثلاثاء من كل أسبوع، وتقدم خدمات تنظيم الأسرة والوسائل طويلة المفعول بأسعار مخفضة.

وقديًما أعلنت الصحة عن حملات إعلانية عديدة لتنظيم النسل منها حملة "حسنين ومحمدين"، وحملة "الراجل مش بس بكلمته"، وحملة"اسأل استشير"، ولاقت تلك الحملات اهتمام الرأي العام بشدة بسبب طريقتها البسيطة في توصيل الهدف من الحملة.