رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نيويورك تايمز» تدعو لانسحاب مسؤول أمريكي من أفغانستان

أفغانستان
أفغانستان

دعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى انسحاب مسئول للقوات الأمريكية من أفغانستان، مشيرة إلى أنه يتعين على إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن أن تدعم جهدا إقليميا لإرساء الاستقرار في هذه الدولة.

وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته في موقعها على الإنترنت اليوم الثلاثاء - إنه على مدى سنوات ترك المأزق الأفغاني، المسؤولين الأمريكيين ممزقين في مواجهة خيارين سيئين وهما: دعم ما وصفته بحكومة أفغانية فاسدة ومنقسمة بشكل ميؤوس منه إلى أجل غير مسمى، وإما الإقرار بالهزيمة والعودة إلى الوطن وترك البلاد لمواجهة مصيرها.

فبعد 19 عامًا، تعد الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان بالفعل أطول حرب في التاريخ الأمريكي، وكان هناك إجماع على أن الوقت قد حان لعودة القوات الأمريكية إلى الوطن، غير أن سرعة الانسحاب وما إذا كان سيتم ترك أي قوة متبقية لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب تبقى أسئلة مفتوحة.

وأضافت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذت خطوات جديرة بالإشادة تجاه خروج الولايات المتحدة، ففي فبراير الماضي، أبرمت صفقة مع طالبان لسحب القوات الأمريكية من البلاد في غضون 14 شهرًا، وفي المقابل، وافقت طالبان على قطع العلاقات مع القاعدة، ومنع الإرهابيين من استخدام أفغانستان كقاعدة للهجمات الدولية، والمساعدة في الحد من العنف فضلًا عن الانخراط في محادثات مع القيادة السياسية في أفغانستان في محاولة لإنهاء الصراع.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسيين الأمريكيين كانوا يضغطون على طالبان كي تفي بالجزء الخاص بها من الصفقة، ولا يزال يعتقد أن مقاتلي القاعدة مرتبطون بطالبان، وذلك على الرغم من أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري، ربما يكون قد مات الآن، وفقًا لوسائل الإعلام الباكستانية.

وكانت محادثات السلام الأفغانية الأفغانية قد بدأت في سبتمبر الماضي، لكنها توقفت بسبب موجة جديدة من الهجمات، إضافة إلى حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت إدارة بايدن ستحترم الاتفاق مع طالبان.

وأوضحت الصحيفة أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت حركة طالبان على وسائل التواصل الاجتماعي أن الجانبين اتفقا على مجموعة من المبادئ التوجيهية للمحادثات غير أن الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني تراجع عن هذا الادعاء، نافيًا التوصل إلى اتفاق.

ورأت "نيويورك تايمز" أن الجهود المبذولة لمحاسبة طالبان على التزاماتها قد قوضت بسبب إعلان إدارة ترامب المفاجئ أنها ستسحب جميع القوات الأمريكية باستثناء 2500 جندي من البلاد بحلول 15 يناير، بغض النظر عما إذا كانت الشروط التي وافقت عليها طالبان قد تم الوفاء بها، إذ يرغب الرئيس ترامب - الذي قضى عيد الشكر لعام 2019 مع الجنود الأمريكيين في مطار باجرام - في الوفاء بوعده بإعادة جنوده إلى الوطن قبل ترك منصبه، ولكن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج أعرب عن قلقه من هذا الإعلان وقال إن الحلف سيواصل تدريب قوات الأمن الأفغانية حتى مع خفض عدد القوات الأمريكية المخطط.

ويمتلك الناتو 12000 من أفراد خدمته في أفغانستان، نصفهم تقريبًا من القوات الأمريكية، ويعتمد بشكل كبير على الجيش الأمريكي في النقل والخدمات اللوجستية.

ونوهت الصحيفة بأنه من غير المرجح أن يحيد الرئيس المنتخب جو بايدن بشكل جذري عن خطة خروج إدارة ترامب، فقد عارض بايدن زيادة القوات في عهد الرئيس السابق باراك أوباما في أفغانستان وكتب في الربيع الماضي في مجلة "فورين أفيرز" أن "الوقت قد حان لإنهاء الحروب إلى الأبد".

وأكدت الصحيفة أن الانسحاب الأمريكي لا يعني بالضرورة إنهاء الدعم المالي للشعب الأفغاني أو ترك المنطقة في مواجهة حالة من الفوضى، فتحمل الولايات المتحدة على عاتقها التزاما أخلاقيا بالعمل مع الشركاء الإقليميين لمحاولة تنظيف آثار الفوضى التي نتركها وراءنا.

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة " إن إدارة بايدن في وضع أفضل لاختبار حدود الدبلوماسية الإقليمية، في حين أنه من غير الواضح على الإطلاق أن المحادثات الأفغانية يمكن أن تتفاوض بشأن تسوية سياسية من شأنها أن تنهي الحرب بين طالبان والحكومة الأفغانية، فإن النهج الإقليمي المنسق من المرجح أن يقود إلى النجاح أكثر من الانسحاب الأمريكي السريع من جانب واحد".

وأضافت أنه لا ينبغي أن يكون الجنود الأمريكيون رهينة لاتفاقية سلام قد لا يأتي أبدًا، ولكن مع انخفاض عدد القوات الأمريكية إلى 2500 جندي، وبعضهم مطلوب كمظلة أمنية للسفارة، انخفضت تكاليف الجهود الأمريكية في أفغانستان بشكل كبير، ومن ثم بات لدى إدارة بايدن الوقت الكافي من أجل صياغة انسحاب أكثر مسؤولية.