رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاطمة الحصي: الأمراض الثقافية شوّهت الوسط الثقافي (حوار)

فاطمة الحصي
فاطمة الحصي

تكتب في الفسفة، وتشتغل بتدريس التربية بجامعة القاهرة، هاجرت إلى فرنسا في رحلة طويلة مع زوجها الكاتب والمفكر الراحل سعيد اللاوندي، عادت من هناك فقدمت لنا كتابها "الجيل الثاني من المصريين في أوروبا، وكتابها الأبرز حكاية الفتي أركون ولديها الآن كتاب تحت الطبع "أيام في حياتي.. سيرة مفكر مصري".

في حوارها مع «الدستور» تكشف الكاتبة والأكاديمية فاطمة الحصي بعض من شغفها بقراءة الفلسفة والأدب من زكي نجيب محمود إلى يحيي حقي وإلى نص الحوار:

- بداية.. ما هو كتابك المفضل؟ ولماذا؟
من أحب الكتب إلى قلبي كتب أستاذنا يحي حقي وزكي نجيب محمود وكذلك يوسف إدريس وأخص هؤلاء الكٌتَاب بالذكر؛ لأنهم يحترمون عقل القارئ، لهذا أحب من وقت لآخر أن أعود الى كتاباتهم سواء الأدبيه عند حقي أو أدريس أو الفكريه عند زكي نجيب محمود.

لا أتذكر أول كتاب قرأته، لكن أذكر جيدًا أني بدأت مبكرًا في قراءة في قصص الأطفال الشياطين 13 ومن ثم تحولت الى كتب أنيس منصور وأشعار فاروق جويده ثم تحولت الى إحسان عبد القدوس وأحمد عبد الحليم عبد الله وكان ذلك ما اجده بمكتبة المنزل وهى مكتبه تخص عمي الدكتور هاني الحصي وكان ومازال قارئًا مثقفًا ممتازَا وشيئًا فشيء تحولت في قراءاتي إلى نجيب محفوظ ونزار قباني وهكذا صعدتُ سلم القراءة الى أن أصبحت قراءاتي فكريه أكثر.

- أقرب بيت شعر إلى قلبك وهل ينطبق على موقف من حياتك؟
قومي رؤوس كلهم - أرأيت مزرعة البصل؟ للشاعر العراقي علي الشرقي؛ وهذا البيت الشعري ينطبق على أحوالنا الآن، في مجتمعاتنا العربية ودائمًا ما أردده للطلبة بالجامعة حيث أدرس حين أكون حريصة على أن يعملوا كفريق وهو ما نفتقده في حياتنا بشكل عام.

- أغرب موقف قابلته الدكتورة فاطمة في الوسط الثقافي؟
لا أتعامل كثيرًا في الوسط الثقافي، بل أتجنب قدر المستطاع التعامل معه لما لمسته به من أمراض ثقافية شوهت الوسط الثقافي بشكل كبير.

- هل تتذكرين أول شىء خطته يداكِ طوال مشوار حياتك؟
بدأت الكتابة مبكرًا لست أدري متى بالضبط، لكن أذكر أنني في المرحله الثانوية كنت أكتب بغزارة كتابة هى أقرب للنثر الشعري وكنت أعرضها على أساتذتي في بعض الأحيان، وأذكر من بين ما كتبت قصيده شعرية كتبتها تأثرًا بحادث التحرش لفتاة المعادي وكانت مؤلمة وحزينة.

- هل هناك شخصية في فيلم مفضلة لك؟
الشخصية الأقرب إلىّ هى شخصية نجوى في فيلم (شقة مصر الجديدة) وأراها قريبة جدًا من شخصيتي الداخلية والحق أن معظم شخصيات أفلام محمد خان قريبه من قلبي.

- هل لكِ موقف مع كاتب أو فنان كبير تتذكرينه دائمًا؟ وما هو؟

أكثر مواقف مررت بها كانت مع المفكر المصري زوجي الدكتور سعيد اللاوندي وهى مواقف حياتية يومية لا تُنسى منها تعلمت وتأثرت بفكره وكتاباته ومواقف حياته كما أثرت فيه وكان لكل منا بصمته على الآخر.

- ما هي القصة التي تحلمين بكتابتها يومًا ما؟
أحلم بكتابة قصة عن رائدات العمل النسائي في مرحلة النهضة الأولى تلك النماذج التي ثارت ضد العادات والتقاليد وأخذت طريق التعليم الذي لم يكن معبدًا بعد، مثل لطيفة الزيات، سميرة موسى، أمينة السعيد درية شفيق، حكمت أبو زيد ،نوال السعداوي وبنت الشاطئ؛ أحلم بكتابة حياتهن بشكل يوضح ما واجهناه من معوقات ومواقف من أقرب الناس لهن وكيف صمدن أمام ذلك كنتيجه لإيمانهن بفكرهن.

- لو معكِ تذكرتين لدور السينما مَن تدعينه من شخصيات تاريخية؟
الأديبة مي زيادة وذلك نتاج قراءتي العميقة لتاريخها وقصة حياتها ولشعوري بأن روحها تتسق مع روحي بشكل كبير.

- هل تؤمنين بالسحر أو الأعمال؟
لم أؤمن قط بالسحر ولا بالأعمال وأعتبر أن الإيمان بهذه الأفكار مجرد خلق لشماعة نُعلّق عليها مشكلاتنا التي نعجز عن مواجهتها وعلاجها.

- أخيرًا.. إذا ما كتبتِ قصة من سطر واحد عن الموت.. كيف ستكون الحبكة؟
أكتب القصه القصيرة جدًا أو ما يطلقون عليها القصة الومضة، لهذا لدىّ كتابات عديدة عن الموت خاصة وقد واجهته بشكل مكثف في حياتي في فقدي لأخي وأمي وأبي وعمتي، ثم زوجي على مدار سنوات قليلة فخرجت من تلك النهايات التي رأيتها بأنه قدر علينا أن نقبله وألا ننتظر موعده، كما كتبت ومضة تعبر عنه وهى (كانت يده تُحكم قبضتها على خيوط طائرة حياته الورقية؛ ولم يدرِ كيف تعثرت أقدامه وتعقدت كل الخيوط).