رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تأجيل معرض الكتاب..مشاكل بالجملة تعصف بدور النشر

جريدة الدستور

ربما كان تأجيل معرض الكتاب هذا العام، أفضل خيارين في ظل جائحة كورونا، فالخيار الثانى هو إلغاؤه، وما سيترتب علي القرار من خسائر فادحة للناشرين.

لذا لم يلاقى القرار تأجيل المعرض أصواتا معارضه، وهو ما أكده محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، موضحا أن المعرض كان من المفترض إقامته فى يناير 2021، وتم تأجيله إلى يوليو من نفس العام، مشيرا إلى أن قرار التأجيل صائب للغاية، لافتا إلى أن هناك استمرارية فى المعارض المحلية بالأقاليم، التي تعتبر منفذا للناشر للاستمرار فى مهنته وعدم غلق النشاط.

وفي سياق تأجيل معرض الكتاب هذا العام وكونه حدثا غير سارا لجميع الناشرين رغم كونه الافضل في تلك الظروف، فالناشر المصري حاليا يعاني بشكل عام من معوقات كثيرة، تجعله كالممسك على القطعة من نار في ظلها، إذا ما تمسك بنشاطه، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز تلك المشكلات التي يعاني منها الناشر في السنوات الأخيرة.


وتعد مشكلة ارتفاع سعر الخامات هى الأبرز التي يعاني منها الناشرون، حسبما أكد "للدستور"أحمد علي صاحب دور نشر بالجيزة، موضحا أن أغلب الخامات التي تستخدم في طباعة الكتب مستوردة، ومن النادر وجود بديل مصري لها، وبسبب ارتفاع سعر الدولار، اضطر ناشرون إلى زيادة سعر الكتب، الأمر الذي استغله بعض المزورين في طباعة نسخ مقلدة منها، بأسعار زهيدة، وبجودة أقل، مع الإخلال بحقوق الملكية الفكرية، واقبل معظم المواطنين على شراءها لأنها تناسب قدراتهم المادية، الأمر الذي سبب خسائر فادحة للناشر.

وتابع: أجبرت الزيادة المستمرة في أسعار خامات الطباعة عدد من الناشرين إلى تغيير نشاطهم بسبب الخسائر التي تكبدوها، والبعض اختار تحمل الأعباء الإضافية على أمل تعويضها في المعرض الدولي للكتاب.

ومن بين الصعوبات التي يتعرض لها الناشر ظهور الموجة الثانية لجائحة كورونا وما خلفته من خسائر على مختلف القطاعات، فعاش الناشرون المصريون شهرين من القلق، عندما تأخرت لجنة المعارض بـالهيئة المصرية العامة للكتاب، في فتح باب الاشتراك بالدورة الـ52، التى كان مقرر لها أكتوبر الماضي، لتتردد شائعات عن احتمالية إلغاءه.

وعقب بداية الموجة الثانية من فيروس كورونا، وتحذير الصحة العالمية من التجمعات، والتشديد على الإجراءات الاحترازية، لم يكن أمام القائمين على المعرض سوى خيارين إما إقامة المعرض، وتقليص فعالياته وسط إجراءات احترازية مشددة، أو الإلغاء، وتفاديا لما سيترتب على إلغاء معرض الكتاب 2021، من خراب على الناشرين العرب والمصريين، قررت لجنة المعرض برئاسة وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، تأجيل الدورة الـ 52 إلى 30 يونيو 2021، مع مد فترة المعرض حتى 14 يوليو 2021.

وأكد محمود سمير أحد الناشرين "للدستور" أن ما أعلن عنه رئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده، عن إقامة مجموعة من المعارض المتاحة للناشرين، بعدد من المحافظات والجامعات، بالإضافة إلى إطلاق معرض الطفل الأول للكتاب، يعد حلا لتعويض الناشر الذي تحمل كثير من الخسائر في الفترة الأخيرة.