رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشار المفتي: إساءة فهم الحرية يزيد من الإلحاد والتشدد

مستشار المفتي: إساءة
مستشار المفتي: إساءة فهم الحرية يزيد من الإلحاد والتشدد

أكد الدكتور مجدي عاشور" المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية"، أن الإنسان هو محور الكون وعنصره الفاعل، فقد وجد للعبادة وهي تكليف، والتكليف مناطه العقل وليس العقل إلا في الإنسان، والثنائية المشهورة في سنن الله في كونه أن التكليف يقابله تشريف ولذا كان الإنسان مكرمًا (ولقد كرمنا بني آدم).

وأوضح في محاضرة ألقاها بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن مقاصد الشريعة الخمس ضرورية للإنسان من حيث مفهومها، لأن الحفاظ على الدين لا يقصد به دين الفرد، وإنما الحفاظ على الدين الكلي للمجتمع والمجموع، وكذلك في حق الحفاظ على النفس والعقل والعرض والمال.

وأشار إلى، أنه من المهم إشاعة منظومة الأخلاق التي استقرت عليها العقول السليمة داخل المجتمع، ويكون ذلك من خلال التوعية والتعليم والتربية.

وأضاف المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية - خلال محاضرته -  أن النموذج المكي في السيرة النبوية ينبغي أن يكون هو المعيار لإقامة المجتمع، وذلك من خلال التوعية (الإعلام) والتعليم والتربية والتثقيف، وعندما تستقر الأوضاع في المجتمع يزداد منحنى العلم فيه مع مزيد من الأخلاق التي تقي من المشاحنات والمنازعات فنجد أن الأمور، قد هيئت لإقامة الدولة التي ينبغي أن ينظمها القانون، وبذلك نجمع بين ما هو اجتماعي وما هو قانوني جنائي لاستقرار المجتمع وحمايته.

كما تحدث الدكتور "عاشور" عن ظواهر المناخ الاجتماعي السقيم، والتي تتمثل في الإساءة في فهم واستخدام مفهوم حرية الاعتقاد؛ مما قد يؤدي بالمجتمع أن يقع تحت مطرقة الإلحاد وسندان التشدد والتكفير، وكذلك سوء فهم واستخدام مفهوم حجرية الرأي والتعبير؛ مما يؤدي إلى هدم منظومة القيم، ومن ثم إثارة التنازع بين أطياف المجتمع وإشاعة الفوضى فيه.

وبين فضيلته أن علاج ذلك يكون بالحرية المسئولة التي ينظمها الشرع - من خلال عدة قواعد-  مثل: تقديم المبدأ على المصلحة عند التعارض، تقديم المصلحة العامة على الخاصة، وقاعدة دفع الضرر، وكل القواعد التي من شأنها أن تبني العقلية الصحيحة التي توازن بين الأمور وتقدم الأهم فالمهم منها عند التعارض كما هو قانون سلم الأولويات.

وتطرق الدكتور مجدي عاشور إلى أسباب ظاهرة التحرش الجنسي، حيث أكد أن السبب الرئيس فيه هو هدم إدراك قيمة المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع، التي وردت في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (النساء شقائق الرجال) وهي لا تهمل خصائص ووظائف كل منهما، وذلك بمراعاة قيمة التكامل بين الجنسين.

وعرض فضيلته ظاهرة أطفال الشوارع وأسبابها؛ وذكر أن من أهم أسبابها عدم الإلمام بطبيعة وأهمية الأسرة في الإسلام كمكون للمجتمع الإسلامي.

ومن الأسباب المباشرة لهذه الظاهرة، والتي وقفت عليها دار الإفتاء المصرية - من خلال تعاملاتها اليومية مع جمهور المستفتين على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، نجد عدم إدراك أطراف الأسرة لأسس الحياة الزوجية الصحيحة، فضلًا عن الانشغال عن الحقوق والواجبات الأسرية لأفراد الأسرة الصغيرة والكبيرة.

ولمعالجة هذه الناحية قامت دار الإفتاء من جانبها بإنشاء لجنة لفض المنازعات الأسرية وغيرها مع توعية روادها بالأحكام الشرعية الصحيحة.

ومن ناحية الجانب العلاجي، جاءت الشريعة الإسلامية بالعقوبات المقررة لتكون زاجرة لمن يهم بفعل شيء فيه ضرر على النفس أو المجتمع، وليست هذه العقوبات مقصودة لذاتها، وإنما هي من قبيل علاج الكي بعد أخذ كل سبل الوقاية المذكورة قبل ذلك.