الصين: الاقتصاد العالمى يواجه أسوأ ركود منذ الكساد العظيم
قال الرئيس الصيني "شي جين بينج" اليوم الثلاثاء، إن الاقتصاد العالمي يواجه أسوأ فترة ركود منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، محذرا من أن استخدام وباء "كوفيد-19" لإنهاء العولمة لن يؤدى إلا إلى الإضرار بالمصالح المشتركة لدول العالم.
جاء ذلك في كلمة عبر الفيديو للرئيس الصيني اليوم الثلاثاء خلال مشاركته في القمة الـ12 لكتلة الأسواق الناشئة (بريكس) التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتتولى روسيا رئاستها هذا العام.
ودعا بينج إلى التضامن والتعاون الدوليين في التعامل مع تحديات وباء "كوفيد-19" بشكل مشترك، معتبرا أن التعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية اتجاهان لا رجعة فيهما، وأنه من غير الممكن عكس الاتجاه نحو التعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية.
وأضاف بينج أنه يجب على دول بريكس أن تدعم بقوة الإنصاف والعدالة الدوليين، في مواجهة النزاعات بين التعددية والأحادية، وبين الإنصاف والهيمنة، وأن ترفع راية التعددية عاليا، وتدعم مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتحافظ على النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، ومركزه الأمم المتحدة.
وتابع بينج أن وباء القرن (كوفيد-19) يتشابك مع التغيرات الحادثة في الوقت الحاضر، وأن النمط الدولي يتطور بشكل عميق، حيث يعاني المجتمع البشري من أسوأ مرض معد منذ مائة عام، فيما يشهد الاقتصاد العالمي أسوأ ركود منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وأعرب الرئيس الصيني عن إيمانه الراسخ بأن موضوع العصر الرئيسي المتمثل في السلام والتنمية لم يتغير، ولا يمكن عكس اتجاه تعدد الأقطاب العالمي والعولمة الاقتصادية، ويجب الاهتمام برفاهية الشعوب، ودعم مفهوم مجتمع المصير المشترك للبشرية، وتقديم المساهمات اللازمة لبناء عالم أفضل من خلال إجراءات عملية.
وقدم بينج مجموعة من المقترحات للتعاون مع مجموعة بريكس للتغلب على التحديات العالمية بما في ذلك وباء "كوفيد-19" والركود الاقتصادي العالمي، والتي تتمثل في: التمسك بالتعددية وحماية السلام والاستقرار العالميين، وتعميق التضامن والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، والتمسك بالانفتاح والابتكار لتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي، وإعطاء الأولوية لمعيشة الناس وتعزيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، والتمسك بالتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.
كما اقترح بينج أن تعقد الدول الخمس الأعضاء في بريكس، ندوة حول الأدوية التقليدية لاستكشاف دورها في الوقاية من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وعلاجه.
وأشار بينج إلى أن الشركات الصينية تجري مرحلة التجارب السريرية الثالثة للقاحات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) مع الشركاء من روسيا والبرازيل، وأن الصين مستعدة أيضا للتعاون بهذا الصدد مع جنوب إفريقيا والهند.
وأكد بينج أن استخدام الوباء "لإنهاء العولمة" والدعوة إلى ما يسمى "الفصل الاقتصادي" و"الأنظمة الموازية" لن يؤد في النهاية إلا إلى الإضرار بالمصالح المشتركة لدول العالم، معتبرا أنه في ظل الظروف الحالية، يجب بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ومعارضة فرض الحمائية باسم الأمن القومي.
ولفت بينج إلى أن بلاده مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لتسريع إقامة شراكة الثورة الصناعية الجديدة لدول بريكس، وأن الصين ستنشئ قاعدة ابتكار لهذه الشراكة في مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان الصينية، لتنفيذ التعاون في مجالات مثل تنسيق السياسات وتدريب المواهب وتطوير المشاريع، وأن الصين ترحب بالمشاركة الفعالة للدول الأخرى الأعضاء في بريكس.
وشدد بينج على معارضته للتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، أو فرض عقوبات أحادية الجانب أو ما يسمى بـ"الولاية القضائية طويلة الذراع"، داعيا إلى بذل جهود مشتركة لتهيئة بيئة سليمة ومستقرة للتنمية.
واعتبر بينج أن التنمية هي المفتاح الرئيسي لحل جميع المشاكل، سواء كان الأمر يتعلق بالقضاء على تأثيرات الوباء، أو العودة إلى المسار الصحيح للحياة السليمة، أو تهدئة النزاعات والاضطرابات، أو حل الأزمات الإنسانية، وأن كل ذلك يعتمد على التنمية المتمركزة حول الشعب بشكل أساسي.
وتعهد بينج بمواصلة الصين بذل الجهود لمواجهة تغير المناخ، قائلًا: إن الاحتباس الحراري لن يتوقف بسبب تفشي الوباء، ويجب ألا نتوانى في التعامل مع تغير المناخ، وإن الصين مستعدة لتحمل مسئوليات دولية تتناسب مع مستوى تنميتها ومواصلة بذل الجهود الجادة لمواجهة تغير المناخ، منوها إلى أن الصين سترفع معدل إسهامها الوطني، وتسعى للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق تحييد الكربون قبل عام 2060.