رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سارة شريف تكتب: أشياء لن يجدها «بيبى» عند «جو»

سارة شريف
سارة شريف

على إسرائيل أن تستعد لمرحلة «ما بعد ترامب»، ثمة أشياء ستتغير، ونتنياهو يعرف أن إسرائيل لن تخسر مع بايدن، لكن هو الذى سيخسر. التصريحات النارية التى كانت تجعله متصدرًا العناوين الرئيسية لن تكون كما كانت، والصور اللافتة والمشاهد المثيرة للانتباه لن يجدها نتنياهو عند بايدن.
قضى «بيبى» أربع سنوات مع ترامب فى سكرة سياسية، استمتع معه دون شبع، كأنه لا يوجد غد، لكن فجأة جاء الغد، وسواء اعترف أم لا فإنه يحتاج لفترة حتى يتكيف مع الوضع الجديد، ويحتاج أيضًا لأن ينسى بعض الأشياء التى لن يجدها عند بايدن.
الحديث لا يدور عن عقبات سياسية أو مواجهات مثل التى كانت مع أوباما، ولكن فقط سيكون هناك تغيير فى مشهد هوليوودى اعتاد عليه نتنياهو وأحبه واستفاد منه مرة تلو الأخرى.
فى يناير ٢٠٢١، لن يكون «نتنياهو» هو الوسيط بين زعماء العالم والرئيس الأمريكى الجديد، حتى لو صرح نتنياهو، بمناسبة وبدون مناسبة، بأن «بايدن صديقه القديم منذ ٤٠ عامًا»، لكنْ مشكوك فيه أن يستطيع أن يكون جسرًا بينه وبين زعماء العالم مثل الذى كان مع ترامب، على الأقل ستكون هناك فترة سكون واختبار لشكل علاقتهما قبل أن يذهب له زعماء العالم للتوسط لهم عند «بايدن».
جزء كبير من حملة الدعاية الخاصة لنتنياهو اعتمدت على علاقته بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبعبارة «صديقى العزيز» وبالصور الدافئة فى البيت الأبيض والزيارات والاحتفالات قبل كل جولة انتخابية، هذا لن يتكرر مع «بايدن»، وإذا تفككت الحكومة الإسرائيلية فإن نتنياهو لن يحصل على هدايا الانتخابات مثل التى أخذها من «ترامب»، مثل نقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، إنما سيحصل على تصريحات متوازنة وبتعهد أمريكى كلاسيكى بعدم التدخل فى الانتخابات، وهذه أشياء لا تعجب «نتنياهو».
البيت الأبيض لن يكون بعد الآن البيت الثانى للسفير الإسرائيلى رون دريمر، والسفير الأمريكى الجديد فى إسرائيل لن يكون داعمًا للمستوطنين مثل ديفيد فريدمان، ثمة تغيير سيحدث فى التعيينات.
عبارات بيباوية لن نسمعها بعد اليوم مثل: «الضم لا يزال على الطاولة، والضم لن ينتهى، والضم لا يزال هنا»، من الصعب أن يطلق «نتنياهو» هذه العبارات على الأقل لمدة عام، حتى تتضح سياسة «بايدن» بشكل أفضل.
الخسارة لإسرائيل ليست كبيرة، بيد أن الضم ذاته يضر إسرائيل ويورطها أمام المجتمع الدولى، لكن هذه العبارات كانت جزءًا من روابط «نتنياهو» مع اليمين المتشدد، وتوقفها سيصيبهم بالغضب.
لن يكون هناك تجاهل أمريكى تام لبناء المزيد من المستوطنات فى الضفة الغربية، صحيح سيكون انتقاد «بايدن» أقل حدة من «أوباما» لكنه لن يتجاهل الأمر مثلما كان يفعل «ترامب».
على «نتنياهو» أن يستعد لنهاية «المرحلة الترامبية» التى على الرغم من كل شىء ستترك إرثًا كبيرًا، الحقيقة أننا سنعيش الفترة المقبلة بملل دون عروض «ترامب» و«بيبى».