نسخة أوباما النسائية.. هل تصل كامالا هاريس لرئاسة أمريكا 2024؟
سطرت اسمها فى التاريخ بدخولها إلى البيت الأبيض وتقلدها منصب نائب الرئيس الأمريكي، ليس فقط لكونها امرأة، ولكنها ملونة من أصول هندية تصل إلى ثاني أعلى منصب في أمريكا.. كامالا هاريس، نائبة الرئيس الامريكي جو بايدن، تفرش طريق وصول النساء إلى رئاسة أمريكا بالورود.
هاريس يبدو ولعها بالريادة النسائية، وتسعى دائما للوصول إلى مناصب لم يصل إليها دونها من النساء، فقد سبق وشغلت منصب أول مدعية عامة من ذوي البشرة السمراء في تاريخ ولاية كاليفورنيا.
اسمها الكامل كامالا ديفي هاريس (Kamala Devi Harris)، ولدت في ولاية كاليفورنيا عام 1964، والدتها شامايلا غوبالان، مهاجرة هندية باحثة في مجال السرطان، ووالدها دونالد هاريس، اقتصادي، مهاجر من جامايكا (الواقعة على بحر الكاريبي) في سن السابعة، انفصل والداها وتولت والدتها تربيتها.
نشأت في أحضان جديها
بعد انفصال أبويها، لعب جداها الهنديان دورا كبير في تربية كامالا، مما أثر في تشكيل شخصيتها، فجدها، موظف حكومي بارز في الهند، حارب من أجل استقلال بلاده، وجدتها، ناشطة جابت أرجاء البلاد داعية لتمكين النساء، وفقا لما دونته في كتابة سيرتها الذاتية.
علاقة هاريس الوثيقة بتراثها الهندي وجديها، جعلت سكان قرية ثولاسيندرابورام في ولاية تاميل نادو جنوب الهند، مسقط رأس كامالا هاريس، يصرون على الاحتفال بفوزها بمنصب نائبة الرئيس الأمريكي.
واحتفل السكان بالحدث في القرية، حيث وُلد بي في غوبالان، جد كامالا هاريس، وكان مسئولا هنديا كبيرا.
وأكد بالاشاندران غوبالان، وهو خال هاريس وأستاذ جامعي، أنه على يقين دائمًا من نجاحها.
والدة كامالا صاحبة الفضل الحقيقي
وأشادت كامالا هاريس، اليوم الأحد، بوالدتها شيامالا غوبالان، الإخصائية في أمراض السرطان المولودة في مدينة تشيناي جنوب الهند، وبدورها الذي لعبته في حياتها.
"كامالا" رافقت والدتها لزيارة الهند عدة مرات، وعلى الرغم من ذلك عاشت في أمريكا على اعتبارها من أصول سوداء، تقول كامالا "إن والدتها تبنت ثقافة السود في أوكلاند، وغمرت ابنتيها، كامالا وأختها الصغرى مايا، بتلك الثقافة".
قالت عن والدتها: "الحقيقة هي أن والدتي أدركت جيدًا أنها كانت تربي ابنتين سوداوين".
وأضافت: "كانت تعلم أن موطنها الجديد الذي قررت الانتماء إليه، سينظر إلي ومايا على أننا فتاتان سوداوان، لكنها كانت تصر على التأكد من أننا سنصبح امرأتين سوداوين واثقتين ووفخورتين بنفسيهما".
دراستها بين كندا وأمريكا.. وانسجامها مع لونها
عاشت "كامالا" في سنواتها الأولى فترة قصيرة في كندا أيضًا، عندما عملت والدتها في التدريس في جامعة ماكجيل، فسافرت وشقيقتها الصغرى معها، ودرست في مدرسة في مونتريال لمدة خمس سنوات.
ثم التحقت بكلية في الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة هَوارد، إحدى الكليات والجامعات البارزة التي يدرس فيها السود تاريخيًا في البلاد، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر الخبرات التي حصلت عليها في حياتها وساهمت في بنائها وتكوينها.
وتقول "هاريس" إنها دائمًا كانت منسجمة مع هويتها العرقية وتصف نفسها ببساطة بأنها "أمريكية".
النسخة النسائية لـ "أوباما"
تقارب المواقف السياسية بينها وبين نجم الحزب الديمقراطي، باراك أوباما، كان لصالحها في صفوف مؤيدي الرئيس السابق، وهو أمر جعلها تحظى بلقب "النسخة النسائية لباراك أوباما".
وأوباما كان بين المشيدين باختيار بايدن لها في هذا المنصب، مؤكدا أنها "أكثر من مؤهلة لشغله".
عام 2014، تزوجت من دوغ إيمهوف، وهو محام من لوس أنجلوس، وأب لولدين من زواج سابق.
فازت في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2016، واشتهرت بأسلوبها الحاد في المساءلة ودفاعها الشرس عما تؤمن به.
عام 2019، أعلنت ترشحها للرئاسة، غير أنها سرعان ما أنهت حملتها بسبب ما بدا ضعفا في حظوظها للحصول على مباركة الحزب، وبسبب قرب نفاد موازنة الحملة.
هاجمت جو بايدن خلال تنافسهما على نيل ترشيح الحزب، ثم عادت وأعلنت تأييدها له في مارس الماضي، ووصفته بأنه قادر على توحيد الشعب الأمريكي.
خلال مسيرتها العامة، أولت هاريس اهتماما كبيرا للدفاع عن النساء والمهمشين والأقليات العرقية وذوي الدخل المحدود.
هل تترشح إلى رئاسة أمريكا 2024؟
وفقا لمراقبين، فإنه من المتوقع أن يكون تقدم سن بايدن البالغ 78 عاما، والذي يقلل من حظه في الحصول على ولاية ثانية، سببا لأن تصبح هاريس (56 عاما) مرشحة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 2024.
وقال جويل باين المخطط الاستراتيجي الديمقراطي الذي عمل في حملة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لعام 2016 "هاريس كانت دائما أكثر شخصية مقنعة كرفيق لبايدن في الانتخابات، لأنها تملك القدرة على مساعدته في توحيد التحالف الديمقراطي عبر خطوط الأعراق والأجيال كما أنها استطاعت رفع درجة الحماس على مستوى القاعدة".
