سفير مصر السابق بأمريكا: القاهرة تستطيع التعامل مع أى رئيس أمريكى قادم (حوار)
بدأ فرز الأصوات الأولية في العديد من الولايات الأمريكية التي انتهت فيها عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، وسط منافسة قوية بين رئيس الولايات المتحدة الحالي والمرشح عن حزب الجمهوريين دونالد ترامب، وجو بايدن المرشح عن حزب الديمقراطيين، فيما أظهرت المؤشرات الأولية في عدة ولايات فوز ترامب ضد بايدن، منها ولايات: كنتاكي، أنديانا.
وتحدث محمد وفيق سفير مصر السابق لدى واشنطن، في حوار خاص لـ«الدستور»، عن مستقبل السياسات المصرية الأمريكية في حال فوز أيًا من ترامب أو بايدن، بالإضافة إلى الأوضاع داخل الشارع الأمريكي، وما تنتظره الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.
وأكد سفير مصر السابق لدى أمريكا، أن ترامب وبايدن عملا على تحفيز الناخبين الأمريكيين إلى التصويت، وأن الحزبين الديمقراطي والجمهوري يحتاجان إلى حالة من المرونة السياسية.. وإلى نص الحوار.
- في البداية.. كيف ترى الساعات القليلة المقبلة بعد بدء فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
هناك مخاوف حقيقة من وجود اضطرابات في الشارع الأمريكية إذا لم تكون نتيجة فرز الأصوات مبكرة حاسمة بشكل كبير، مع الوضع في الاعتبار أن النتيجة الرسمية يعتمدها الكونجرس في يناير، بينما يتم إعلان النتيجة مبكرة قبل ذلك التوقيت في حال أقر أحد المرشحين علنًا بخسارته.
وفي حال لم يقر أحد منهما بالخسارة، أو تكون نتيجة الأصوات فارقة بشكل كبير، فسوف ننتظر لعدة أيام، وربما أسابيع، حتى يتم الانتهاء من عملية الفرز بشكل كامل.
- هل من الممكن أن يؤثر فوز أي من المرشحين على العلاقات أو السياسية الأمريكية مع مصر؟
الشيء الذي يهمنا من وجهة نظر مصر هي أننا تقليديًا لنا علاقات جيدة بالحزبين سواء الجمهوري أو الديمقراطي.
ونحن في القاهرة نمتلك علاقات استراتيجية مهمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونستطيع تمامًا وبشكل كامل أن نتعامل ونتعاون مع أي رئيس أمريكي يتم انتخابه سواء كان ترامب أو بايدن.
- ماذا عن التصريحات المكثفة التي أطلقها ترامب وبايدن في الساعات الأخيرة من عملية الانتخاب؟
أنا أنظر إلى تلك التصريحات في الإطار الانتخابي الضيق، ولا أحملها أكثر من ذلك، فهي محاولات أخيرة لكل مرشح من أجل ترجيح كفته بأي شكل، لكن لا ننظر إليه على أنه يتعلق بالسياسات المستقبلية للمرشح، فجميعها تحركات انتخابية بحتة.
- هل يُجهز الجمهوريين، تحديدًا ترامب، مفاجئة للديمقراطيين وبايدن قبل النتائج النهائية للانتخابات؟
النظام الانتخابي الأمريكي ليس بالأغلبية المطلقة، ولكنه بالحصول على العدد الأكبر من أصوات المجمع الانتخابي، ما يعني أن عدد محدود من الولايات هي التى تحدد بصلة النتيجة، ومحاولات استمالة المصوتين ستكون في ولايات ودوائر انتخابية محددة وهي الولايات الحاسمة لأن خلاص التوقيت الآن يعتبر في حكم المنتهي.
- كيف رأيت تصريحات ترامب عن دعم الأمريكيين اللاتينيين والأفارقة له؟
يحاول ترامب أن يشجع ناخبية أن يدلوا بأصواتهم من أجل المساعدة في فوزه، رغم أن استطلاعات الرأي في هذا الشق الذي يخص الأمريكيين ذوات الأصل اللاتيني والأفريقي يدعمون الديمقراطيين.
- هل يخسر ترامب بسهولة في تلك الانتخابات ويرحل بعد ولاية واحدة؟
حدث من قبل أن يحكم الرئيس الأمريكي لولاية واحدة فقط، ولم يتم انتخابه مرة ثانية، مثل جورج بوش الأب.
والحزب الجمهوري له أوجه مختلفة وكثرة، والمخاوف تتعلق بالجماعات اليمينية، من وجود إشكالية في الانتخابات، خاصةً لو كانت النتيجة متقاربة، فهناك 100 مليون أمريكي صوتوا بشكل مبكر، وترامب ألمح أن ربما يترتب على ذلك تلاعب في الأصوات، ومن ثم إذا لم يحسم بايدن النتيجة بتفوق ساحق، فمن المرجح حدوث اضطرابات داخل الولايات المتحدة.
- ماذا تحتاج أمريكا في الأيام القليلة المقبلة؟
الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تصل قدر أكبر من التوافق، فهناك حالة استقطاب سياسة خطيرة للغاية، سواء في المؤسسة السياسية نفسها أو على مستوى الشارع، فهي تحتاج إلى أن تكون الأطراف السياسية أكثر مرونة وتقبل للحلول الوسط.
- كيف رأيت التحركات الأخيرة لبايدن بوجوده في مسقط رأسه، بينما فضل ترامب البقاء داخل البيت الأبيض كونه المقر الرئيسي الرسمي له الآن؟
الهدف من هذه القرارات هو التأثير بقدر الإمكان على عملية التصويت، ورفع معنويات الأمريكيين من أجل الذهاب للتصويت حتى أخر لحظة، خاصةً أن هذه المرة توجه أعداد كبيرة من الأمريكان للتصويت.
وهناك عملية حشد كبيرة تمت؛ لأن الخوف في تلك الانتخابات هي ألا يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى التصويت، ولذلك كان هناك عملية حشد مستمرة لهم من جانب بايدن وترامب.
- هل تأثير أزمة فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد الأمريكي هو السبب الوحيد الذي دفع الأمريكيين إلى التصويت مبكرًا؟
لا شك أن أزمة كورونا كان لها تأثير كبير، خاصةً أن وفيات كورونا وحدها اقتربت من الربع مليون حالة، وهو أمر مرعب، فهو رقم يتعدى كافة الخسائر الأمريكية في الحروب التي شنتها، فبالتالي هناك اتهامات لإدارة ترامب بأنها لم تتعامل مع أزمة «كوفيد-19» بشكل جيد.
وبجانب الآثار الاقتصادية المدمرة التي حدثت لأمريكا، فهو عامل مهم لأنها طالت ملايين الأشخاص الذين تركوا وظائفهم، يضاف إلى ذلك القضية السياسية المتمثلة في الاستقطاب السياسي، والتي جعلت نسبة كبيرة من الناخبين لم يصبحوا متأرجحين ما بين بايدن وترامب، أو المرشحيين للانتخابات كما هو المعتاد.