مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية: إذا خسر ترامب فـ«كورونا» السبب.. وبايدن يتظاهر بالثقة (حوار)
- الاقتصاد الأمريكي في وضع منهار بسبب كورونا
- بايدن وترامب يحاولان جذب الأصوات حتى خلال عملية التصويت.. و40% يتعاطفون مع الرئيس الحالي
- فوز بايدن يعني أن تكون السلطتين التشريعية والتنفيذية تحت سيطرة الحزب الديمقراطي
- بحسب لترامب أنه ما زال يحفظ قاعدة جماهيرية متحمسة لبقائه
انطلقت عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، اليوم، وسط تنافس شديد بين الرئيس الولايات المتحدة الحالي دونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري وجو بايدن المرشح عن الحزب الديمقراطي.
وتأرجحت استطلاعات الرأي حول الفائز في الانتخابات الأمريكية الـ59، إذ تفوق ترامب في ولايات، بينما تمكن باين من الحصول على أصوات أكثر في ولايات أخرى.
وكشف منذر سليمان مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية ومقره واشنطن، في حواره لـ«الدستور»، عن كواليس عمليات التصويت الأمريكية، والعوامل التي تدفع الأمريكيين للإقبال على ذلك الاقتراع بشكل مبكر، وأسباب تأرجح الأصوات ما بين بايدن وترامب.
كيف ترى إقبال الأمريكيين على التصويت في الانتخابات الرئاسية؟
الإقبال الحالي غير مسبوق على التصويت المبكر في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهو مؤشر على أن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين فضلت ذلك بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والأجواء المشحونة التي تخيم على الانتخابات، ووجود تهديدات بحدوث اضطرابات أمنية خلالها، فالإقبال على التصويت بشكل عام هو جيد، خاصةً ظل الظروف السياسية وانتشار كورونا.
هل يمكن الاعتماد على نتائج الاستطلاعات العامة؟
الاعتماد على نتائج استطلاعات الرأي العامة يمكن التعويل عليه بعد بداية عملية الفرز، لنجد هل تمكنت تلك الاستطلاعات من نقل المزاج الجماهيري بشكل حقيقي، والترجيحات الحالية تقول إن غالبية المصوتين بشكل مبكر كان لصالح الحزب الديمقراطي.
ولكن قد يكون هناك بعض المؤشرات في الولايات التي سيتم فيها الفرز بعد انتهاء الاقتراع، ما يجعلها تقدم بعض الإحصاءات حول التصويت، وقد تؤشر إلى من سيفوز، وإن كان ليس بشكل نهائي، خاصةً داخل ولايات مثل فلوريدا، جورجيا، كارولينا الشمالية، وأريزونا، وميشيجين إلى حد ما، وكذلك تكساس، رغم أن الأخيرة تدعم الحزب الجمهوري وترامب،ومع منتصف ليل الثلاثاء – بتوقيت واشنطن - قد يكون هناك بعض المؤشرات الواضحة.
ما الدوافع التي يعتمد عليها الأمريكيون في تصويتهم خلال الانتخابات؟
هناك أمريكيين سئموا الحزب الجمهوري، ماعدا قاعدة من الأمريكيين البيض الذين يخشون على هوية أمريكا، ويرغبون في ألا يكون الأكثرية من الملونيين، وإن كانوا من أي جهة.
وغالبية الأمريكيين يرغبون في إنتهاء فترة ترامب، بينما يتمنى أخرون أن يظل رئيسا، وهي نسبة ما بين 35% و40%، تتعاطف معه.
هل يمكن لترامب تفجير مفاجئة قبل ساعات قليلة من انتهاء عملية التصويت؟
التأثير على عملية التصويت أصبح ورائنا، ويمكن التأثير فقط في تعطيل العملية الانتخابية إذا كان هناك بعض المناطق التي تصوت بشكل واضح للحزب الديمقراطي ويتم افتعال مشاكل بها، رغم أنها قد لا تؤثر على نتائج الانتخابات.
ومسألة تجهيز ترامب مفاجآت قبل انتهاء التصويت، كان يفترض به أن يفعل ذلك قبل الوصول لـ«الثلاثاء الكبير» موعد الانتخابات.
كيف ترى تحركات ترامب خلال السباق الرئاسي؟
ترامب تصرف كأنه يستقل مكوكا فضائيا للتجوال على الولايات الحاسمة لتحفيز أنصاره، وقد نجح قليلا في ذلك، وفي خلق الانطباع في وجود زخم بسبب الحشود الجماهيرية التي أتت إليه دون الأخذ في الاعتبار إجراءات الوقاية من كورونا، وهي نقطة تحسب له بأنه مازال يحفز قاعدة جماهيرية متحمسة له، ولكن في المقابل هو يعرض حياتهم للخطر، وهذا مصدر الانتقا الأساسي.
إذا فشل ترامب كورونا سيكون السبب، لأن كوفيد-19 ليس له تباعات صحية وإنسانية فقط، ولكن له تباعات سياسية واقتصادية أيضًا، فالاقتصاد الأمريكي أصبح في وضع شبه مدمر.
كيف ترى الحركات الأخيرة لترامب وبايدن في الساعات الحاسمة خلال عملية التصويت؟
كل طرف يحاول إرسال إشارات للتأثير على عملية التصويت في اليوم ذاته، فترامب يحاول إظهار أن الأمريكيين ذوات الأصول اللاتينية والأفريقية بأنهم يصوتون له بأكثرية، وهو يحاول خلق هذا الانطباع لإحداث بلبلة، وجذب تلك الأصوات، ولكن هناك نسبة قليلة تصوت له من الطرفين، لأنه أهان كل من أتى من أمريكا اللاتينية، مثل موقفه من الهجرة وعمليات اللجوء ووقفها.
أما بايدن فهو يحاول إظهار أنه واثق من النجاح لدرجة أنه يتغاضى عن الاستمرار في محاولات الحصول على الأصوات، كما يرسل تلك الإشارات لمؤيديه، كما أن ولاية بنسلفانيا تلعب دورا هامًا بسبب أنها مسقط رأسه، رغم أنه يعيش في ولاية "ديلاوير" وعضو مجلس شيوخ عنها، إلا أن بنسلفانيا تعتبر الولاية التي ستؤشر على من يفوز في الانتخابات.
لماذا تمثل ولاية «بنسلفانيا» هذه الأهمية خلال الانتخابات الأمريكية الحالية؟
إذا عجز ترامب عن الاحتفاظ بها كما حدث في انتخابات عام 2016، هذا يعني أنه لن يصل إلى الرقم السحري الذي يمكنه من الفوز كليا في العملية الانتخابية، إما إذا فاز بها بايدن فمن المرجح بقوة أنه سيكون هو الفائز في الانتخابات.
والأمر هنا يكمن في أن تلك الولاية تحديدا ستتأخر في فرز الأصوات، وهو ما يجعل هناك مساحة لإحداث البلبلة، ولكن قد يعوض عن ذلك مؤشرات في ولايات أخرى، التي ما إذا أعطت نتائج عن اتجاه ما، فيسكون هو الاتجاه الغالب.
وفي نهاية الأمر فالرئيس الحالي سيبقى في منصبه حتى يوم21 يناير المقبل (2021)، والأمر الجوهري أيضًا سيكون ماذا سيحدث على صعيد الكونجرس «مجلسي النواب والشيوخ».
وهناك انطباع أن مجلس النواب بأغلبيته سيدعم لصالح الحزب الديمقراطي، وإذا نجح بايدن فهذا سيؤدي إلى فوز الحزب الديمقراطي بنسبة الأغلبية حتى ولو بسيطة في مجلس الشيوخ، وهذا سيكون له تأثير كبير على المرحلة القابلة، لانه ستكون السلطتين التشريعية والتنفيذية في يد حزب واحد.