تفاصيل الجلسة السادسة من ملتقى التصوف العالمي الـ15
انعقدت الجلسة العلمية السادسة، لمتابعي الملتقى العالمي للتصوف في دورته الخامسة عشر، المنظم من مؤسسة الملتقى والطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها بشراكة مع مؤسسة الملتقى، الأحد 1 نوفمبر 2020، وتناولت موضوع "التصوف وأزمتا المعنى والقيم".
ترأس هذه الجلسة الدكتور عبدالصمد غازي، مدير مركز مسارات للدراسات الاستشرافية والإعلامية بالرباط، وكانت المداخلة الأولى للدكتور حكيم فضيل الإدريسي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك الدار البيضاء، تحت عنوان "الأزمة ومولد إنسان المعنى"، أشار من خلالها إلى أن إنسان المعنى هو ذلك الذي يقصد كهف الرشد والهدى باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، مبينًا أن الأزمات تشكل منعطفًا تذكريًا للإنسان بهويته الروحية، فتجعله يبحث عن المسبب الأصلي، حيث ربط بين الهوية الروحية للإنسان وبين ما يعيشه من أحداث، في ارتباط تام بالأصل الكلي والتوحيدي.
تلا ذلك الكلمة العلمية الثانية للدكتور محمد المصطفى عزام، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس الرباط، الذي تناول موضوع "التصوف وأزمة المعنى من الانفصام إلى الالتئام"، طرح فيها قضية تتعلق بالتجزيء والتشتت التي أصابت مناحي الحياة، وقدم مدخلًا إبستمولوجيا يقدر قيمة العلوم الإنسانية التي آمنت بالنسبة وخرجت من دائرة الإطلاقية، وكيف أن هذا الالتئام من شأنه أن يخرج البشرية من الأزمة بحثًا عن المعنى في ثنايا المكون الروحي، الذي يمثل تلك الحلقة المفقودة والموصلة إلى الله تعالى.
أما مداخلة الشيخ عمر عبدالمجيد القادري، من دولة العراق الشقيقة، فكانت حول"التصوف وأزمة المعنى"، أبرز من خلالها أن التصوف الذي هو مقام الإحسان يقوم على نقاء الظاهر والباطن، وقد طرح فضيلته قضية أزمة الفهوم المعاصرة عند البعض ممن يجهلون قيمة التصوف ومغزاه ودوره في اقتراح البدائل الناجعة لحل الأزمات والخروج منها، وأكد على أن التصوف بقيمة ومعانيه ومقاماته يشكل بديلًا تدينيًا يمكن أن يعطي حلولًا للإشكالات التي يتخبط فيها التدين اليوم.
وتلتها مداخلة الشيخ الدكتور بدري المداني، من تونس الشقيقة، متخصص في العلوم الإسلامية بجامعة الزيتونة، الذي تناول موضوع "التصوف فاعل حركي في أزمة القيم العالمية"، طرح فيها قضية تتعلق بالتمييز بين التصوف الأخلاقي العملي الذي أسس له كبار العلماء الراسخين وبين الممارسات التي تحسب على التصوف وهو منها براء كالدجل والشعوذة والتقوقع، مصرحًا بأنه لا يمكن أن ننطلق في حل أزماتنا ما لم نميز بين الأصيل والدخيل.
فيما تطرقت مداخلة الدكتور محمد رستم mohamed rustom أستاذ بجامعة carletion، باللغة الإنجليزية، لموضوع "الصوفي عين القضاة الهمداني وأزمة القلب"، بين من خلالها مركزية القلب في العمل التزكوي عند الصوفية، باعتباره مصدر النور، بل هو محطة أساسية اهتم بها الصوفية في كل عملية إصلاحية، وقد خص بالتفصيل شخصية الشيخ الصوفي عين القضاة الهمداني، الذي يعتبر أحد الشخصيات التى امتد تأثيرها في الربوع العربية والفارسية.
وفي المداخلة الموالية تطرق الشيخ عبدالباسط محمد عمارة، مدير طبع المصحف الشريف بوزارة الأوقاف بمصر موضوع "التصوف وأزمة القيم"، وطرح مسألة تميز المنهج الصوفي عن سائر المناهج الأخرى ولا سيما الفلسفية منها، إذ التصوف مؤسس على العمل، والصوفية عملوا على تزكية النفوس لترسيخ القيم، ونبه إلى أن الصوفية لهم مشاركات في علوم شتى كعلوم القرآن والفقه، ولهم إسهام جهادي في الدفاع عن الثغور وقيم الدين بعيدًا عن التزمت والعنف والتطرف.
لتعقبها مداخلة الدكتور oludamini ogunnaike، أستاذ مساعد بجامعة فرجينيا، وكانت هي كذلك باللغة الإنجليزية، أكد من خلالها على النموذج العملي للتصوف في حل الأزمات، مقدما تجربة الشيخ أمدو بامبا (ت 1927) كنموذج حول نجاعة الممارسة الصوفية وفعاليتها في تقديم الحلول للأزمات.
واختتمت الجلسة بمداخلة باللغة التركية للدكتورة cemalnur sargut، مستشارة إدارة أسكوار إسطمبول، ورئيسة مؤسسة أركوت بدولة تركيا، تناولت كلمتها "نظرة الصوفية للأزمة وتحويلها من السلبي إلى الإيجابي" مسلطة الضوء على مسألة الجلال والجمال عند الصوفية، معتبرة أن الأزمات يجب مواجهتها باليقين والأمل في الله، وقدمت قصصًا لجلال الدين الرومي في هذا المعنى، مؤكدة أن المنظور الصوفي يمد الجميع بالطاقة الإيجابية.