«دور الحكامة الروحية».. الجلسة الثانية من فعاليات ملتقى التصوف العالمى
في إطار فعاليات الدورة الخامسة عشر من الملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية، ومشيختها بشراكة مع مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، بمناسبة المولد النبوي الشريف، انعقدت أمس الجمعة، الجلسة العلمية تحت عنوان "الحكامة الروحية والأخلاقية ودورها في تدبير الأزمات"، برئاسة الدكتور عبدالوهاب الفيلالي، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس.
أخذ الكلمة في البداية الدكتور يوسف بنلمهدي، أستاذ التعليم العالي بجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان، الذي تناول موضوع "التربية الإيمانية وأثرها في تعزيز الرقابة والارتقاء بمستوى الحكامة"، حيث بين أن الرقابة الإيمانية عنصر أساسي وجوهري في الارتقاء بمستوى الحكامة ولا يتأتى ذلك إلا إذا راقبنا الله في كل عمل نقوم، مستشهدًا بما ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، "فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وكذا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة في تحمل المسئولية والأمانة، والسلف الصالح وبمصاحبة الأخيار"، واستدل أيضا بقوله تعالى: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا".
في حين تناول الدكتور حامد عبد العزيز الشيخ حمد الحسيني، رئيس جمعية رابطة العلماء بالعراق، المداخلة الثانية حول موضوع "عن حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعن تأثيره في الناس وبأن التصوف هو الإسلام"، وقد بين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد النموذج الكامل والأمثل الذي يجب أن يحتذى به من طرف الإنسان والإنسانية، وأضاف أن ولادته صلى الله عليه وسلم هي ولادة جديدة للإنسان المسلم، الذي يؤمن ويعتقد برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتابع أن ولادته كذلك هي ولادة للعالم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وتحدث الدكتور محمد بنيعيش، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، في مداخلته عن حكامة الخطاب وتقويم اللسان في المختبر الصوفي الإسلامي"، والتي بين فيها مدى أهمية الحكامة الجيدة وأنها ضرورية لإنجاح كل المشاريع التنموية، إلا أن ذلك لا يتأتى إلا بتجويد كلام اللسان وأن كمال الإنسان من كمال اللسان وفهم مقتضى الخطاب.
أما المداخلة الرابعة فكانت حول "خطاب الأوراد والأذكار الصوفية: المدخل إلى تأسيس حكامة روحية ناجعة "، قدمها الدكتور محمد رشيد اكديرة، باحث متخصص في الدراسات الصوفية وتحليل الخطاب، من جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث بين أن خطاب الأوراد والأذكار لشيوخ التربية الصوفية ممثلا في الأحزاب والوظائف والأدعية والمناجاة، هي وسائلهم وآلياتهم في التأسيس لمنظومة القيم الإنسانية النافعة والحكامة الأخلاقية الناجعة، واستثمارًا عمليًا لبناء منظومة القيم الإيجابية المسهمة في تحقيق الصلاح والعمران العالمي المنشود، وقدم نموذجا لتأكيد هذا المعنى وتجلياته انطلاقًا من متن دلائل الخيرات في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
أما المداخلتان المواليتان فكانتا باللغة الفرنسية، حيث تمحورت الخامسة حول موضوع "الحكامة الروحية مفاهيم ومحددات "، تقدم بها المونسنيور نيكولا، أسقف بالعاصمة الفرنسية، في حين كانت المداخلة السادسة للسيد جون كارلوس كفيرو لوبيز بعنوان "القيم الأخلاقية للصوفية في مواجهة الوباء".
وفي الأخير تم عرض روبورتاج، موضوعه "محبة الرسول صلى الله عليه وسلم"، من إعداد بعض مريدي الطريقة القادرية البودشيشية في أوروبا، إضافة إلى شريط خاص بمجال التغذية، أعدته الباحثة والخبيرة في مجال التغذية الدكتورة هدى بناني.