رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكتاب العرب»: خطاب ماكرون متعال.. ولا توجد ديانة خالية من المتشددين

ماكرون
ماكرون

أكد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رفضه الكامل بأقوى عبارات الرفض للتصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي قوبلت من عدد كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين بالشجب والاستهجان، وأثارت ردود فعل غاضبة في داخل فرنسا، وفي أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي.

وقال الاتحاد العام في بيان اليوم الجمعة: "إن خطاب الرئيس ماكرون خطابًا متعاليًّا جاءت أصوله من تاريخ كولونيالى مفعمٍ بغطرسة تاريخية عانت منها شعوب عربية وإسلامية كثيرة، نهبت فرنسا الاستعمارية أموالها ومقدراتها، وسعت لسلب هوياتها السياسة وخصوصياتها الثقافية، وما زالت تسعى لفرض ثقافتها الفرانكوفونية عليها فى مختلف بلدانها حتى الآن، وإن ما جاء فى خطاب السيد ماكرون يقوض الجهود الدولية المشتركة التى تستهدف القضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان".

وأضاف: أن "خطاب ماكرون ومصطلحاته التى أطلقها لم تخل من الزيغ والمغالطة والتناقض، فقد ناقض خطابه أصل ما ادّعى أنه ينادى به من العلمانية التى ترفض مبادؤها تدخل الدولة فى تنظيم الدين، بل ترفض كل ما يعادي حرية المواطن فى اختيار عقيدته وممارستها، وأن تقسيمه الفرنسيين إلى فرنسي ومتفرنس، وانعزالي وغير ذلك، يؤكد ما تضمنه خطابه العنصرى المحمل بالكراهية، هذا الخطاب الذي يحض على إقامة محاكم تفتيش جديدة، بل يعيد إحياء شكلٍ بغيضٍ من الإمبرياليّة الثقافيّة التى سيترتب عليها إجراءات وتشريعات مناهضة لحرية اعتناق العقيدة وممارستها، ومن خلال ممارسات سلطوية مجحفة ضد الفرنسيين المسلمين بعامة، وضد الفرنسيين المسلمين من الأصول العربية السامية بخاصة".

وأشار الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى أنه لا توجد انعزالية فى العقيدة الإسلامية، حتى لو وُجدَ انعزاليين، وأنه لا يوجد فى أحكام أية ديانة سماوية إرهاب، حتى لو وجدَ إرهابيون يمثلون قلة منحرفة قد تظهر فى أتباع أية عقيدة، و"تعميم الخصوص" لا يمكن النظر إليه إلا بوصفه استهدافًا لعقيدة دون أخرى، وازدواجا في المعايير.

وتقدم الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومجلس إدارة الاتحاد العام المشكل من رؤساء ثماني عشرة هيئة ثقافية وفكرية وإبداعية عربية بوافر التهنئة وأخلصها إلى المسلمين فى العالم أجمع بمناسبة مولد رسول الإسلام، ونبي الرحمة والتسامح، محمد عليه الصلاة والسلام، وأدان في الوقت نفسه بأشد ألفاظ الإدانة الحادثة التى طُعِنَ فيها أحد المدرسين الفرنسيين، والحادثة التى أسفرت عن هجوم بسكين على أسرة مسلمة مكونة من تسعة أفراد، من مهاجمين يمينيين متطرفين، وسط إطلاق إهانات عنصرية وعبارات نابية عن العرب والمسلمين.

وأكد أن الحادثتين لا علاقة لهما بصحيح دين تدعو شرائعه إلى السماحة والمحبة والسلام بين جميع البشر حتى مع من لا يؤمنون به. معلنًا تضامنه مع الضحايا جميعًا وأسرهم.

وعبر الاتحاد عن تأييده لموقف الأزهر الشريف الرافض لعمليات القتل والاعتداء على الأنفس كافة بصرف النظر عن ديانة الجانى والضحية، إيمانًا بأن الكيل بمكيالين سيكون مبررًا لخلق سياق من الاحتراب بين أتباع الديانات على نحو يزيد من تداعيات الإرهاب والإرهاب المضاد بين أصحاب العقائد المختلفة.