رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعاء العدل تحصد جائزة إيفيكو للكاريكاتير

رسامة الكاريكاتير
رسامة الكاريكاتير دعاء العدل

أعلنت جائزة إيفيكو عن منحها هذا العام لرسامة الكاريكاتير دعاء العدل، وسيقام الحفل في السفارة السويدية في القاهرة.

على مدى 20 عامًا سلّطت جائزة إيفيكو الضوء على عدد من فناني الرسومات الساخرة السويديين والعالميين الذين يعملون من أجل حريّة التعبير، تشارلي كريستنسن وجوناثان "زابيرو" شابيرو وسارا غرانير هم بعض الفنانين المعروفين الذين حصلوا على هذه الجائزة. والآن حان الوقت لمنح هذه الجائزة لرسامة الكاريكاتير دعاء العدل الناشطة في مصر منذ عام 2007.

ارتأت هيئة التحكيم منح الجائزة للأسباب التالية: جائزة هذا العام تُمنح لرسامة شجاعة ورائدة في فتح آفاق جديدة في فن الكاريكاتير وملهمة لممارسي هذا الفن. رسومات لا تتفادى المحرمات ولا تسعى للانتقام. لا يمكن لأصحاب السلطة ومعارضي الرأي الحرّ إلّا أخذ فنّ دعاء العدل بالحسبان.
كما أن أعمال دعاء العدل تحمل هدفًا تثقيفيًا. أعمال ذات دافع فنّي وإبداعيّ مصوغة بلغة واضحة تجعل السياسة قابلةً للفهم من قِبل جمهور عريض.

تُظهر دعاء العدل إمكانيات فنّ الكاريكاتير كأداة لتحقيق الديمقراطية. ومن خلال تركيز الضوء على الجوانب غير المرئية في المجتمع توضح قدرة رسم الكاريكاتير على ضرورة إعادة النظر في توزيع السلطة.

رسومات دعاء العدل مثيرة للنقاش حتى إنها تعرضت للمُساءلة بتهمة التجديف مرات عدّة. الموضوع المتكرر في رسوماتها هو حقوق المرأة، وعلى الرغم من التهديدات بالعواقب القانونية استمرّت بطرح موضوعات محظورة كختان البنات وزواج الأطفال. " إذا كانت لدى المرأة مشكلة فسيكون لدي المجتمع مشكلة" كما تعبّر هي بنفسها. دعاء العدل غالبًا ما تساءلت عن الصورة النمطية المتداولة عن المرأة في الرسومات الساخرة، ليس في مصر وحسب وإنما في العالم.

تقول دعاء العدل حول منحها الجائزة: لقد أصبحت لديّ قناعة أن العالم لم يعد يحب رسامي الكاريكاتير... منذ ٥ سنوات حدثت مذبحة لرسامي كاريكاتير شارلي إيبدو؛ قتل منهم شارب وكابو وولينسكي وتينوس وقبلهم بسنوات طويلة دَفع رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي حياته ثمنًا لرسوماته واغتيل في لندن في عام ١٩٨٧... ومنذ عام واحد في ٢٠١٩ تخّلت الجريدة العريقة نيويورك تايمز عن نشر رسومات الكاريكاتير السياسي في نسختها الدولية بسبب إحدى الرسومات الكاريكاتيرية التي أثارت الجدل... في مشهد جعل تعامل الدول العظمى مع الكاريكاتير السياسي شبيهًا بتعامل دول العالم الثالث معه... فالمجتمعات التي تعلو فيها العنصرية والتطرف لا تقبل الكاريكاتير... والأنظمة التي تحكم العالم اليوم لم تعد تقبل الكاريكاتير... ولذلك كله فإنّ وجود هذه الجائزة في هذا الوقت الذي يمرّ به العالم... هو دعم لمسيرة رسامي الكاريكاتير وحريتهم في التعبير... هي بالنسبة لي قطع مضيئة في لوحة حالكة السواد...أشكركم... لقد كان شرفًا لي الحصول على هذه الجائزة الرفيعة.

تقول هيلي كلاين، رئيسة تحرير مجلّة داغينس آربيتيه" استطاع إيفيكو اختراق الحدود التي وضعتها السلطات السويدية ولكنه لم يكتف بذلك، وإنما نبض قلبه أيضًا مع مظالم العالم. لا يمكن أبدًا تجاهل أهمية الكاريكاتير السياسي في السعي لتحقيق الديمقراطية. لذلك نرى أنه من الجيد والرائع أن يتمّ منح جائزة إيفيكو هذا العام لرسامة الكاريكاتير المصرية الشجاعة دعاء العدل".

إيفيرت كارلسون (1918-2004)، وهو معروف باسم إيفيكو، اختير في عدة مناسبات كأفضل رسام كاريكاتير سياسي في العالم. يتم منح جائزة إيفيكو وقدرها 10000 كرونة سويدية من قبل جمعيّة إيفيكو ومجلة داغينس آربيتيه للفنانين الذين يسيرون على خُطى الفنان إيفيكو. يتم تسليم الجائزة عادةً في متحف العمل في مدينة نورشوبينغ، حيث مقرّ متحف إيفيكو للكاريكاتير السياسي. لكن بسبب وباء كورونا ستتمّ إقامة حفل تسليم الجائزة لهذا العام في مقرّ السفارة السويدية في القاهرة.

دعاء العدل من مواليد مصر 1979 تعمل كرسامة كاريكاتير منذ عام 2007 لصالح جريدة المصري اليوم اليومية التي تعدّ منصة مهمة لرسامي الكاريكاتير في مصر.

حازت دعاء العدل العديد من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة الكاريكاتير من أجل السلام، وقد استلمتها من قبل كوفي عنان عام 2014. وفازت هذا العام بجائزة مسابقة الرسومات المتحدة لرسامات الكاريكاتير العالمية. ويستطيع المشاهد رؤية الرسم الفائز بالإضافة إلى رسومات رائعة أخرى في معرض "القلم يخترق السقف الزجاجي" في متحف العمل.