رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيد نجم: لا خوف على مستقبل القصة القصيرة كما كل الفنون والآداب

السيد نجم
السيد نجم

كتب أكثرمن 10 روايات و6 مجموعات قصصية أحدثها جدران مرتفعة بلا ظلال٬ وأيضا كتب 22 كتابا فى أدب الطفل. حول فن القصة القصيرة وقضاياه كان لــ"الدستور" هذا اللقاء مع الكاتب السيد نجم.

ــ من كتاب القصة القصيرة الذين قرأت لهم قبل أن تكتب هذا الفن الأدبي؟

قرأت لأغلب كتاب فترة ما قبل الستينيات ولعل أهمهم كان يوسف إدريس، ثم مجموعة أدباء الستينيات دون تفرقة نظرا لرواجهم واهتمام الإعلام الثقافى بهم.. كما لم أتردد فى متابعة ترجمات القصة القصيرة التى توفرت لى بكثرة بفضل مكتبات سور الأزبكية، ومنها القصة الروسية والإنجليزية والفرنسية وفيما بعد قرأت ترجمات القصة من أمريكا اللاتينة.

لعل أهم من طالعت فى تلك الفترة من القصص المترجم هى قصص الكاتب الروسى مكسيم جوركي وكذلك تشيكوف. ومنهما بدت لي القصة القصيرة فى القلب من هموم المجمع ودواخل النفس البشرية وأنه جنس أدبى جدير بالمتابعة وخصوصا بعد أن طالعت قصص الفرنسي موباسان الذى رأيته يقص كما نتكلم!

ــ ما الذي لفتك إلى الاهتمام بالقصة القصيرة؟ وكيف بدأت تجاربك الأولى في كتابتها ؟

خلال مرحلة التعليم الثانوي تعرفت على الكنز الثقافى، على مكتبات سور الأزبكية، حيث كان الكتاب بقرش صاغ أو أقل، بالإضافة إلى التنوع في الموضوعات والعلوم المختلفة، وليس في القصة القصيرة أو الأدب فقط. وكانت فترة زاخرة بالقراءة فى التاريخ والعلوم وحتى الكتابات السياسية التى راجت فى تلك الفترة. سواء من المركز الثقافى الروسى والسفارة الصينية أو فى المقابل المطبوعات الصادرة على شكل دوريات وكتيبات من السفارات الغربية وخصوصا الأمريكية والإنجليزية وطبعا باللغة العربية.

كانت مجموعة قصص (أكواخ ومصانع) لمكسيم جوركى فى البداية لها الفضل فى لفت انتباهى إلى فن القصة القصيرة، ومن بعده بدأت ألتقط الكتب المكتوب على غلافها (قصص قصيرة). فقد وجدت فى تلك المجموعة الكتابة البعيدة عما أقرأه بالعربية الذى راجت فيه ثنائية البنت والولد والحب ومشاكله من منظور ضيق، بينما حتى قصص الحب عند جوركى بدت من منظور اجتماعي وإنساني.

كانت البدايات فى الكتابة الفعلية وعمليا مع العشرين من العمر، وبدأت أعرض ما أكتبه على من أثق فيهم، وأهمهم كان الناقد المرحوم عبدالرحمن أبوعوف. الذى عرفنى على مجموعة إدارة مجلة روزاليوسف التى كانت الأولى فى تلك الفترة. وتقابلت مع حسن فؤاد وعادلى فهيم ولويس جريس وغيرهم من أعلام الصحافة فى تلك الفترة، بعد هذا اللقاء كان نشر أول قصة لى فى روزاليوسف وبعد أن كتبت العديد من القصص دون نشر.وهو ما تحقق عام 1972. بنشر قصة بعنوان "ليلة من ألف وخمسمائة ليلة"وقالوا إنها تنبأت بحرب 73 فيما بعد.

ــ هل قرأت شيئا عن أصول هذا الفن القصصي أو طرائق كتابته ؟

قد يبدو مدهشا أننى لم أقرأ تلك الكتب المدرسية أو الأكاديمية التى تتناول تحليل أو شرح طريقة وخصائص القصة القصيرة٬ ربما لأنها لم تكن متوفرة كما الآن حيث تعددت الكتابات النقدية والجامعية فى هذا الجانب اعتمدت على قراءة الأعمال المنشورة منها.

كان من الشائع فى تلك الفترة المبكرة توافر نشر القصص القصيرة فى الصحف والدوريات سواء تلك الأدبية المتخصصة وهي قليلة أو اجتماعية وذات اهتمامات عامة٬ وحتى السياسية مثل روزاليوسف، بالإضافة إلى الصحف اليومية. فكان من السهل على من كان فى مثل تجربتى ومع بواكير التعامل مع القصة القصيرة، قراءة القصص القصيرة بسهولة فى الدوريات.

وفى مرحلة تالية كانت الجماعات الأدبية أو التجمعات هي ملاذى٬ فقد انضممت إلى جماعة الشاعر السيد حجاب الذى يعقدها كل ثلاثاء فى مبنى الاتحاد الاشتراكى القديم والذى أزيل الآن. وكانت الجماعة تتشكل من شباب الشعراء أساسا والقليل من شباب القصة.من الشعراء حسن طلب- أمجد ريان- وغيرهما ومن شباب القصة السيد نجم ومصطفى عبدالوهاب وغيرهما..

كما لعب الأصدقاء دورا هاما ومنهم د.رمضان بسطويسى ود.مجدى توفيق ود.مصطفى الضبع وسيد الوكيل وكل أعضاء جماعة (نصوص 90) الأدبية التى لم تنل ما تستحقه من الاهتمام التأريخي والراصد للحركة الأدبية حتى الآن. وأظن أنه خلال الثمانينات والتسعينيات لعبت تلك الجماعة دورها الهام أدبيا بالنسبة لي.. يكفى أن أول رواية صدرت لى "أيام يوسف المنسي" صدرت عن مطبوعات نصوص 90.

مع العلم أن فترة السبعينيات هي فترة رواج الجماعات الأدبية من الشباب٬ بل ونشر المجلات غير الدورية التى تحايلت على قانون النشر بضرورة عرض المطبوعات على الرقيب، ذلك بإصدارها غير دورية.

ــ ما الذي يجعلك تختار إطار القصة القصيرة للكتابة دون غيره من أطر التعبير الأدبي؟ هل يتعلق الأمر بحالتك النفسية أم بطبيعة الموضوع الذي تعالجه ؟ أم أن إمكانية النشر هي التي توجهك إلى هذا الاختيار ؟

أظن أن الفكرة هى التى تحدد جنس الكتابة، ومع ذلك لا نتجاهل الحالة النفسية للكاتب ثم المناخ العام الذى يعيشه. ففي التجارب الحياتية الكبرى مثل تجربة الحرب والمرض تصبح القصة القصيرة هى الأكثر قدرة على نقل الشحنة الانفعالية السريعة، حتى يمكن التعبير عنها فى رواية مثلا أو أى شكل أدبى آخر فيما بعد، نظرا لأن القصة القصيرة راصدة للعديد من جزئيات التجربة الإنسانية الهامة والعميقة.

قد تكون الحالة النفسية هى ما تدفع الكاتب للبدء فى السطر الأول من قصة قصيرة، ولكن لا يمكن أن نتجاهل تلك المواقف الدالة والحاكمة فى حياتنا ولا يمكن تركها دون تسجيلها أدبيا لحين توظيفها فى عمل أكبر مثل الرواية.

راجت مع عدد غير قليل من الأجيال الجديدة من الكتاب فكرة الكتابة بحجم الاحتياج، أى أن الدورية هى التى تحدد الحجم بل وعدد الكلمات وترفض نشر الأكثر منها؟ وهي ظاهرة لا يمكن إنكارها مع ملاحظة أن العديد من الصحف والمجلات ما عادت تنشر القصص القصيرة وأشكال الأدب المختلفة واستبدلتها برسائل القراء.

ــ ما الذي تهدف القصة القصيرة عندك إلى توصيله للقارئ؟ وهل تتمثل قارئك وأنت تكتب ؟ ومن قارئك ؟

الحديث حول هدف النص الأدبي سواء قصة قصيرة أو غيره، يعتبر من باب الرفاهية الذهنية، وهو فى ظنى قد يعيق الكاتب إن جلس ليكتب أدبا وأمامه لافتة كتب عليها (هدف النص الذى بين تلافيف مخك هو..).. هذا لا يعني أن الكاتب يكتب بالمجان وبلا هدف٬ لكنه هدف يتشكل بتشكل مجمل الرؤي والأفكار التى تشكل الكاتب نفسه، كلما كان مهموما بهموم مجتمعه أنتج نصا يعبر عن ذلك بلا افتعال٬ فالنص منتج فني أساسا ويحمل بين طياته هدفه غير مدسوس بافتعال.

أما قضية القارئ وعلاقته بالكاتب من القضايا الهامة التى شغلت النقد والنقاد، ولكن أظن أنها لا تشغل الكاتب اللهم ممن يكتبون فى إطار المفاهيم الإيديولوجية والأفكار السياسية بشكل ما. ولم يشغلنى القارئ عند البدء فى كتابة قصة، قد يكون وراء السؤال: هل نجحت فى التعبير عن الفكرة؟ وذلك بعد الانتهاء من الكتابة. وعندي القارئ ليس واحدا. هناك القارئ الناقد المتخصص، والقارئ غير الحريص على التوقف طويلا وراء ما قد يرصده ويكتبه الكاتب فيما وراء السطور. وكلاهما لا يقل أهمية أحدهما عن الآخر. وأرجو أن أنجز العمل ليرضى عنه كليهما وهذا هو النجاح بعينه لكنه غير هين ولا سهلا.

ــ ما مدى الزمن الذي تستغرقه كتابتك لإحدى القصص القصيرة؟ وهل تواجه أحيانا بعض الصعوبات في أثناء الكتابة؟ مثل ماذا ؟

غالبا القصة القصيرة عندي تبدأ قبل أن أمسك بالقلم (أو أمسك بماوس الكمبيوتر الآن) تراودنى فكرة أظن أنها تصلح كقصة قصيرة، تظل هكذا لتبقى بعض الوقت فتنة الفكرة وتتشعب حتى يجيئ يوم أو لحظة نقلها من الرأس إلى صفحة الكمبيوتر وكتابتها. المرحلة التسجيلية تلك قد تكون لساعتين أو يومين أما أما المرحلة الأولى فهى غير محددة حتى تنضج الفكرة؟ ويصعب أن أسجل كيف تنضج أو كيف عرفت أنها نضجت. قد يكون المؤشر الأساسى هو الإلحاح الداخلى بأن أجلس لكتابتها أو التخلص من إلحاحها!

أما عن الصعوبات التى تتعلق فى كتابة القصة القصيرة عندى هي فكرة القصة نفسها٬ كنت من قبل أظن أن أى فكرة تصلح قصة قصيرة بقدر من الحرفية والمهارة الكتابية ولكن مع العمر لم تعد كذلك وأجد مشقة حقيقية فى كتابة قصة قصيرة جديدة. وقد تفيدنا الإحصاء، لى 12 رواية نشرتها تباعا بينما لم أنشر سوى 6 مجموعات قصصية وأخرى تحت الطبع ولا أجد مبررا عندي لهذه الظاهرة.

وعن أنواع الصعوبات التى تعترضنى مع القصة القصيرة، هي الفكرة بداية، أما الصعوبة الأخرى فهى إننى مع الانشغال بفكرة تصلح قصة قصيرة يصعب الانشغال بأى من الهموم الكتابية مثل كتابة المقال والمشاركة فى الندوات النقاشية. على العكس من الرواية التى قد أكتبها لفترات طويلة ومتباعدة حتى انتهى منها.

ــ هل استطعت من خلال ممارستك لكتابة القصة القصيرة أن تستخلص لنفسك بعض العناصر الحرفية التي تسعفك عند الكتابة ؟ مثل ماذا ؟

مع قرار البدء فى كتابة القصة القصيرة وغيرها من أشكال الإبداع والمقال، هناك بعض الطقوس التى أمارسها عفوا. أن تبقى نافذة الحجرة مفتوحة وإن كنا مع صقيع شهر ديسمبر ويناير٬ شرب فنجان من القهوة دون تدخين بعد أن أقلعت عن عادة التدخين٬ إلهاء كل حواسى فى أشياء بعيدة عن البدء فى كتابة الكلمة الأولى فى القصة مثل إعادة ترتيب سطح المكتب أو ملفات الموضوعات المختلفة المخزنة فى جهاز الكمبيوتر وفى لحظة ما أبدأ الكلمة الأولى والجملة الأولى وأنا أرجو الانتهاء مما بدأت فى أسرع وقت ممكن. لابد من إعادة النظر بهدوء فيما كتبت فى أكثر من جلسة ومراجعة النص كلمة كلمة.ولا تسعفنى حيلة إلا بقراءة بعض من قصائد الشعر، دون تحديد لاسم الشاعر، فقط الروح الشعرية هى المطلوبة.

ــ هل تهتم في كل قصة قصيرة تكتبها بأن يكون لها مغزى بالنسبة إلى الأوضاع الاجتماعية المعاصرة؟

هذا التوجه هام وضرورى وهو من المعايير الأساسية عندى لتقدير قيمة القصة ونجاح القاص لكن دون عمدية، بمعنى أن يكون الكاتب على هذه الدرجة من الحميمية والتواصل مع هموم المجتمع ومشاكله، وإلا فلا ضرورة لافتعال هذا الاهتمام. وإلا أصبحت القصة القصيرة منشورا سياسيا ودعوة من دعوات الأحزاب السياسية. الوعي السياسى فى خلفية الوعي الفنى هو معيار نجاح القصة والقاص عندى.

ــ كيف يكون مدخلك إلى القصة القصيرة ؟ وهل يتجه اهتمامك إلي الحدث أم إلى الشخصية ؟

ليس عندي مدخل محدد لكتابة القصة القصيرة، عندي حالة شعورية لفكرة ما، قد أراها مناسبة لقصة قصيرة أو بداية لرواية مع تطويرها بما يناسب شكل وخصائص الرواية. وعدد غير قليل بدأ معى قصة قصيرة ثم تم توظيف النص أو فكرته ضمن هيكل رواية تعدد صفحاتها وكثرت.
أما عند التناول والمعالجة فلا تشغلنى الشخصية كثيرا ويشغلنى أكثر رسم الحدث أو الأحداث التى تمهد لبناء النص ثم تجيء الشخصية المنفذة لتلك الحالة.

ــ هل تعين الزمان والمكان للحدث (أو الأحداث) التي تتضمنها القصة القصيرة أم تتركها بلا تعيين ؟

الحديث بشأن تعيين الزمان والمكان فى القصة القصيرة، متشعب وغير مطروح عندي وقد يأتى عفوا، وكثيرا ما أنساه. إلا أن هناك بعض القصص يلزم معها وليس اختيارا عفويا عندى، يلزم الإشارة إلى الزمان والمكان٬ مثل قصص أدب الحرب وبالعموم قصص ارتبطت بوقائع محددة أريد رصدها، مثل الكتابة حول المتغيرات بعد تنفيذ الانفتاح الاقتصادى فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى٬ أو مع قصص يتم تناولها من خلال مكان ما بالتحديد مع توظيف دلالاته الرمزية مثل قصة تدور أحداثها فى السلخانة٬ أي أن الفكرة والحالة هى التى تحدد الزمان والمكان. لكن مؤكد هناك بعض القصص يلزم معها تحديد الزمان والمكان مثل قصص التجربة الحربية.

ــ هل ترى فيما أنجزت حتى الآن من قصص قصيرة أنه يمثل مراحل تطور متعاقبة ؟ فإن كان فكيف تري نتيجة هذا التطور ؟

لا شك عندى أن للقصة القصيرة عدد من الخطوات والمراحل والتوجهات٬ ففى الفترات الأولى كانت الكتابة أشبه بالفن التجريدى وريما بسبب الثقافة والأفكار الشائعة فى الستينيات والسبعينيات من توافر ترجمات وكتب تنظرية وراء تلك الحالة عندى. ثم كانت التجربة الحربية حيث تم تجنيدى والمشاركة فى معارك أكتوبر 73 وقضيت أكثر من أربع سنوات فى الجندية، ومع أهمية التجربة سجلت بعضها فى قصص نضحت فيها الفكرة الخاص بالانتماء والهوية والوطنية دون الاعتماد على الصوت الزاعق. ثم كانت مرحلة التعارك مع الحياة والتجارب الحياتية اليومية، بداية من الانفتاح الاقتصادى حتى أحداث ثورة يناير 2011. ولا تخلو قصصى من إشارات للتعبير عن تلك الأحداث والرؤى٬ مع تحفظى على تعبير (تطور) لا أدري معنى التطور فى الفن والأدب وبالتالى عما أكتبه من قصص أو غيرها. ربما هناك جملة أفكار وأحوال أكثر إلحاحا خلال فترة زمنية ما، كما هناك تجارب مختلفة على درجات مختلفة من النضج.

ــ إذا كنت قد انصرفت عن كتابة القصة القصيرة إلى غيرها من الأجناس الأدبية فمتى حدث هذا ؟ ولماذا ؟

أبدا لم أنصرف عن كتابة القصة القصيرة، وأنا أكتب تلك الكلمات فى الحوار الآن تشغلني فكرة قصة فى مراحلها الأولى كما أخبرتك٬ ولكن ما تلاحظ لى أننى أنشغل بالرواية أكثر من القصة القصيرة منذ عقدين تقريبا، ثم الإنشغال بالدراسات والمقالات التى تتناول أدب المقاومة.
أما لماذا كان ما كان؟! ربما لأن الرواية عندى أكثر قدرة في التعبير عما يشغلنى من أفكار وأحوال. كما وأن الانشغال بالدراسات البحثية والمقالات فى أدب الحرب وأدب المقاومة، هو توجه واعي من أجل المزيد من الاهتمام بهذا اللون من الإبداع لأنه يعبر عن هوية الشعوب وانتماء الأفراد لقيم الجماعة٬ حتى نشرت ثمان كتب أخرها "أدب المقاومة.. فى الفكر والإبداع" كما أن الكتابة فيها، تعبيرا عن جهد ذاتى ومشروع ثقافى يخصني، أرى معه ضرورة التوقف مع هذا اللون من الدراسات لأنه المكمل لدور الفنون الإبداعية فى بناء الإنسان والشعوب.

ــ كيف ترى مستقبل هذا النوع الأدبي ؟

لم يحدث على مدى التاريخ القديم والجديد أن فقد منجز أدبى وفنى وجوده واختفى من الوجود. منذ قديم الزمان هناك فنون النحت والعمارة والكلمة والموسيقى ولم تختف عن الوجود حتى وإن تعدلت الأشكال وتنوعت وانبثقت منها أشكال جديدة.

ما أعنيه لا خوف على مستقبل القصة القصيرة كما كل الفنون والآداب، بل قد تروج برواج أشكال تتولد منها، ومن الملاحظ ظهور بعضها مثل القصة القصيرة جدا والقصة الومضة٬ ثم هناك القصة الفيسبوكية وقصة أس أم أس وغيرها.. وكلها ذات جذر واحدة هو القصة القصيرة.

كتب أكثرمن 10 روايات و6 مجموعات قصصية أحدثها جدران مرتفعة بلا ظلال٬ وأيضا كتب 22 كتابا فى أدب الطفل. حول فن القصة القصيرة وقضاياه كان لــ"الدستور" هذا اللقاء مع الكاتب السيد نجم.

ــ من كتاب القصة القصيرة الذين قرأت لهم قبل أن تكتب هذا الفن الأدبي؟

قرأت لأغلب كتاب فترة ما قبل الستينيات ولعل أهمهم كان يوسف إدريس، ثم مجموعة أدباء الستينيات دون تفرقة نظرا لرواجهم واهتمام الإعلام الثقافى بهم.. كما لم أتردد فى متابعة ترجمات القصة القصيرة التى توفرت لى بكثرة بفضل مكتبات سور الأزبكية، ومنها القصة الروسية والإنجليزية والفرنسية وفيما بعد قرأت ترجمات القصة من أمريكا اللاتينة.

لعل أهم من طالعت فى تلك الفترة من القصص المترجم هى قصص الكاتب الروسى مكسيم جوركي وكذلك تشيكوف. ومنهما بدت لي القصة القصيرة فى القلب من هموم المجمع ودواخل النفس البشرية وأنه جنس أدبى جدير بالمتابعة وخصوصا بعد أن طالعت قصص الفرنسي موباسان الذى رأيته يقص كما نتكلم!

ــ ما الذي لفتك إلى الاهتمام بالقصة القصيرة؟ وكيف بدأت تجاربك الأولى في كتابتها ؟

خلال مرحلة التعليم الثانوي تعرفت على الكنز الثقافى، على مكتبات سور الأزبكية، حيث كان الكتاب بقرش صاغ أو أقل، بالإضافة إلى التنوع في الموضوعات والعلوم المختلفة، وليس في القصة القصيرة أو الأدب فقط. وكانت فترة زاخرة بالقراءة فى التاريخ والعلوم وحتى الكتابات السياسية التى راجت فى تلك الفترة. سواء من المركز الثقافى الروسى والسفارة الصينية أو فى المقابل المطبوعات الصادرة على شكل دوريات وكتيبات من السفارات الغربية وخصوصا الأمريكية والإنجليزية وطبعا باللغة العربية.

كانت مجموعة قصص (أكواخ ومصانع) لمكسيم جوركى فى البداية لها الفضل فى لفت انتباهى إلى فن القصة القصيرة، ومن بعده بدأت ألتقط الكتب المكتوب على غلافها (قصص قصيرة). فقد وجدت فى تلك المجموعة الكتابة البعيدة عما أقرأه بالعربية الذى راجت فيه ثنائية البنت والولد والحب ومشاكله من منظور ضيق، بينما حتى قصص الحب عند جوركى بدت من منظور اجتماعي وإنساني.

كانت البدايات فى الكتابة الفعلية وعمليا مع العشرين من العمر، وبدأت أعرض ما أكتبه على من أثق فيهم، وأهمهم كان الناقد المرحوم عبدالرحمن أبوعوف. الذى عرفنى على مجموعة إدارة مجلة روزاليوسف التى كانت الأولى فى تلك الفترة. وتقابلت مع حسن فؤاد وعادلى فهيم ولويس جريس وغيرهم من أعلام الصحافة فى تلك الفترة، بعد هذا اللقاء كان نشر أول قصة لى فى روزاليوسف وبعد أن كتبت العديد من القصص دون نشر.وهو ما تحقق عام 1972. بنشر قصة بعنوان "ليلة من ألف وخمسمائة ليلة"وقالوا إنها تنبأت بحرب 73 فيما بعد.

ــ هل قرأت شيئا عن أصول هذا الفن القصصي أو طرائق كتابته ؟

قد يبدو مدهشا أننى لم أقرأ تلك الكتب المدرسية أو الأكاديمية التى تتناول تحليل أو شرح طريقة وخصائص القصة القصيرة٬ ربما لأنها لم تكن متوفرة كما الآن حيث تعددت الكتابات النقدية والجامعية فى هذا الجانب اعتمدت على قراءة الأعمال المنشورة منها.

كان من الشائع فى تلك الفترة المبكرة توافر نشر القصص القصيرة فى الصحف والدوريات سواء تلك الأدبية المتخصصة وهي قليلة أو اجتماعية وذات اهتمامات عامة٬ وحتى السياسية مثل روزاليوسف، بالإضافة إلى الصحف اليومية. فكان من السهل على من كان فى مثل تجربتى ومع بواكير التعامل مع القصة القصيرة، قراءة القصص القصيرة بسهولة فى الدوريات.

وفى مرحلة تالية كانت الجماعات الأدبية أو التجمعات هي ملاذى٬ فقد انضممت إلى جماعة الشاعر السيد حجاب الذى يعقدها كل ثلاثاء فى مبنى الاتحاد الاشتراكى القديم والذى أزيل الآن. وكانت الجماعة تتشكل من شباب الشعراء أساسا والقليل من شباب القصة.من الشعراء حسن طلب- أمجد ريان- وغيرهما ومن شباب القصة السيد نجم ومصطفى عبدالوهاب وغيرهما..

كما لعب الأصدقاء دورا هاما ومنهم د.رمضان بسطويسى ود.مجدى توفيق ود.مصطفى الضبع وسيد الوكيل وكل أعضاء جماعة (نصوص 90) الأدبية التى لم تنل ما تستحقه من الاهتمام التأريخي والراصد للحركة الأدبية حتى الآن. وأظن أنه خلال الثمانينات والتسعينيات لعبت تلك الجماعة دورها الهام أدبيا بالنسبة لي.. يكفى أن أول رواية صدرت لى "أيام يوسف المنسي" صدرت عن مطبوعات نصوص 90.

مع العلم أن فترة السبعينيات هي فترة رواج الجماعات الأدبية من الشباب٬ بل ونشر المجلات غير الدورية التى تحايلت على قانون النشر بضرورة عرض المطبوعات على الرقيب، ذلك بإصدارها غير دورية.

ــ ما الذي يجعلك تختار إطار القصة القصيرة للكتابة دون غيره من أطر التعبير الأدبي؟ هل يتعلق الأمر بحالتك النفسية أم بطبيعة الموضوع الذي تعالجه ؟ أم أن إمكانية النشر هي التي توجهك إلى هذا الاختيار ؟
أظن أن الفكرة هى التى تحدد جنس الكتابة، ومع ذلك لا نتجاهل الحالة النفسية للكاتب ثم المناخ العام الذى يعيشه. ففي التجارب الحياتية الكبرى مثل تجربة الحرب والمرض تصبح القصة القصيرة هى الأكثر قدرة على نقل الشحنة الانفعالية السريعة، حتى يمكن التعبير عنها فى رواية مثلا أو أى شكل أدبى آخر فيما بعد، نظرا لأن القصة القصيرة راصدة للعديد من جزئيات التجربة الإنسانية الهامة والعميقة.

قد تكون الحالة النفسية هى ما تدفع الكاتب للبدء فى السطر الأول من قصة قصيرة، ولكن لا يمكن أن نتجاهل تلك المواقف الدالة والحاكمة فى حياتنا ولا يمكن تركها دون تسجيلها أدبيا لحين توظيفها فى عمل أكبر مثل الرواية.

راجت مع عدد غير قليل من الأجيال الجديدة من الكتاب فكرة الكتابة بحجم الاحتياج، أى أن الدورية هى التى تحدد الحجم بل وعدد الكلمات وترفض نشر الأكثر منها؟ وهي ظاهرة لا يمكن إنكارها مع ملاحظة أن العديد من الصحف والمجلات ما عادت تنشر القصص القصيرة وأشكال الأدب المختلفة واستبدلتها برسائل القراء.

ــ ما الذي تهدف القصة القصيرة عندك إلى توصيله للقارئ؟ وهل تتمثل قارئك وأنت تكتب ؟ ومن قارئك ؟

الحديث حول هدف النص الأدبي سواء قصة قصيرة أو غيره، يعتبر من باب الرفاهية الذهنية، وهو فى ظنى قد يعيق الكاتب إن جلس ليكتب أدبا وأمامه لافتة كتب عليها (هدف النص الذى بين تلافيف مخك هو..).. هذا لا يعني أن الكاتب يكتب بالمجان وبلا هدف٬ لكنه هدف يتشكل بتشكل مجمل الرؤي والأفكار التى تشكل الكاتب نفسه، كلما كان مهموما بهموم مجتمعه أنتج نصا يعبر عن ذلك بلا افتعال٬ فالنص منتج فني أساسا ويحمل بين طياته هدفه غير مدسوس بافتعال.

أما قضية القارئ وعلاقته بالكاتب من القضايا الهامة التى شغلت النقد والنقاد، ولكن أظن أنها لا تشغل الكاتب اللهم ممن يكتبون فى إطار المفاهيم الإيديولوجية والأفكار السياسية بشكل ما. ولم يشغلنى القارئ عند البدء فى كتابة قصة، قد يكون وراء السؤال: هل نجحت فى التعبير عن الفكرة؟ وذلك بعد الانتهاء من الكتابة. وعندي القارئ ليس واحدا. هناك القارئ الناقد المتخصص، والقارئ غير الحريص على التوقف طويلا وراء ما قد يرصده ويكتبه الكاتب فيما وراء السطور. وكلاهما لا يقل أهمية أحدهما عن الآخر. وأرجو أن أنجز العمل ليرضى عنه كليهما وهذا هو النجاح بعينه لكنه غير هين ولا سهلا.

ــ ما مدى الزمن الذي تستغرقه كتابتك لإحدى القصص القصيرة؟ وهل تواجه أحيانا بعض الصعوبات في أثناء الكتابة؟ مثل ماذا ؟

غالبا القصة القصيرة عندي تبدأ قبل أن أمسك بالقلم (أو أمسك بماوس الكمبيوتر الآن) تراودنى فكرة أظن أنها تصلح كقصة قصيرة، تظل هكذا لتبقى بعض الوقت فتنة الفكرة وتتشعب حتى يجيئ يوم أو لحظة نقلها من الرأس إلى صفحة الكمبيوتر وكتابتها. المرحلة التسجيلية تلك قد تكون لساعتين أو يومين أما أما المرحلة الأولى فهى غير محددة حتى تنضج الفكرة؟ ويصعب أن أسجل كيف تنضج أو كيف عرفت أنها نضجت. قد يكون المؤشر الأساسى هو الإلحاح الداخلى بأن أجلس لكتابتها أو التخلص من إلحاحها!

أما عن الصعوبات التى تتعلق فى كتابة القصة القصيرة عندى هي فكرة القصة نفسها٬ كنت من قبل أظن أن أى فكرة تصلح قصة قصيرة بقدر من الحرفية والمهارة الكتابية ولكن مع العمر لم تعد كذلك وأجد مشقة حقيقية فى كتابة قصة قصيرة جديدة. وقد تفيدنا الإحصاء، لى 12 رواية نشرتها تباعا بينما لم أنشر سوى 6 مجموعات قصصية وأخرى تحت الطبع ولا أجد مبررا عندي لهذه الظاهرة.

وعن أنواع الصعوبات التى تعترضنى مع القصة القصيرة، هي الفكرة بداية، أما الصعوبة الأخرى فهى إننى مع الانشغال بفكرة تصلح قصة قصيرة يصعب الانشغال بأى من الهموم الكتابية مثل كتابة المقال والمشاركة فى الندوات النقاشية. على العكس من الرواية التى قد أكتبها لفترات طويلة ومتباعدة حتى انتهى منها.

ــ هل استطعت من خلال ممارستك لكتابة القصة القصيرة أن تستخلص لنفسك بعض العناصر الحرفية التي تسعفك عند الكتابة ؟ مثل ماذا ؟

مع قرار البدء فى كتابة القصة القصيرة وغيرها من أشكال الإبداع والمقال، هناك بعض الطقوس التى أمارسها عفوا. أن تبقى نافذة الحجرة مفتوحة وإن كنا مع صقيع شهر ديسمبر ويناير٬ شرب فنجان من القهوة دون تدخين بعد أن أقلعت عن عادة التدخين٬ إلهاء كل حواسى فى أشياء بعيدة عن البدء فى كتابة الكلمة الأولى فى القصة مثل إعادة ترتيب سطح المكتب أو ملفات الموضوعات المختلفة المخزنة فى جهاز الكمبيوتر وفى لحظة ما أبدأ الكلمة الأولى والجملة الأولى وأنا أرجو الانتهاء مما بدأت فى أسرع وقت ممكن. لابد من إعادة النظر بهدوء فيما كتبت فى أكثر من جلسة ومراجعة النص كلمة كلمة.ولا تسعفنى حيلة إلا بقراءة بعض من قصائد الشعر، دون تحديد لاسم الشاعر، فقط الروح الشعرية هى المطلوبة.

ــ هل تهتم في كل قصة قصيرة تكتبها بأن يكون لها مغزى بالنسبة إلى الأوضاع الاجتماعية المعاصرة؟

هذا التوجه هام وضرورى وهو من المعايير الأساسية عندى لتقدير قيمة القصة ونجاح القاص لكن دون عمدية، بمعنى أن يكون الكاتب على هذه الدرجة من الحميمية والتواصل مع هموم المجتمع ومشاكله، وإلا فلا ضرورة لافتعال هذا الاهتمام. وإلا أصبحت القصة القصيرة منشورا سياسيا ودعوة من دعوات الأحزاب السياسية. الوعي السياسى فى خلفية الوعي الفنى هو معيار نجاح القصة والقاص عندى.

ــ كيف يكون مدخلك إلى القصة القصيرة ؟ وهل يتجه اهتمامك إلي الحدث أم إلى الشخصية ؟

ليس عندي مدخل محدد لكتابة القصة القصيرة، عندي حالة شعورية لفكرة ما، قد أراها مناسبة لقصة قصيرة أو بداية لرواية مع تطويرها بما يناسب شكل وخصائص الرواية. وعدد غير قليل بدأ معى قصة قصيرة ثم تم توظيف النص أو فكرته ضمن هيكل رواية تعدد صفحاتها وكثرت.
أما عند التناول والمعالجة فلا تشغلنى الشخصية كثيرا ويشغلنى أكثر رسم الحدث أو الأحداث التى تمهد لبناء النص ثم تجيء الشخصية المنفذة لتلك الحالة.

ــ هل تعين الزمان والمكان للحدث (أو الأحداث) التي تتضمنها القصة القصيرة أم تتركها بلا تعيين ؟

الحديث بشأن تعيين الزمان والمكان فى القصة القصيرة، متشعب وغير مطروح عندي وقد يأتى عفوا، وكثيرا ما أنساه. إلا أن هناك بعض القصص يلزم معها وليس اختيارا عفويا عندى، يلزم الإشارة إلى الزمان والمكان٬ مثل قصص أدب الحرب وبالعموم قصص ارتبطت بوقائع محددة أريد رصدها، مثل الكتابة حول المتغيرات بعد تنفيذ الانفتاح الاقتصادى فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى٬ أو مع قصص يتم تناولها من خلال مكان ما بالتحديد مع توظيف دلالاته الرمزية مثل قصة تدور أحداثها فى السلخانة٬ أي أن الفكرة والحالة هى التى تحدد الزمان والمكان. لكن مؤكد هناك بعض القصص يلزم معها تحديد الزمان والمكان مثل قصص التجربة الحربية.
ــ هل ترى فيما أنجزت حتى الآن من قصص قصيرة أنه يمثل مراحل تطور متعاقبة ؟ فإن كان فكيف تري نتيجة هذا التطور ؟

لا شك عندى أن للقصة القصيرة عدد من الخطوات والمراحل والتوجهات٬ ففى الفترات الأولى كانت الكتابة أشبه بالفن التجريدى وريما بسبب الثقافة والأفكار الشائعة فى الستينيات والسبعينيات من توافر ترجمات وكتب تنظرية وراء تلك الحالة عندى. ثم كانت التجربة الحربية حيث تم تجنيدى والمشاركة فى معارك أكتوبر 73 وقضيت أكثر من أربع سنوات فى الجندية، ومع أهمية التجربة سجلت بعضها فى قصص نضحت فيها الفكرة الخاص بالانتماء والهوية والوطنية دون الاعتماد على الصوت الزاعق. ثم كانت مرحلة التعارك مع الحياة والتجارب الحياتية اليومية، بداية من الانفتاح الاقتصادى حتى أحداث ثورة يناير 2011. ولا تخلو قصصى من إشارات للتعبير عن تلك الأحداث والرؤى٬ مع تحفظى على تعبير (تطور) لا أدري معنى التطور فى الفن والأدب وبالتالى عما أكتبه من قصص أو غيرها. ربما هناك جملة أفكار وأحوال أكثر إلحاحا خلال فترة زمنية ما، كما هناك تجارب مختلفة على درجات مختلفة من النضج.
ــ إذا كنت قد انصرفت عن كتابة القصة القصيرة إلى غيرها من الأجناس الأدبية فمتى حدث هذا ؟ ولماذا ؟

أبدا لم أنصرف عن كتابة القصة القصيرة، وأنا أكتب تلك الكلمات فى الحوار الآن تشغلني فكرة قصة فى مراحلها الأولى كما أخبرتك٬ ولكن ما تلاحظ لى أننى أنشغل بالرواية أكثر من القصة القصيرة منذ عقدين تقريبا، ثم الإنشغال بالدراسات والمقالات التى تتناول أدب المقاومة.
أما لماذا كان ما كان؟! ربما لأن الرواية عندى أكثر قدرة في التعبير عما يشغلنى من أفكار وأحوال. كما وأن الانشغال بالدراسات البحثية والمقالات فى أدب الحرب وأدب المقاومة، هو توجه واعي من أجل المزيد من الاهتمام بهذا اللون من الإبداع لأنه يعبر عن هوية الشعوب وانتماء الأفراد لقيم الجماعة٬ حتى نشرت ثمان كتب أخرها "أدب المقاومة.. فى الفكر والإبداع" كما أن الكتابة فيها، تعبيرا عن جهد ذاتى ومشروع ثقافى يخصني، أرى معه ضرورة التوقف مع هذا اللون من الدراسات لأنه المكمل لدور الفنون الإبداعية فى بناء الإنسان والشعوب.

ــ كيف ترى مستقبل هذا النوع الأدبي ؟

لم يحدث على مدى التاريخ القديم والجديد أن فقد منجز أدبى وفنى وجوده واختفى من الوجود. منذ قديم الزمان هناك فنون النحت والعمارة والكلمة والموسيقى ولم تختف عن الوجود حتى وإن تعدلت الأشكال وتنوعت وانبثقت منها أشكال جديدة.

ما أعنيه لا خوف على مستقبل القصة القصيرة كما كل الفنون والآداب، بل قد تروج برواج أشكال تتولد منها، ومن الملاحظ ظهور بعضها مثل القصة القصيرة جدا والقصة الومضة٬ ثم هناك القصة الفيسبوكية وقصة أس أم أس وغيرها.. وكلها ذات جذر واحدة هو القصة القصيرة.