رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايننشال تايمز: الإمارات تواجه أطماع أردوغان الاستعمارية

أردوغان
أردوغان

قال تقرير بريطاني إن المنافسة بين تركيا والإمارات زادت شراسة، خاصة خلال الأشهر العشرة الماضية، في ظل رفض أبوظبي لسلوك أنقرة العدواني في المنطقة ودعم الجماعات المسلحة وتيارات الإسلام السياسي.

وأوضحت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في تقرير الاثنين، أنه عندما هزّ الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، الشرق الأوسط من خلال الموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل صرخت دولتان فقط في المنطقة هما تركيا وإيران، فالأخيرة موقفها متوقع حيث يدعو النظام الثيوقراطي الحاكم إلى تدمير الدولة اليهودية، لكن رد الفعل الأكثر قسوة جاء من تركيا على الرغم من كونها أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل منذ 7 عقود.

أشارت الصحيفة إلى أن التنافس بين الإمارات وتركيا انتقل إلى مستوى جديد تمامًا حتى تردد أصدقائه من الخليج إلى القرن الأفريقي والخطوط الأمامية للحرب الأهلية في ليبيا، ما زاد من التوترات في شرق البحر المتوسط.

وقال إميل حكيم خبير الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن الصراع هو الذي يحدد سياسات الشرق الأوسط في الوقت الحالي فهو تنافس يحدث بشكل مباشر وبالوكالة في العديد من الأماكن وهو التنافس الذي سيجذب الجهات الفاعلة الدولية على كلا الجانبين.

وأشارت الصحيفة إلى أن التهديدات التركية زادت بحدة بعد أن أنقرة تركيا تدخلها العسكري في الحرب الليبية هذا العام لدعم حكومة الوفاق، وإرسال قواتها هناك إلى جان مرتزقة سوريين وأنظمة الدفاع الجوي ما أثار مخاوف من اندلاع حريق إقليمي أوسع في جنوب البحر المتوسط.

وقالت إن طائرة مجهولة الهوية شنت ضربات ضد قاعدة ليبية تستضيف القوات التركية في يوليو الماضي، لكن خرج حذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من أن بلاده ستحاسب الإمارات في المكان والزمان المناسبين.

أوضحت الصحيفة أن الإمارات تؤكد أن أردوغان ضالع في الأوهام الاستعمارية ودعم الجماعات الإسلامية بالتعاون مع قطر حيث يسعى أردوغان إلى وضع نفسه فيها كزعيم للعالم الإسلامي السني.

وأكد التقرير البريطاني أن الشيخ محمد بن زايد يقود الحملة العربية ضد النفوذ التركي لكن الإمارات ليست وحدها التي أعربت عن مخاوفها بشأن غزوات أردوغان في الشرق الأوسط، والتي تشمل الهجوم التركي على شمال شرق سوريا العام الماضي والعمليات العسكرية في شمال العراق، وكلاهما لمواجهة المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.

وقالت فايننشال تايمز إن ليبيا كانت بؤرة التوتر التي أوصلت التنافس إلى أكثر نقاطه عدوانية، لكن لم يكن هذا هو السبب بل هو أحد أعراض عقد من العداء الذي غذته الاختلافات الأيديولوجية حيث اصطدمت السياسات الخارجية المغامرة للحكومتين الإماراتية والتركية ببعضها البعض.

وبلغ الاستثمار الأجنبي للإمارات والمساعدات الثنائية لثماني دول، ما لا يقل عن 87.6 مليار دولار منذ عام 2011، وفقًا لمعهد أمريكان إنتربرايز، لكن مثلما سعى الشيخ محمد إلى توسيع نفوذ الإمارات عمل أردوغان بنشاط على توسيع نفوذ تركيا وذلك وفقا للصحيفة.