رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار اللحظات الأخيرة في وفاة أم كلثوم.. خضعت لأول جراحة نقل صفائح دم

أم كلثوم
أم كلثوم

بدأت كوكب الشرق تعاني من المرض منذ أوائل الخمسينات بعدما أصيبت بمرض الغدة الدرقية، وتم علاجها في نيويورك ولندن، لكن ابتداء من عام 1970 اشتدت عليها أعرض الأمراض.

ويكشف ملفها المرضي حسبما جاء في كتاب «عبد الناصر وأم كلثوم..علاقة خاصة جدًا» لحنفي المحلاوي، عن تعرضها لصدمات نفسية شديدة إثر سماعها أنباء وفاة أقرب الناس إليها، كان من بينهم طبيبها الخاص الدكتور الزناتي، فقد تجددت في هذه الأيام إصابتها بالغدة الدرقية، وبعد إلحاح من الأطباء سافرت إلى سويسرا للعلاج، وقضت هناك عدة أشهر تحت العلاج المكثف، وشفيت من مرض الغدة الدرقية، ولم يبق منه إلا الأثر الذي أحدثه المرض في عينيها، وقد احتاج لبعض الوقت.

وفي عام 1973، أصيبت أم كلثوم بأمراض الكلي، وهو ما دفعها إلى الاعتذار عن الغناء، فسافرت إلى لندن للعلاج، ولسوء حالتها نصحها الأطباء بالعودة إلى القاهرة، لأن حالتها الصحية لن تحتمل إجراء عملية جراحية.

بعد كل هذه المحاولات التي استنفدتها أم كلثوم في التخلص من الأمراض، تدهورت الأمور، فاضطر الأطباء لنقلها إلى مستشفى المعادي، لكنها عاندت، فتم نقلها إلى منزلها للعلاج مع الإمكانيات الكافية للعناية بها، سواء في محال التحليل أو الأدوية اللازمة.

وبدأت أزمتها الصحية تنحدر بشدة، بدأت بانخفاض مفاجئ في الكلي نتيجة لإصابتها بأنيميا حادة، وكانت قد مرت بهذه الحالة عام 1947 عندما أصيبت بالتهاب الكلي أدى إلى ضعف عام وأنيميا حادة، تم علاجها منها في لندن ومستشفى بوسطن في أمريكا.

ودخلت أم كلثوم غرفة العناية والإنعاش بمستشفى المعادي العسكري، وبداخلها أجهزة علمية هي آخر ما توصل إليه الطب والعلم، وكانت عبارة عن آلات المتابعة الآلية للتنفس ودقات القلب آليًا، كما كانت تضم هذه الآلات جهاز تنفس آلي يقوم بضخ الأكسجين بمعدلات تتناسب مع احتياج الجسم من هذا الغاز عندما تتوقف عن عملية التنفس، بالإضافة إلى جهاز متابعة القلب، وهو لرسم القلب متصلا بشاشة تلفزيون، وجهاز آخر لرسم المخ، وبرغم العلاج المستمر على أحدث الأسس وبكل الإمكانيات فإن حالة كوكب الشرق لم تتحسن، ولم يستجب جسمها لأي علاج.

وخلال تلك الأزمة المرضية التي مرت بها أم كلثوم، تم نقل كميات من صفائح الدم مناسبة، وكانت هذه أول مرة تجرى فيها عملية نقل صفائح دم في مصر، وقد استغرقت عملية النقل ثلاث ساعات، وظلت أم كلثوم تصارع الموت عدة أيام حتى رحلت في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأثنين من شهر فبراير لعام 1975.