رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دخل على السادات رافعًا عصاه.. توفيق الحكيم يروي قصته مع الرئيس

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

«كان يحدد لي الموعد والساعة كأنه أمر من رئيس الجمهورية، لا بدّ من تنفيذه مني كمواطن فلم أشأ أن أخالفه وإلا اعتبر ذلك اختلافًا أو موقفا معاديًا للسادات دون أن يكون هناك شيء من العداء، ومع ذلك فقد اعتذرت مرتين عن دعوته لي لحضور زفاف ابنته، وعندما دعيت لاستلام قلادة الجمهورية التي أهداها لي".

هكذا تحدث الأديب الراحل توفيق الحكيم عن علاقته بالرئيس أنور السادات، وذلك في حواره المنشور في جريدة القاهرة عام 2004.

وقال توفيق الحكيم إنه ظل على وده للرئيس السادات، لكن لم يكن يعجبه تصرفاته الانفعاليّة، فيسمح بالديمقراطية فتستبشر خيرًا فيضيق بها، يوحد العرب في حرب أكتوبر ثم يشتمهم حينما يقُاطعوه بسبب مبادرته للسلام: "كان يحب أن يقنعهم ويبقى معهم على شعرة معاوية دون أن يقطعها، لقد كان السادات ينقصه أن يربط انفعالاته ويتحكم بها ولو لا ذلك لما كانت نهايته مأساوية".

في أحد اللقاءات التي حكى عنها الحكيم، أن السادات حدد له موعدًا للزيارة في الواحدة ظهرًا، على أن تأتيه سيارة تستقله من بيته إلى مقر الرئيس، وحاول الحكيم إعفاء نفسه من هذه المقابلة، فتعلّل بأن ركوب السيارة قد يؤثر على صحته، فقيل له إنهم سيحجزون له في الديزل، ولم يجد مفرًا.

وتابع "لقد استقبلني السادات في صالة واسعة بالدور الأرضي من استراحته بالمعمورة، ودخلت عليه بالعصا، وخلعت الباريه، الذي سألني عنه فقلت له: "نحن في الصيف والدنيا حر، فقال: لكنني لا أريد أن أراك بالعصا دون الباريه وجلست معه ولم ألحظ وجود مسجل يسجل ما سيَدور من حوار بيننا ولم يوجد أحد يكتب ما سوف يقوله السادات أو ما سأقوله، ومرت فترة صمت انتظرت بعدها أن يبدأ الكلام فيما جاء بي من أجله فلم ينطق بشيء، فوجدت أنه على أن أتكلم، وقلت لنفسي لعله أحضرني إليه ليسمع وجهة نظري في الأحداث العامة، لفت نظره إلى ضرورة التنبيه لما يحاوله أعداء الوطن".

وحكى الحكيم عن اللحظة التي سمع فيها نبأ وفاة السادات، وقال إن أصدقاءه أبلغوه بالخبر وفي مقهى الشّانزلزيه بالإسكندرية، وتأكد من الخبر من الراديو عندما سمع القرآن الكريم يتلى في غير مواعيده.

ولفت توفيق الحكيم إلى أن السادات كان مخطئًا، لأنه ألقى بمعارضيه داخل السجن، وكان يحب أن يدير معهم حوارًا ونقاشًا يقنعهم أو يقنعونه، لكنهم أخطأوا بقتله وما كان يجب أن تكون هذه هي وسيلة أسلوب الحوار.