وثائق تكشف أثرا بالغا لموجة كورونا الثانية على مستشفيات إنجلترا
كشفت وثائق مُسرّبة من هيئة الصحة الوطنية البريطانية عن أثر بالغ للموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا المستجد على المستشفيات في المملكة المتحدة، والتي تواجه حاليا عددا أكبر من المرضى عن الذي واجهته في ذروة الموجة الأولى، مع ارتفاع نسبة الوفيات بين المصابين لأول مرة منذ أبريل الماضي.
ووفقا للوثائق، التي نشرها تحقيق مشترك لصحيفتي "ذا إندبندنت" و"هيلث سيرفس جورنال"، يتلقى نحو 6100 مريض بـ"كوفيد-19" العلاج في مختلف مستشفيات إنجلترا، من بينهم 4670 مريضا يتلقى دعم الأكسجين، و653 في وحدات الرعاية المركزة، بينهم 563 مريضا يستخدم أجهزة التنفس الصناعي لمعاناتهم صعوبات بالغة في التنفس، طبقا لبيانات الأمس.
وأوضحت البيانات، حسب ما نشر الموقع الإلكتروني لـ"ذا إندبندنت"، أن مستشفيات شمال إنجلترا هي الأكثر تضررا من الموجة الحالية لتفشي الوباء، حيث يشغل مرضى "كوفيد-19" أكثر من ربع أسرّة المرضى في مستشفيات جامعة ليفربول، بواقع 408 حالات، فيما بدأت المشكلة في الانتشار في منطقة لانكشاير وساوث كمبريا المجاورة، حيث يشغل المصابين بفيروس "كورونا" 15 بالمئة من أسرّة المرضى، بواقع (544 حالة)، بينما يقبع 1531 مريضا بالفيروس في مستشفيات الشمال الشرقي ويوركشاير، بواقع 9 بالمئة من أسرة العلاج في المنطقة بالكامل.
وتُبيِن الوثائق حجم الأزمة في مقاطعة مانشستر الكبرى، التي كانت محور خلاف سياسي خلال الأيام الأخيرة على خلفية فرض الحكومة في لندن أعلى مستوى من تدابير الإغلاق، إذ يشغل مرضى "كوفيد-19" نحو 11% من الطاقة الاستيعابية لمستشفياتها، بواقع 685 حالة، مع خضوع 522 منهم لدعم الأكسجين و62 لأجهزة التنفس الصناعي، مع توقعات بوصول حالات الإصابة بالفيروس التي تتلقى العلاج بمستشفيات المقاطعة إلى 1460 إصابة بحلول 10 نوفمبر المقبل.
يأتي ذلك بينما اضطرت المستشفيات في عدد من المناطق إلى إلغاء العديد من العمليات الجراحية وعدم استقبال الحالات غير الطارئة.
وقال أحد أطباء الرعاية المركزة في مانشستر لصحيفة "ذا إندبندنت": "الأعداد تتبع بوضوح خط (التوقعات) ذلك ولا تحيد عنه. هذا مروّع للغاية. إذا تحقق ذلك التنبؤ ستكون تلك نهاية العمليات الروتينية وحتى رعاية مرضى السرطان عند ذلك المعدل".
بموازاة ذلك، أكد مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني ارتفع نسبة الوفيات بين المصابين بـ"كوفيد-19" في إنجلترا للمرة الأولى منذ أبريل الماضي، موضحا أن معدل الوفيات المرتبطة بالفيروس، حسب متوسط الأعمار، بلغ 12.6 شخصا من كل 100 ألف شخص، الشهر الماضي، مقارنة بـ7.2 في أغسطس.
لكن معدل الوفيات المرتبطة بـ"كوفيد-19" في سبتمبر ظل منخفضا مقارنة بذروته في أبريل الماضي، حين بلغ 623.2 شخص لكل 100 ألف. واحتل الفيروس المركز التاسع عشر في قائمة أكثر أسباب الوفاة شيوعا في شهر سبتمبر بإنجلترا.
وتعد المملكة المتحدة إحدى أكثر دول أوروبا تضررا من تفشي الفيروس التاجي بوجه عام، ومن الموجة الثانية تحديدا، إذ سجّلت، أمس، 189 حالة وفاة لمصابين بالفيروس، فضلا عن 21 ألفا و242 إصابة جديدة خلال 24 ساعة فقط، معظمها في إنجلترا.
ووفقا لأرقام وزارة الصحة، سجّلت المملكة حتى الأمس 810 آلاف و467 إصابة بـ"كوفيد-19" منذ بدء تفشيه في البلاد، مات منهم 44 ألفا و347 شخصا.