رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحفظ كرامتك أولا


هل سمعت يوما عن رئيس محكمة أمسك بمقشة أو مساحة لينظف محكمته؟
هل سمعت عن مأمور قسم يفعل ذلك؟
هل سمعت عن طبيب يمسح مستشفاه؟
او محام ينظف غرفة المحامين في المحكمة؟!
إنه جنون الشهرة ولوثة مواقع التواصل الاجتماعي التي أصابت البعض فخرجوا علينا بما لا يليق بمقامهم.
هؤلاء النظار والمعلمين الذين صوروا أنفسهم وهم يمسكون بالممسحة وخراطيم المياة لينظفوا ساحات المدارس ودورات مياهها في عمل تطوعي ليس من صميم عملهم، من كثرة تكراره انتقص من مقامهم، واعتبره البعض واجب عليهم فكانت حادثة المحافظ والمديرة؛ فالمحافظ يرى ان المديرة قصرت لأنها لا تستطيع فك النافذة وتنظيفها بنفسها؛ المحافظ أراد ان يأخذ اللقطة، وشعب المحافظة الذي لم يعجبه هذا التصرف الغير مسئول أظهر له عوراته في قصة النظافة تحديدا بالصوت والصورة.
كان الأجدر بسيادة المحافظ أو كل مسئول يزور مكان وأطلع فيه على عوار أن يسأل أولا عن أسبابه وسبل تلافيه، إن كان بسبب عجز في الإمكانات يوفرها ثم يعود مرة أخرى ليرى هل زال القصور أم لا، وأن كان بسبب تقصير نبه بحزم وهدد باتخاذ اجراءات عقابية.
ليس من حق المحافظ أو غيره أن يهين معلما مهما كانت مرتبته، فإن كل التدني الأخلاقي الذي نراه إنما نتاج ما حدث لمقام ومكانة المعلم من تحقير واهتزاز مكانة.
و لعل حادثة الطلاب الذين شغلوا السبورة الذكية في عرض كليب الراقصة البرازيلية؛ فكان قرار الوزير بعقاب المعلمين وتحذير الطلاب أعجب ما سمعت وقرأت من قرارات.
كان الأولى عقاب الطلاب المستهترين حتى يكونوا عبرة لغيرهم؛ لا عقاب المعلمين فيستغلها الطلاب بتكرار الفعل للانتقام من معلم أو ابتزازه.
أنني لا ألوم أحدا على ما فعلوه بالمعلمين؛ انما ألوم بعض المعلمين من طلاب الشهرة الذين أهانوا أنفسهم وزملائهم بأفعال غير مسئولة أهانت مكانة المعلم وهزت صورته.
ايها المدير.. ايها المعلم ليس من صميم عملك المقشة والممسحة، فهي من صميم عمل غيرك ممن يتقاضى عن ذلك راتبا؛ إنما من صميم عملك التعليم والتربية وإخراج أجيال على قدر المسئولية.. فبالله عليكم احفظوا كرامتكم حتى يحفظها لكم غيركم.