رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سنواتي في الصين».. كتاب جديد لـ أحمد السعيد عن دار الحكمة

سنواتي في الصين
سنواتي في الصين

أصدر اليوم من دار الحكمة المترجم والناشر الدكتور أحمد السعيد، جزءًا من سيرته الذاتية في كتاب صدر حديثًا باللغتين العربية والصينية هو «سنواتي في الصين».. ليروى عشر سنوات أعقبت تخرجه من جامعة الأزهر وحتى وصفه نائب الرئيس الصينى «لى يوان تشاو»، في كلمته في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان الشباب الآسيوي الإفريقي عام 2016، بأنه يبذل مجهودًا فائقًا في دعم التبادل الثقافى الصينى العربى، وترجم ونشر بالتعاون مع شركائه الصينيين 640 كتابًا بين الصينية والعربية، وأصبح معروفًا في الصين بلقب «ماركو بولو العالم العربى».

يقول السعيد، في مقدمة كتابه الذي يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط: "من حسن حظي أني عشت ما بين أقدم وأعظم حضارتين في العالم، وهما الحضارتان المصرية والصينية.. هما من اخترعتا الكتابة وأنجزتا الكثير من الإنسانيات والروحانيات للبشرية عبر تاريخيهما؛ فالمصريون القدماء سجلوا كل شيء على الحجر وأوراق البردي، وكذلك فعل الصينيون على عظام الحيوانات والورق، فكانت كتابتهم بهدف التسجيل الحي لحياتهم، بل تخطتها لتصف ما بعد الحياة وأحيانا القصص والعبر.. إذن فالكتابة والتسجيل فطرة إنسانية قديمة قِدَم الأزل، فكر فيها الإنسان القديم فور استقرار مجتمعه ومعيشته ليسجل من خلالها حياته ويضعها بين يدي اللاحقين من بعده؛ لتكون لهم نبراسا أو على الأقل تأريخا لحقبة وعصر.. ولولا الكتابة ما كنا استطعنا التعرف على تفاصيل حياة الأجداد، سواء أكانوا فراعنة أم صينيين قدماء".

‎ويلفت إلى أن: ما أكتبه هنا، فهي سنواتي التي في الصين، وهي سنوات ليست كالسنوات العادية، فالصين ليست مجرد دولة أو بلد عادي يتصور كل من يسمع اسمه أو يراه نفس التصور عنه، فهناك صين الصينيين التي يرونها بأعينهم، وهناك صين الأجنبي الذي عاش في الصين، التي يراها حسب ما تيسر له من معايشة في الصين، وهناك صين الأجنبي الذي لم يزر الصين ولكنه سمع عنها، وهو هنا ينقسم لقسمين، إما سمع عنها من طرف منصف يصف حقيقتها، أو سمع عنها من طرف له مآرب وأهداف مبطنة؛ فهو يشوهها ويحصرها في أشياء سيئة، لذلك أشعر أن علىّ واجبا والتزاما بأن أكتب عن الصين الحقيقية الجميلة كما رأيتها، الساحرة كما عشتها.. فمن حسن حظي أني عشت الصين ولم أعش فقط في الصين، والفرق بين الأمرين واضح جلي، فهناك من عاش في الصين ولكنه ظل يراها بعين الأجنبي المشكك أو الذي يملك أفكارا ثابتة لا تتغير وأغلبها سلبي، وهناك من عاش في الصين بعين وقلب باحث عن الحقيقة والجمال والإنسان، فانتقل من العيش فيها إلى عيشها هي ذات نفسها، حيث تسرب إلى تفاصيلها كما الماء في الإسفنج وتملكت هي نفسه كما الهواء العليل يشفي الأرواح.

‎ويوضح: كان من حسن حظي أني عايشت الصين على أكثر من مستوى ومجال وبيئة مختلفة، فلقد درست الصينية لعشرين عاما حتى الآن، فأعتقد أني- تحريريا- تعرفت على الكثير مما يخصها، وفي العمل بدأت عملي في الصين قبل عشر سنوات من مكان صغير بشمال غربها يمثل الصين الحقيقية، ثم تدرجت منه بعملي حتى خالطت منظومة العمل والإدارة في الصين ككل.. وعلى المستوى الاجتماعي تزوجت من الصين وخالطت عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم الأسرية.. وعلى مستوى الدراسة تخصصت في علم الأعراق البشرية الصيني وتعمقت داخل المنظومة التعليمية الصينية خلال سنوات طويلة؛ لذلك أعتقد أني أرى الصين بشكل مختلف عما يراه مجرد أجنبي عاش في الصين أو قدم للعمل أو للدراسة أو عاش فيها بسبب الزواج.

‎ويختم السعيد: هنا أردت أن أسجل سنواتي في الصين منذ بداية دراستي لغتها، حتى معيشتي بها لسنوات طويلة، مستهدفا من خلال الكتابة عنها عرض أوجه مختلفة عن الصين من خلال قصتي أنا وما عايشته بها.