رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على «فوه» مدينة القباب والمساجد المجهولة (صور)


تحتل مدينة فوه المرتبة الثالثة بعد القاهرة ورشيد فى تعداد الآثار الإسلامية، حيث تحضن هذة المدينة أكثر من ٢٢ أثرا إسلاميا بين مسجد وتكية وربع وقبة ومحلج لصناعة الكليم اليدوي.

فوه بضم الفاء وتشديد الواو بلد بالقرب من الإسكندرية، مدينة كبيرة تقع على الشاطئ الشرقى لنهر رشيد، كانت تسمى في زمن الفراعنة متيلس، تقع مدينة "فوة" التابعة لمحافظة كفر الشيخ فى الشمال المصرى، واشتهر أهلها بحرفة وصناعة الكليم اليدوى منذ أكثر من 80 عاما، حيث لقيت منتجاتهم رواجا كبيرا فى مصر ودول العالم فكانت تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومختلف دول أوروبا، وكانت لمدينة فوه مكانة تجارية كبيرة وعظيمة حيث كان يأتى إليها التجار من أنحاء مصر المختلفة ودول العالم حتى ظهر السجاد المميكن الذى هدد الصناعة قبل أن تعيد الدولة الاهتمام بها مرة أخرى.

من أهم آثار مدينة فوه مسجد داعى الدار، مسجد أبو شعر، مسجد حسن نصر الله، مسجد القنائى، مسجد الصعيدى، مسجد السادة السباع، مسجد ابو عيسى، مسجد الفقاعى، مسجد النميرى، مسجد البرلسى، مسجد الشيخ شعبان، محلج محمد على، التكية الخلوتية، ربع الخطابية، وجهة وكالة حسن ماجور، قبة أبو النجا، قبة السطوحى، قبة جزر.

تشتهر مدينة فوه بمدرسة حسن نصر الله، يقول المؤرخ شمس الدين السخاوي المتوفي في 1428 عن هذه المدرسة "وله بفوه مدرسة حسنة على البحر فيها خطبة وتدريس ومآثر غير ذلك، وكان لها وقف يصرف منه على هذه المدرسة فقد تعرض حسن نصر الله لوشاية الحساد لدى السلطان الأشرف برسباي فعزل من وظيفة الخاصية وصودرت أملاكه وفي هذه المحنة نذر الأمير حسن أن يبنى لله لرجاءه وأعيد له منصب الأستاذية في عهد السلطان الظاهر سنة 842هـ فوفى بنذره وأقام مدرسته الجامعة بميدان (فوه) في العصر المملوكي وجددت في العصر العثماني وأنشئ المسجد سنة 1119 هــ 1707 م".

- مسجد الشيخ شعبان
ويقع على شاطئ نهر النيل وقد أنشئ المنبر الخاص بهذا المسجد سنة 1180 هــ 1766م. على يسار الداخل للمسجد يوجد مقصورة من الخشب مدفون بها الشيخ شعبان ويوجد المنبر على يمين محراب المسجد ويعلو بابه حشوة كتابية مكتوب عليها "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".

انتشرت القباب الضريحية في مدينة فوه وهذه القباب تحوي رفات بعض الصوفية وهي نوعان: نوع مدمج مع المسجد وآخر مفرد. القباب المدمجة: ومنها على سبيل المثال قبة أبو النجاة. القباب المفردة: ويوجد منها في مدينة فوه: قبة جزر: وتقع هذه القبة خلف مسجد القنائي عند انبساط التل الأثري.

قبة جزر بالجبانة (المقابر): تعتبر من أروع القباب المفردة بمدينة فوه. قباب (الغرباوي - ضباب - وعلي أبو شعرة).

ويوجد بمدينة فوه العديد من المنازل الأثرية ومعظمها يرجع إلى القرن 19 ومن هذه المنازل منزل القماح ومنزل البوابين ومنزل وقف الدوبي وقد تعددت طوابق هذه المنازل ويوجد بأحد المنازل في ضلعه الغربي منور سماوي معقود بقنطرة تصل بين الجدارين الفاصل بينهما المنور وهذا المنزل يقع بالقرب من مسجد أبو المكارم واستخدام العقود في منازل فوه لم يقتصر فقط على الأبواب الرئيسية وبعض النوافذ والمناور السماوية كما سبق أن شاهدنا ولكنه يمتد إلى استخدامها كعنصر زخرفي ففي الركن الشمالي الغربي من منزل القماح نجد كتفين بنائيين يمتدان من أسفل الركن إلى الطابق الأخير بالمنزل يحصران بينهمها تجويفا نصف مستدير معقود في أعلاه بعقد مدائني محدد بالطوب المنجور ومن الظواهر الملفتة للنظر في منازل فوه رواشن الواجهات الرئيسية وهي من الخشب وتبرز عن الواجهة وقد تعدد بتعدد الطوابق العلوية وفي بعض الأحيان نجد روشنان متجاوران وهذه الرواشن تماثل تلك الموجودة في منازل جدة الأثرية بالسعودية.

كان يوجد بفوه مصنعان لغزل القطن يرجعان إلى عصر محمد على بهما خمسة وسبعون دولابا وأربعون مشطا وتدير آلاتهما 16 ثورا وفيهما آلات لغزل الخيوط الدقيقة، ولم يتبق من هذين المصنعين سوى مصنع واحد على النيل معروف باسم مصنع الجوخ، لم يبق منه الآن سوى البوابة الرئيسية وقد شيدت من الحجر الجيري واتساع فتحة عقدها خمسة أمتار والعقد ذا أربع طيات وكان يكتنفه صفتين (عقدين مصمتين) مثل مصنع الطرابيش، وقد أطلق أهالي فوه على هذه البوابة اسم بوابة مالطة، كان إنتاج هذا المصنع يصدر جزء منه إلى أوروبا.