رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة بريطانية: إصابة متعافي من كورونا يثير قلق خبراء أمريكا

جريدة الدستور

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن تسجيل أول حالة مؤكدة أعيد إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة أضافت إلى شكوك العلماء القائمة بالفعل حول نظرية "مناعة القطيع"، وأثارت قلق الخبراء نظرًا لأن الحالة الصحية للمريض تدهورت بشكل أكبر خطورة بعد الإصابة الثانية.

وقالت الصحيفة- في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن- إن رجلا من ولاية نيفادا ثبتت إصابته بفيروس كورونا مرة أخرى، بعدما عانى من أعراض متوسطة في شهر أبريل الماضي، قبل أن تزداد الأعراض بعد شهرين ونصف الشهر، مما تطلب علاجا طارئًا بالأكسجين.

وأوضحت الصحيفة أن علماء جامعة نيفادا- الذين فحصوا الشاب البالغ من العمر 25 عامًا خلال هذه الفترة- وجدوا اختلافات كثيرة في البصمتين الوراثيتين أكثر مما يمكن تفسيره من خلال الطفرات التي ربما تحدث عبر تاريخ مرض واحد طويل، مما يؤكد تعرض المريض لعدويين منفصلتين.

وعلق بول هانتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا، على الأمر قائلا: "يعتقد معظمنا أن الإصابة مرة أخرى بفيروس كورونا مرجح أن تصبح شائعة نظرا لانخفاض مستويات المناعة لدى الأفراد بعد الإصابة".. وأضاف: مع ذلك، فإن حالة نيفادا كانت "مقلقة للغاية من حيث الفترة القصيرة للغاية التي فصلت بين العدويين وحقيقة أن العدوى الثانية كان أشد من الأولى".

وأشارت "فاينانشيال تايمز" في السياق ذاته إلى أنه تم تسجيل حالات لإعادة عدوى فيروس كورونا في هونج كونج وبلجيكا وهولندا والإكوادور، لكن هذه هي المرة الثانية فقط التي يظهر فيها المريض أعراضًا أكثر خطورة عند عودة الفيروس.

بدورهم، قدم علماء جامعة نيفادا عدة تفسيرات محتملة لشراسة أعراض الإصابة مرة أخرى... وقالوا إن المريض ربما واجه جرعة عالية جدا من الفيروس في المرة الثانية، مما تسبب في ردة فعل أكثر حدة.. أو ربما يكون قد اتصل بسلالة فيروسية أكثر فتكًا، على الرغم من أن العلماء لم يلاحظوا بعد وجود طفرات في كوفيد-19 مرتبطة بمرض أكثر خطورة.

وقال مارك باندوري، أحد الأساتذة بجامعة نيفادا: "نحن بحاجة إلى مزيد من البحث لفهم المدة التي قد تستمر فيها المناعة لدى الأشخاص الذين تعرضوا لكوفيد-19، ولماذا بعد هذه الإصابة الثانية، على الرغم من ندرتها، تظهر على أنها أكثر حدة".

وأضاف: "حتى الآن، لم نشهد سوى عدد قليل من حالات الإصابة مرة أخرى، لكن هذا لا يعني أنه لم يعد هناك المزيد، خاصة أن العديد من حالات كوفيد-19 لا تظهر عليها أعراض.. وفي الوقت الحالي، لا يمكننا سوى التكهن بشأن سبب الإصابة مرة أخرى".

ويضيف العلماء أن الآثار المترتبة على القائمة المتزايدة لحالات إعادة العدوى المؤكدة لكوفيد-19 بشأن تطوير اللقاح لا تزال بعيدة كل البعد عن الوضوح.

ويقول أكيكو إيواساكي، أستاذ علم الأحياء المناعي بجامعة ييل الأمريكية: "إنه مع ظهور المزيد من حالات الإصابة مرة أخرى، ستتاح للمجتمع العلمي الفرصة لفهم علاقات الحماية بشكل أفضل ومدى تكرار حدوث العدوى الطبيعية بفيروس كورونا في ظل هذا المستوى من المناعة.. وهذه المعلومات هي المفتاح لفهم اللقاحات القادرة على تجاوز هذه العتبة لمنح وتعزيز مناعة الفرد والقطيع".