الأوبرا.. تحفة معمارية عمرها 32 عامًا من الإبداع
تحتفي دار الأوبرا المصرية بعيدها الـ32، في الثامنة مساء اليوم السبت، على المسرح الكبير، بمشاركة أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، فرقة أوبرا القاهرة بنجومها إيمان مصطفى، رضا الوكيل، عمرو مدحت، جولي فيضي، مع كورال "إكابيلا" قيادة وتدريب مايا جفينيريا.
32 عامًا مرت على افتتاح مبنى الدار بالجزيرة، وكانت أول أوبرا في الشرق سبقت بها مصر دولًا كثيرة،، ثم امتدت لها يد الإهمال عندما احترقت عام 1971، لتعودة منارة فنية مجدد، وتبقى مشعلًا للفن يعيد للوجدان العربي اعتباه واعتزازه بارتباطه بفنون العالم، بحسب مقال نشر بمجلة "الهلال" بعنوان "الأوبرا المصرية تولد من جديد".
ارتبطت أوبرا القاهرة بافتتاح قناة السويس وبالرفاهية الثقافية التي أضفاها الخديوى إسماعيل، وكان قد كلف المؤلف الموسيقي العالمي (فردي) بكتابة أوبرا عايدة لافتتاح الدار، وأصبحت هذه الأوبرا تتغنى باسم مصر في كل موقع وعلى مدى 120 عاما لتحقق دعاية لم تستطيع قوة دبلوماسية أن تحققها، وعاشت دار أوبرا القاهرة تستضيف فرق الأوبرا وأشهر الفنانين في مجالات الغناء والعزف والقيادة حتى تمكنت من تكوين فرقة الكورال المصرية عام 1954، وضم أوركسترا القاهرة السيمفوني عام 1959، وتكوين أول فرقة أوبرا مصرية عام 1967، كما شهدت اشتراك بعض فناني الأوبرا المصريين مع فرق الأوبرا العالمية الزائرة، إلى جانب اشتراك فرقة الباليه المصرية وفرقة كورال الأوبرا وأوركسترا القاهرة السيمفوني في عروض الفرق الفنية الزاهرة.
لم يقف الاحتراق عقبة في وجه المخلصين الذين استمروا في العمل مرتبطين بالقيم والمبادئ النادرة الذين تربوا عليها في دار أوبرا القاهرة النادرة وواصلوا العمل فنانين وإداريين، واستمر قطاع الموسيقى والأوبرا يعرض فنون الأوبرا والموسيقى بشكل مكثف بواقع برنامج أسبوعي جديد دون توقف رغم انعدام الإمكانيات الخاصة بقيم المجتمع والتقدير الأدبي الكافي والاعتمادات المالية، حتى تم تجهيزها بعد تنسيق وزارة الثقافة المصرية مع هيئة التعاون العالمية اليابانية، وتم الاتفاق على التصميم.
وضم المبنى الجديد قاعة كبرى تصلح لعروض الأوبرا، وضمت القاعة 1000 مقعد وإمكانيات للتسجيل الصوتي والمرئي، ومقصورة لكبار الزوار، كما شملت خشبة المسرح إمكانيات هائلة تضعها في مصاف المسارح الأولى في العالم، وضم المبنى أيضًا قاعة للحفلات الموسيقية ذات مقاعد غير ثابتة خصصت للعروض الموسيقية الأقل عددًا سواء في جانب الفنانين أو جمهور المستمعين، فهي تتسع لـ500 مقعد ويمكن تحويلها لقاعة للمؤتمرات الموسيقية أو الفنية الرفيعة، كما يضم المبنى مسرحًا مفتوحًا في الهواء الطلق للعروض الصيفية ويتسع لـ500 مشاهد أيضًا.
وفي 10 أكتوبر عام 1988، تقرر افتتاح مبنى دار الأوبرا، وتشكلت لجنة برئاسة وزير الثقافة لتحديد برنامج الافتتاح من عروض وفقرات متعددة.