رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تقلل من شأن نفسك ولا تستصغر عملك!!


من القصص الطريفة التي تحكي عن أهمية النظرة إلى الذات وإلى قيمة العمل الذي يعمله الإنسان أنه كانت إحدى المسئولات تزور مصنعًا في الهند فلفتَ انتباهها عاملٌ في زاوية من زوايا المصنع ينشد الأغاني وتعلو محياه علامات السعادة والفرح والحبور.
فاقتربت منه فإذا هو يجمع المسامير ويضعها في علب خاصة شأنه شأن بعض رفاقه بالقرب منه.
فزاد هذا الأمر استغرابها فسألته: ماذا تفعل؟؟
- فقال: أنا أصنع طائرات!!
فقالت له باستغراب: طائرات؟؟
- فقال: نعم سيدتي. طائرات
هذه الطلبية لشركة تصنيع طائرات والطائرات العملاقة التي تركبينها لا يمكن أن تطير بدون هذه المسامير الصغيرة!!
لقد نظر هذا العامل البسيط لنفسه ولعمله المتواضع نظرة تملؤها العظمة والفخر،  لذا كان يعمل عمله البسيط وهو في ملء القوة والسعادة والنشاط.
إن نظرتنا لأنفسنا هي التي تُحدد قيمتنا في الحياة. هناك فرق كبير بين من يرى نفسه جامع المسامير في علب وبين من يرى نفسه شريكًا في صنع الطائرة.
هناك فرق كبير بين من لا يرى من وظيفته إلا الأجر الذي يجنيه وبين من يرى الأثر الذي يتركه.
يا من تقوم بعمل النظافة في الشارع
أنت لستَ مجرد عامل نظافة للطريق أنت شخص يُجمّل وجه مدينة.
يا من تعمل في التجارة أنت لستَ مجرد نجار أنتَ إنسان يحمي البيوت من السرقة ومن الشمس والريح.
يا من تعمل في حياكة الملابس أنت لستَ مجرد خياط أنتَ تهب الناس لمسة أناقة.
يا من تقف على المنبر لتعظ أنت لستَ مجرد واعظ على المنبر أنتَ تمهد طريق الناس إلى الله وأنت تعيد صياغة العقول والأذهان. يا من تقوم بالتعليم أنت لستَ مجرد مُدرس للأطفال أنتَ صانع أجيال المستقبل.
يا من تعمل مهندسًا أنت لستَ مجرد مهندس وصانع كباري أنتَ منشئ الطرق ومقيم الجسور بين الناس والأماكن.
يا من ترتدي البالطو الأبيض أنت لستَ مجرد طبيب أنتَ مخفف آلام البشر.
أيتها الأم أنتِ لستِ مجرد ربة أسرة أنتِ أهم شخص في هذا العالم أنتِ أول وأهم مربٍّ.
فليس هناك صناعة أعظم من صناعة الإنسان.
إن الشخص الذي لا يرى من عمله إلا الأجر الذي يتقاضاه فقط هو إنسان أعمى لا يرى!!
قارئي العزيز
لا أحد يستطيع إذلالك ما لم تكن أنت تشعر بالإذلال في داخلك فعلًا.
ولا أحد يستطيع رفع قيمتك ما لم تكن أنتَ تشعر بقيمة نفسك، فلا تقلل من شأن نفسك ولا تستصغر عملك!!