رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أسود أيام حياتي».. شارون يحكي عن أكتوبر وتحول دباباته لـ«عجائن»

شارون
شارون

صدرت مذكرات أرييل شارون بعنوان "محارب" وجاء في سياق حديثه عن أكتوبر أنه تم سؤاله عن أسوأ يوم في تاريخ جيش الاحتلال، فقال شارون ليس هو يوم 6 أكتوبر ولا 7 أكتوبر هل تستطيع أن تخمن اليوم؟، بالطبع لا؛ لأن العسكريين وحدهم هم مَن يستطيعون ذلك، وكل واحد حسب السلاح الذي يتشرف بالانتماء إليه.

أما هذا اليوم الأسود الحزين فإن شارون تحدث عنه في ألم عميق وفي كلمات قليلة، كل كلمة كأنها سكين في قلبه: "إنه يوم 8 أكتوبر، وهو أسود يوم في تاريخ الجيش الإسرائيلي يوم انهزم فيه الجيش الإسرائيلي حقًا وصدقًا، لو حدث ذلك في اليوم السادس أو السابع لوجد القادة في إسرائيل ألف عذر، ففي هذا اليوم تجرعنا مرارة الهزيمة وكان من الممكن أن نجد أعذارًا كثيرة مثل اضطراب المخابرات وتناقض الأوامر والمفاجآت الفظيعة.

وأكد شارون: "أن يوم 8 أكتوبر فهو يوم الجيش الاسرائيلي وحده، هزيمته وحده أما الخطأ والفشل فقد جاء من التكتيك ومن الغرور والمسؤول عن ذلك كله هو انتصارنا في حرب يونيو 1967 وأشعل النار في غطرستنا، فمن ذلك الوقت ونحن نؤمن إيمانًا مطلقًا بأن الدبابة هي سيدة المعارك، لكن المصيبة أن قوات المشاة المصرية قد تدربت جيدًا على تصيد الدبابات الإسرائيلية، وكانت الدبابات عادة هي التي تتقدم وتخيف وتسحق، وهي التي تنهي المَعارك لصالحنا.

واستطرد: "كان ذلك في حرب 1967 وقد اصابنا هوس الجنون والإيمان المطلق بقدراتنا الخارقة وبدباباتنا التي لا تقهر، لكننا تجاهلنا تمامًاعن دور المشاة والمدرعات والمدفعية المصرية، وكان شعارنا "اهجمي يا دبابات اهربوا يا مشاة العدو".

وأشار إلى أن هناك غلطة قائد الجبهة الجنوبية "جونين" الذي لم يحسب كل الاحتمالات، إنما اعتمد على ذكائه هو، وكان يعتمد على تجاربه السابقة في محاربة المصريين، الذين يكن لهم عظيم الاحتقار، وكانت هزيمة بشعة على أيدي المصريين، لكن لم تكن هذه هي الغلطة الوحيدة التي انفرد بها، لذلك كانت نتائج هذه المشاعر العمياء أننا فوجئنا بأن المصريين قد تدربوا تدريبًا فائقًا يوم 8 أكتوبر على اصطياد الدبابات ومطاردتها وإحراقها، فهؤلاء الجنود المصريون الذين واجهونا كانوا من المشاة المتطورة المزودة بأحدث الأسلحة والمدربة على القتال تدريبًا ممتازًا، لقد كانوا يحطمون الدبابات بأيديهم، نعم بأيديهم، دبابات من طراز سنتوريون ويأتون كلها أصيبت إصابات مروعة وعلى مسافات بعيدة، بصواريخ ساجر ومدافع أر بي جي ففي ساعات تحولت معظم الدبابات إلى عجائن من النيران.

يقول شارون: كان ذلك اليوم الأسود نقطة تحول في كل المعارك، وذلك حسبما ذكر أنيس منصور في مقال له.