رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوروبا تنتفض بعد عودة «كورونا»



تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تسابق الزمن للكشف عن علاج فاعل لفيروس كورونا بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة وسط تسابق دولى محموم للهدف ذاته.
ومنذ أيام قليلة مضت، كشف الدكتور أنتونى فاوتشى، كبير خبراء الأمراض المعدية فى الولايات المتحدة الأمريكية، عن توقعاته فيما يتعلق بموعد إقرار لقاح كورونا، وقال إنه «يتوقع أن يتم إجراء نجاح وسلامة لقاح (كوفيد- ١٩) بحلول شهر نوفمبر المقبل أو ديسمبر كحد أقصى»، مشيرًا إلى أنه مستعد للمراهنة على هذا التاريخ.
وأشار كبير خبراء الأمراض المعدية أمام لجنة الكونجرس الأمريكى منذ أيام إلى أن «الباحثين يختبرون اللقاحات بإعطائها لبعض الأشخاص فعليًا، بينما يمنح البعض الآخر علاجًا وهميًا مع مراقبة الحاصلين على العلاج الفعلى والعلاج الوهمى للتأكد مما إذا كان للقاح تأثيره على أعراض فيروس كورونا المستجد، وتجرى هذه التجارب على مائة وخمسين مصابًا بفيروس (كوفيد- ١٩)».
وسط هذه الأنباء، بدا جليًا أن روسيا بدأت بالفعل إعطاء هذا اللقاح وتجربته على مصابيها، ومن جانب آخر نرى إنجلترا تعود إلى التشدد والإغلاق، وكان لزامًا على أوروبا أن تتخذ هذا القرار الصعب، وإن اختلفت درجة الشدة والصرامة فى تطبيق هذا الإجراء من بلد إلى آخر، فحكومة إنجلترا باتت مضطرة إلى وضع كل شىء تحت المراقبة والمراجعة مع دراسة فرض المزيد من الإجراءات الاحترازية، مثل حظر التجول فى الأماكن التى بها محلات الضيافة وحظر الاجتماعات بين الأسر فى شمال شرق بريطانيا، وتحديد العدد الأقصى من الأشخاص للتواجد معًا فى المكان الواحد فى نفس الوقت.
ومع كل هذا التشدد الاحترازى نجد مخالفات عديدة، كما تم رصده فى وسط إنجلترا، حيث اجتمع أكثر من ألف شخص فى منطقة وسط لندن محتجين على إجراءات الحظر المتشددة، وفى المقابل اضطرت الشرطة إلى فض هذه الاجتماعات والتجمعات بالقوة، وانفضت التجمعات وهم يحملون لافتات يقول بعضها: «كوفيد-١٩» خدعة، وتقول لافتة أخرى: «جسدى هو اختيارى»، وأخرى تقول: «لا للكمامات الإلزامية».
أما فى إسبانيا فهى تتصدر الدول الأوروبية من حيث أعداد المصابين، وهو ما أدى إلى فرض القيود الجبرية بالقوة على التنقل بين المناطق التى تشهد ارتفاعًا كبيرًا فى أعداد المصابين، كما فرضت السلطات فى العاصمة قيودًا على دخول المتنزهات والأماكن العامة واقتصار أعداد التجمع على ستة أفراد فقط.
فرنسا أيضًا فرضت المزيد من القيود المتشددة على التجمعات فى مارسيليا، حيث تم الحظر على أى تجمع لأكثر من عشرة أشخاص فى المكان الواحد، مع خفض عدد ساعات العمل فى الحانات.
وفى الدنمارك ومع تزايد أعداد الإصابات أعلنت السلطات عن تحديد الحد الأقصى لوجود الأفراد فى التجمعات العامة إلى خمسين فردًا فقط بعد أن كان العدد المسموح به يبلغ مائة شخص، بالإضافة إلى إغلاق المطاعم والحانات فى وقت مبكر كما هو الحال فى هولندا.
وهكذا تسير الأحوال فى كل الدول الأوروبية، وقد تضطر دول أخرى إلى وسائل متنوعة من التشدد مع تزايد انتشار وباء كورونا، فقد يصل الأمر إلى العزل العام إذا استمر تزايد الإصابات.
لعلنا نتخذ العبر فى كل ركن فى العالم حيث لم يتوقف هذا الفيروس عن التكاثر وتزايد أعداد الضحايا، فالإنسان قيمة ولا بد من الحفاظ عليه بكل الوسائل، سائلين المولى أن يرفع عنا هذا البلاء والغمة، وعلى الكل أن يأخذ الدروس والعبر أمام هذا الفيروس الأصغر، لكنه يهاجم ويصيب ويقتل.