خارطة استراتيجية الدولة لترشيد استهلاك المياه
استراتيجية جديدة لترشيد استهلاك المياه وتوفيرها، وضعتها الدولة لتكون طريقًا وهدفًا لا بد من السعي له لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية، وترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على كل قطرة مياه، واستغلالها بالشكل الأمثل، وذلك من أجل مواكبة التوسع العمراني، والزيادة السكانية المستمرة.
من أجل هذه الأهداف أطلقت عدة مشاريع لتنفيذه استراتيجيتها منها مشروعات تحلية المياه، ومحطات معالجة الصرف وتقليص مساحات المحاصيل كثيفة استهلاك المياه، ورفع كفاءة الترع لتقليل الفائض، ونشر برامج توعوية للمزارعين للاستهلاك الرشيد للمياه، ومن هذا المنطلق جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التوسع في تطبيق نظام الري الحديث للأراضي الزراعية على مستوى محافظات الجمهورية، كمكون أساسي في استراتيجية الدولة.
أوضح الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس لـ"الدستور" أن نظام الري المطور لم يطبق منذ الثمانينات واستخدام وسائل حديثة في الري، مشددًا على ضرورة التحول من الري التقليدي إلى الري الحديث، فمصر لم يعد لديها رفاهية من الزمن.
وأكد أن أهم مشكلتين تواجه الأراضي الزراعية هما محدودية الأرض ومحدودية المياه، لذلك لا بد من عمل ثبات في الأراضي الزراعية الموجودة والحفاظ عليها، واستخدام الوسائل الحديثة في الزراعة والممثلة في الري كأساس لعدم وجود وفرة في المياه، من خلال وضع خطة زمنية لتطبيق نظم الري الحديثة على مستوى منطقة الدلتا، والخطوة الثانية استخدام الأصناف المستنبطة حديثًا التي تؤدي إلى زيادة الانتاجية بالتوسع الرأسي وليس بالتوسع الأفقي.
وذكر أنه بهذه الآليات التي يتم تطبيقها للحفاظ على الأراضي الزراعية تكون الفائدة زيادة الإنتاجية وتوفير سلع يمكن أن نكون نستوردها من الخارج، والعائد على الفلاح بزيادة الدخل المالي له، والفائدة الأهم ترشيد استهلاك المياه ضمن استراتيجية الدولة.
"الدستور" ترصد مشاريع استراتيجية الدولة لترشيد المياه
1- مشروع الري الحديث للأراضي
يهدف المشروع إلى التحول من أنظمة الري بالغمر إلى أنظمة الري الحديث في الأراضي القديمة بالوادي والدلتا، وفي تصريح سابق للدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري أوضح أن ترشيد استخدام المياه في قطاع الزراعة من أهم محاور الخطة القومية للموارد المائية التي أعدتها الوزارة من خلال بعض الإجراءات، في مقدمتها تطوير أنظمة الري واستخدام أنظمة الري الحديث.
خاصة أن قطاع الزراعة من أكبر القطاعات المستهلكة للمياه، بسبب الممارسات الخاطئة لنظم الري بالغمر، واحتياج المحاصيل المنزرعة إلى كميات كبيرة من المياه على مدار السنة؛ مع ظروف التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، والري الحديث هو الري بالرش أو بالتنقيط والري تحت السطحي، يطبق في أطراف الدلتا والوادي، ونسبة الأراضي التي تروى بالري الحديث في مصر تبلغ مليون فدان، وتمثل 10% من إجمالي المساحة المروية.
2- مشروع تبطين وتأهيل الترع
من خلال رفع كفاءة وتبطين الترع على مستوى الجمهورية بإجمالي أطوال 7000 كم على مستوى المحافظات، وما تم طرحه وصل إلى 3253 كم، تم الانتهاء من تأهيل 183 كم، وجار التنفيذ في 870 كم، ويستهدف المشروع الاستفادة من الموارد المائية من خلال ترشيد الاستخدامات المائية وحل مشاكل توصيل المياه في نهايات الترع، والمساهمة في ضمان وصول المياه لنهايات الترع في أسرع وقت لتحقيق العدالة في توزيع المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية، وتقليل تكلفة الصيانة وإزالة الحشائش الدورية للترع.
3- مشروع محطات الخلط
البرنامج يهدف إلى رفع كفاءة استخدام المياه وتحسين حالة الري في نهايات الترع، لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، تم الانتهاء من إنشاء 250 محطة، إلى جانب تنفيذ 116 محطة خلط مياه الصرف الزراعي على مياه الترع بتكلفة حوالي 500 مليون جنيه.
4- محطات تحلية المياه
من خلال إنشاء محطات تحلية مياه البحر بالمحافظات الساحلية، يتم بناء 47 محطة لتحلية مياه البحر في محافظات شمال وجنوب سيناء، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، الدقهلية، كفر الشيخ، البحيرة مطروح والبحر الأحمر، والتوسع في إنشاء محطات المعالجة الثنائية والثلاثية لمياه الصرف الصحي، واستخدامها في الأغراض المخصصة لذلك، وإنشاء محطات لاستخراج المياه الجوفية.