حالة تأهب قصوى في إسرائيل تحسبا لوقوع الأسلحة الكيميائية السورية في أيدي حزب الله
قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن هاجسا يؤرق الزعماء الإسرائيليين بقرب وقوع سيناريو كارثي يتمثل في أن تصل الأسلحة الكيمائية التي تمتلكها سوريا في أيدي حزب الله اللبناني أو الجماعات الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة ذلك في ظل الفوضى العارمة التي تؤشر إلى قرب نهاية نظام بشار الأسد .
وأفادت الصحيفة اليومية في موقعها على "الإنترنت" أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أشار بوضوح خلال جولة تفقدية قام بها يوم الأربعاء الماضي في مرتفعات الجولان السورية ـ الواقعة على الحدود السورية - إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بأي حال من الأحوال بانتقال أسلحة الدمار الشامل السورية في أيدي هؤلاء، محذرا من أن إسرائيل تراقب ذلك عن كثب.
ويرى معلقون عسكريون أن الجيش الإسرائيلي لن يتردد في مهاجمة أية قافلة يشتبه فيها وتكون متجهة من سوريا إلى لبنان مؤكدين أن إسرائيل تنظر بجدية شديد إلى التهديد الكيمائي.
ونقلت "لوفيجارو" عن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يائير نافيه تأكيده مؤخرا أن "سوريا كونت أكبر ترسانة أسلحة كيمائية على مستوى العالم وهي تمتلك صواريخ وقاذفات قادر على بلوغ أي نقطة داخل الأراضي الإسرائيلية".
من جانبه، قال قائد المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي الجنرال يائير جولان أنه يتعين على إسرائيل أن تتأهب لمهاجمة قوافل محتملة تنقل "أسلحة متطورة"، مؤكدا أن سوريا تمكنت على مدى أربعين عاما من إنتاج غازات السارين و"إكس في" والخردل التي يمكن استخدامها مع الصواريخ .
وأضافت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن التحذير الذي أصدره إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي والقادة العسكريون الإسرائيليون يقوم على احتمال تسليم حزب الله ـ حليف إيران والعدو رقم واحد للدولة العبرية ـ أنظمة دفاع مضادة للطائرات يمكن أن تحد من هامش مناورة الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأجواء
اللبنانية ... أو تسليمه صواريخ أرض - بحر باعتها روسيا إلى دمشق والتي يمكن أن تهدد البحرية الإسرائيلية وكذلك المنصات العاملة في حقول الغاز الإسرائيلية بالغة الأهمية والتي تم اكتشافها مؤخرا في البحر المتوسط .
وكانت إسرائيل قد وضعت في سبتمبر عام 2007 حدودا لا يتعين على سوريا تجاوزها، كما لجأت إلى تدمير محطة نووية أنشأتها كوريا الشمالية سرا في شمالي سوريا وذلك خلال غارة جوية .
ولكي تكون إسرائيل مستعدة لكافة الاحتمالات، تم رفع حالة التأهب بين الوحدات الإسرائيلية المنتشرة في شمال الحدود اللبنانية والسورية ... كما تم إلغاء إجازات الجنود والضباط في هذه الوحدات .
كما وضع الجيش الإسرائيلي خطة لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين الفارين من العمليات القتالية إذ سيسمح لهم بالتجمع في منطقة واقعة بين سياجين على الحدود وسيتم إمدادهم بالماء والغذاء مع حمايتهم من أي عمليات انتقامية محتملة.