رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تنظيم البلطجة الإخواني».. خبراء يكشفون سيناريوهات الجماعة الإرهابية للتحريض ضد الدولة

تنظيم البلطجة الإخواني
تنظيم البلطجة الإخواني

كشف عدد من قيادات جماعة الإخوان المنشقة عن مخطط تنظيم البلطجة التي تسعى الإرهابية لتكوينه للانتقام من الدولة وشعبها الذي ثار ضدهم في 2013 من خلال دعواتها للتظاهر لإثارة البلبلة والفوضى في الشوارع وتصوير تلك المشاهد وإذاعتها عبر القنوات المعادية لمصر.

وقال المستشار عماد أبو هاشم، القيادي الإخواني المنشق، إن كيانات وتنظيمات وفرق عمل الإخوان الإرهابية كانوا يفكرون فى آلية إيجاد معابر آمنة لأتباعهم تمكنهم من التظاهر خارج نطاق القانون دون التعرض لمساءلة وملاحقة الجهات الأمنية المعنية بالأمر، وهذه الآليات تتدرج صعودا حتى تصل إلى تكوين خلايا مسلحة يتم تدريبها كى تضطلع بهذه المهمة، وهذا ما أفصح عنه الإخوان مؤخرا.

وأضاف القيادي المنشق أن الدعوات المغرضة إلى التظاهر ضد الدولة ومؤسساتها وإن كانت تأخذ في ظاهرها طابع العمومية لتشمل جميع المصريين إلا أنها في الحقيقة تقتصر في المراحل الأولى على مجموعات العمل الإخوانية التي تم تشكيلها وتدريبها على التجمع، والحشد المنظم بالتنسيق مع مجموعات الحماية المنوه عنها آنفا، وهذا يعني حتمية انطلاق هذه المجموعات ما إن تتلقى الأوامر بذلك متى كانت الظروف مواتية لانطلاقها لتكون النواة الأولى لكسر ما يسمونه حاجز الخوف وجذب المزيد من المتظاهرين إلى حشودهم.

وكشف أن مليشيات الإخوان مجهزة سلفا كل شىء لتنفيذ مخططاتها التخريبية في مصر حتى قوائم الاغتيالات التى ينون تنفيذها وكل ما ينقصهم حتى يحددوا ساعة الصفر لانطلاق عصاباتهم المسلحة في شوارع القاهرة وباقى المحافظات هو إيجاد الفرصة المواتية.

وأكد أبو هاشم أن الفرصة المواتية التي يبحث عنها الإخوان لتنفيذ مخططاتهم يتم تنفيذها من خلال فرضيتين، الأولى إيجاد ثغرة أمنية يمكن النفاذ منها، وهذه الفرضية تكاد أن تكون بالنسبة إليهم فى حكم المحال؛ نظرا للجهود المخلصة والتضحيات المتفانية التى يبذلها رجال الأمن فى سبيل حماية الوطن من كل ما يمكن أن يعكر صفوه وسكينته، بالإضافة إلى تخاذل وجبن الإخوان عن الدخول فى مواجهة مباشرة مع التشكيلات ذات الصفة النظامية خشية مغبة عواقب ذلك عليهم إذ يميلون إلى السعى لنيل مرامهم تسترا فى الحشود التى يطمحون فى جمعها أو من خلال كيانات أخرى ذات صلة بهم.

وأشار إلى أن الفرضية التى يركز عليها الإخوان جل سعيهم حيث يطمحون إلى التأثير فى وعى الجماهير عن طريق إثارة غضب العامة وتحفيزهم إلى الانضمام إلى أعمال الفوضى التى يدعون إليها عن طريق آليات ممنهجة وضعها خبراء يتبعون أجهزة استخبارات أجنبية عالية الحرفية، ومن خلال استفزاز الجماهير إلى المشاركة الفعالة والكثيفة فى الحراك الآثم الذى يدعو إليه الإخوان يتكون الستار والغطاء الشعبى الذى يطمحون لاتخاذه ستارا لتوسيع دائرة التخريب والعنف تحت مظلة شعبية وشرعية ثورية.

ولفت إلى أن الحراك الإخواني القادم ما إن يتوافر له الغطاء الشعبى المناسب حتما سيخرج من عالم الظلام فى صورة حرب عصابات مسلحة تستهدف أجهزة ومؤسسات وأشخاص كبار المسئولين ورموز الفكر والإعلام والعمل الوطنى فى الدولة.

كما كشف عن تصنيع الإخوان لأسلحة يدوية لتسليح المتظاهرين حال نجاح دعواتهم التحريضية المتوالية، قائلا: هناك تغير ملحوظ فى نمط تفكير الإخوان خلال الفترة الراهنة عما كان من قبل إبان تواجدى إلى جانبهم فى تركيا وتجلى ذلك فى تدشين حكومة منفى على الرغم من استبعادهم طرح هذه الفكرة طيلة السنوات الماضية، فضلا عن التزامهم غير المسبوق بخطة عمل مرحلية ممنهجة كما تلاحظ من تصريحات عدد من كوادرهم.

وتابع: "مهما يكن الأمر من تفويت الفرصة تلو الأخرى على ميليشيات الإخوان الهمجية المتوحشة ومهما بلغت درجة ثقتنا بأجهزتنا الأمنية الساهرة على حماية الوطن فإننى لست مع التهوين من شأن العدو الإخوانى ولاسيما أننا نعيش فى خضم عالم متحرك يكاد يخلو من المسلمات والحتميات والثوابت".

من جانبه قال الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير السياسي، القيادي المنشق من جماعة الإخوان الإرهابية، إن وضع الجماعة الآن وأزماتها الداخلية لا يسمح لها بالقيام بأية أعمال بلطجة ممنهجة، ولكن ما يمكن أن يتم هو مجرد تحركات لعناصر منفردة أو أسر صغيرة دون تنظيم.

وأشار الخرباوي، في تصريح لـ«الدستور»، إلى أن غالبية القواعد التي كانت منضمة للجماعة أو متعاطفة معها تيقنت من النصب عليهم وعليه فلن يكون لهم أي أنشطة سواء بلطجة أو عنف وغيره، ولكن بعض الهاربين من الجماعات الإرهابية التابعة للإخوان يستغلون ضعف الوعي المجتمعي لبعض الفئات في أمور كمخالفات البناء وغيرها حتى يشحنوهم ضد الدولة.

وشدد على وجود الجماعة في مصر انتهى منذ فترة طويلة، ولا تقدر الجماعة وعناصرها على القيام بأي نشاط إجرامي منظم، خاصة في ضوء تمكن أجهزة الأمن وفرض سيطرتها على المشهد برمته.

وتابع: أقصى ما يمكن للجماعة فعله هو توجه حربها الإلكترونية ضد الدولة المصرية ومحاولة تهويل المشهد وبعض أعمال العنف والبلطجة على أنها ثورة، على غير الحقيقة، حتى يوهم الغرب وأجهزة المخابرات التي تمولها باستمرار وجودهم في الواقع والمشهد المصري.

من سياق متصل، قال اللواء مجدي البسيوني، الخبير الأمني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن جماعة الإخوان الإرهابية ستستمر في إيجاد آليات واستراتيجيات جديدة في تطبيقها والتعامل بها، أهمها استمرار التوسع في تشكيل اللجان الإلكترونية المتخفية على مواقع التواصل الاجتماعي، والسعي لخلق حالة غضب، خاصة بعد الخسائر التي لاحقتهم بعد فشل دعوات التظاهرات التي دعا إليها الهلفوت محمد علي، ولكن الشائعات والفيديوهات المفبركة والأكاذيب ستكون خطة الجماعة الفترة القادمة.

وأكد البسيوني، في تصريح لـ«الدستور»، أن الجماعة الإرهابية ستستمر في اتباع سياسة الاحتكاك بالأمن؛ لتصوير بعض الأمور للخارج على أن الجيش والشرطة يتعاملان بعنف ولا يحترمان حق التظاهر، ويقومان بقمع المتظاهرين، فكل هذه السيناريوهات فشلت فشل ذريع في إحداث تأثير أو استجابة في نفوس المواطنين.