دراسة تربط بين الهرمونات ومخاطر الإصابة بأمراض المناعة
توصل باحثون أمريكيون في جامعة "ميتشيجان" الأمريكية إلى أن الاختلافات في الجنس البيولوجي يمكن أن تملى أنماط المرض مدى الحياة.
وتربط الدراسة الجديدة الروابط بين هرمونات معينة موجودة قبل الولادة، وبعدها بالاستجابة المناعية وتطور الأمراض المناعية مدى الحياة..
وتجيب الدراسة، التي نشرت في الإصدار الجديد لدورية Proceedings of the National Academy of Sciences، على أسئلة حول سبب زيادة تعرض الإناث لخطر الإصابة بالأمراض الشائعة التي تشمل أو تستهدف الجهاز المناعي مثل الربو والحساسية والصداع النصفي ومتلازمة القولون العصبي (IBS).. كما تفتح النتائج التي توصل إليها الدكتور"آدم موسر"، الأستاذ في جامعة "ميتشيجان"، الباب أمام علاجات وقائية جديدة.
وقال موسر "يُظهر هذا البحث أن هرمونات فترة ما بعد الولادة لدينا، وليس هرموناتنا الجنسية للبالغين، هي التي لها تأثير أكبر على خطر الإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالخلايا البدينة طوال العمر".. وأضاف "أن الفهم الأفضل لكيفية تشكيل الهرمونات الجنسية في الفترة المحيطة بالولادة لنشاط الخلايا البدينة مدى الحياة يمكن أن يؤدي إلى علاجات وقائية خاصة بالجنس للأمراض المرتبطة بالخلايا البدينة".
وأشار إلى أن "الخلايا البدينة" تعرف بخلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا مفيدًا في الجسم، حيث ينسقون خط الدفاع الأول ضد العدوى والتعرض للسموم ويلعبون دورًا مهمًّا في التئام الجروح.
ووفقًا للدراسة الحديثة، يعمل هرمون "الإندروجين"، في فترة ما قبل الولادة، على تنظيم الاختلافات الجنسية في الخلايا البدينة، حيث يعمل على تقليل حدة الحساسية المفرطة في مرحلة البلوغ".. ومع ذلك عندما تصبح الخلايا البدينة مفرطة في رد فعلها، فإنها يمكن أن تبدأ الأمراض الالتهابية المزمنة وفي بعض الحالات، الوفاة.. وقد ربط الباحثون، في السابق، بين الإجهاد النفسي ومستقبل الخلايا البدينة والاستجابات المناعية المفرطة في التفاعل.
وكان الباحثون قد اكتشفوا في السابق أيضًا الاختلافات الجنسية في الخلايا البدينة.. فقد وجد تخزين الخلايا البدينة الأنثوية للدهون، لتطلق المزيد من المواد الالتهابية، مثل البروتياز والهستامين والسيروتونين، مقارنة بالذكور.. وبالتالي، فإن الخلايا البدينة الأنثوية أكثر عرضة من الخلايا البدينة الذكورية لبدء الاستجابات المناعية العدوانية.. في حين أن هذا قد يمنح الإناث اليد العليا في حالات العدوى الباقية، وإلا أنه قد يعرض الإناث أيضًا لخطر الإصابة بأمراض الالتهاب وأمراض المناعة الذاتية.
وأكد الباحثون على أن القولون العصبي مثال على ذلك، حيث يعاني ما يقرب من 25% من سكان الولايات المتحدة منه، في الوقت الذي تشكل فيه نسبة الإصابة بين النساء نحو أربعة أضعاف الرجال.