رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكشف المبكر عن فيروس سي.. طوق نجاة لأرواح المصريين

فيروس سي
فيروس سي

تحت شعار "100 مليون صحة"، أطلقت الحكومة في 30 سبتمبر عام 2018 مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية، والتي استهدفت نحو 50 مليون مواطن مصري، وذلك في إطار خطة الدولة التي استهدفت الاهتمام أولًا بصحة المواطن والتخلص من الأمراض السارية التي ظل المواطن المصري يعاني منها سنوات طوال، وتسببت في فقدان الكثير من الأرواح.

استطاعت "الدستور" التواصل مع بعض المستفيدين من مبادرة "100مليون صحة" والذين مثل لهم فيروس سي كابوسًَا لمرض قاتل، إلا أن هذه المبادرة غيرت من مفهومهم له، واستطاعوا من خلاله النجاة من مرض ظل الشفاء منه أمرًا عصيبًا لسنوات طوال، كان من بين هؤلاء المستفيدين المواطن مجدي محمد عبد الرؤوف 62 عامًا وهو عامل بمجال صناعة الرخام بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، الذي قال عنها "لولا المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لم يكن باستطاعتي اكتشاف المرض"، موضحًا أنه دائمًا كان لا يهتم بصحته ولا بالكشف عنها، خاصة في ظل ضيق حالته الاقتصادية.

ولكنه يصف أن ما شجعه على الكشف في مبادرة التهاب الكبد الوبائي هو كونها بالمجان دون دفع أي نقود، كذلك أيضًا تأكيد الدولة المستمر على أن العلاج من المرض في حال اكتشافه أصبح أمرًا يسيرًا، لذا ذهب مجدي بالفعل حسبما وضح إلى إحدى الوحدات التي كانت متخذة من محطات مترو الأنفاق مقرًا، وأجرى التحليل الذي أكد حمله للفيروس.

يقول "وقتها سلمت أمري لله، وقررت تناول العلاج سواء أتى بنتيجة أم لا"، يستكمل: "وبعد انتظامي على تناول الجرعات المحددة لي لمدة 3 شهور عاودت مرة أخرى لإجراء الفحص عن المرض، ليخبرني الأطباء بشفائي تمامًا منه"، وهو الأمر الذي أشار إليه مجدي بأنه كان سببًا كبيرًا في سعادته وقتها إذ أنه يعلم تمامًا أنه في حال كان اكتشف إصابته بالمرض بعيدًا عن هذه المبادرة، كان لم يقدر على الإطلاق على توفير نفقات العلاج منه، إلا أنه حاليًا كما وصف شفي تمامًا من المرض دون تحمل أي أعباء مادية كانت هناك استحالة لتوفيره إياها.

كذلك الحاجة أمينة الجوهري أبوياسين 80 عامًا، من قرية تانداباسط مركز زفتى بمحافظة الغربية، هي الأخرى واحدة من مستفيدي مبادرة الكشف المبكر عن فيروس "سي"، والتي أكدت لـ"الدستور" اهتمامها بالمبادرة فور سماعها عنها قائلة "أول ما سمعت عنها فرحت جدًا، ودعيت أولادي وأحفادي للكشف فيها علشان أطمن عليهم"، موضحة أنهم هم أيضًا شجعوها للكشف كذلك بها، وذلك رغم كبر سنها وترددها في الذهاب بالبداية قائلة: "أنا كبرت ومبقاش فارق معايا"، إلا أنها أوضحت أن أولادها وأحفادها شجعوها للذهاب لإجراء الفحوصات، لتذهب معها حفيدتها الكبرى إلى إحدى الوحدات المتنقلة للكشف عن الفيروس وتجري التحاليل التي أثبتت إصابتها بالفعل بفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، موضحة أنه تم بعد ذلك صرف جرعة العلاج المخصص لها، وهي 3 جرعات لمدة 3 شهور متتالية.

تقول: "انتظمت في تناول الدواء خاصة بعد سماعي عن شفاء كثير من المرضى من الفيروس بعد انتظامهم على العلاج وهو ما شجعني على ذلك، مستكملة أنها وبعد انتهاء مدة الجرعات الثلاث ذهبت مثلما حدد لها الأطباء لإجراء الفحص مرة أخرى للكشف عن المرض، لتفاجأ أنها قد شفيت تمامًا منه، واصفة فرحتها وفرحة أسرتها بذلك "مكناش مصدقين"، وتستكمل "كان زمان الفيروس ده بيموت ناس كتير، دلوقتي الحمد لله بقى عامل زي دور البرد"، وتختتم بدعائها للرئيس عبدالفتاح السيسي باعتباره هو الراعي الرئيسي لمثل هذه المبادرات، قائلة: "اهتم بصحة الشعب وده أهم حاجة.. ربنا يبارك له ويحفظه".

الجدير بالذكر أن مبادرة 100 مليون صحة حققت نجاحات هائلة على مستوى الجمهورية إذ شملت 27 محافظة بالجمهورية، كما تم فحص 50 مليون مواطن أعمارهم أكبر من 18 سنة بمختلف المحافظات، كما تم الكشف عن فيروس سي بين 3.2 مليون طالب بالمرحلة الثانوية بالجمهورية، وتم فحص 5 آلاف شخص أجنبي ترددوا على المبادرة وحصلوا على جميع الخدمات الصحية، بالإضافة إلى تخصيص 309 نقاط مسح موزعة جغرافيا على جميع أنحاء الجمهورية للاستمرار في استقبال المواطنين.

أيضًا تم توفير 41 نقطة مسح بالمنافذ الجوية والبحرية والبرية لتقديم خدمات المسح للمصريين العائدين من الخارج، واكتشف نحو 2.2 مليون مواطن مصاب بالأجسام المضادة لفيروس سي، كما تم صرف علاج فيرس سى لــ 900 ألف مواطن مصري حتى الآن.