رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لتخفي تورط المعزول.. كيف تحمّل «الإرهابية» الدولة قضية سد النهضة؟

المعزول
المعزول

سعت قنوات ومنصات الإخوان الإرهابية بشتى الطرق لاستغلال قضية سد النهضة في محاولة لبث الكثير من الشائعات، وكذا محاولة إيهام الجميع بأن مصر ستعاني من العطش، بسبب عدم قبول إثيوبيا التفاوض وإصرارها على موقفها، مدعية أن الدولة المصرية هي مَن فرطت في حقها وأمنها المائي، بتَفاوضها مع أثيوبيا وعدم شن حرب ضدها.

ويبدو أن الجماعة الإرهابية تناست عمدًا تورطها في ملف سد النهضة، محاولة طوال الوقت إخفاء حقيقة إعلان أديس أبابا أولى خطوات بناء سد النهضة خلال فترة حكم الجماعة لمصر، بل بعد يوم واحد فقط من زيارة محمد مرسى إلى العاصمة الأثيوبية لحضور القمة الإفريقية، ففي 25 مايو 2013، زار المعزول إثيوبيا وبعد أن رتبت له أديس أبابا استقبالًا متواضعًا وباهتًا، ناقش مع مسؤوليها ملف النيل بشكل عام، وفقًا لما كشفه مصدر مقرب من الرئاسة في تصريحات صحفية حينها، ثم عاد إلى القاهرة 26 من الشهر ذاته.

وفى خطوة تعكس نظرة إثيوبيا لجماعة الإخوان واستهتارها بها، أعلنت بشكل أحادى ومفاجئ، وتحديدًا في 27 مايو أي بعد أقل من ٢٤ ساعة على عودة مرسي بدء تحويل مجرى نهر النيل رسميًا، في تقديم لتلك الخطوة 3 أشهر بعد أن كان مقررًا لها سبتمبر 2013.

وخرج وزير الري الإخواني حينها محمد بهاء الدين ليصرح بأن جماعته فوجئت من خلال وسائل الإعلام بأن إثيوبيا ستبدأ في بناء السد، زاعمًا أن رئيسه كان في أديس أبابا لحضور قمة الاتحاد الإفريقى فقط.

زعم الوزير الإخواني أن ما جاءت به أثيوبيا وقتها من خطوات جدية لتنفيذ بناء سد النهضة هو إجراء طبيعي ولا خطر منه على الأمن المائي المصري، داعيًا إلى إعطاء الأمور حجمها الطبيعي، وعدم الذعر مما حدث.

ولم يختلف موقف الرئاسة بالطبع، فأصدرت وقتها بيانًا طمأنينة مزيف، مدعيًا أن حصة مصر لن تتأثر بتحويل مجرى النهر، معتبرة أن أي مشروع هندسي على نهر النيل يتطلب تحويل المجرى المائي قبل البدء في أي إجراءات إنشائية.

في هذا السياق، يقول هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن جماعة الإخوان تجد قضية سد النهضة حاليًا ورقة للمناورة بها، وشغل المصريين بالقضية للضغط على الدولة المصرية بزعم تخوف المصريين من العطش والجفاف للتعامل مع الملف بـ«خشونة» وبخيارات عسكرية، مضيفًا أن قنوات الإخوان تحاول تشويه القيادة المصرية والتشكيك في انجازات المرحلة الحالية وجدواها بل والتشكيك في مؤسسات الدولة ومحاولة الطعن فيها، بجانب محاولات مستمرة لبث الإحباط واليأس وإثارة الفرقة والفتن بين صفوف الشعب.

وبطريقة خبيثة كعادة الجماعة دائمًا، تروج عناصر إخوانية، حاليًا، كذلك مقولة "إثيوبيا أهم من ليبيا"، زاعمين أن القيادة السياسية المصرية تتجاهل ملف سد النهضة وتركز فقط على التصدي لتركيا في ليبيا، ليخرج الإخواني الهارب أيمن نور في قناة المحظورة "مكملين" متحدثًا وكأنه خبيرًا في ملف سد النهضة سياسيًا وقانونيًا ليقول: «نحن أمام تهديد وجودي بدأ 15 يوليو 2020، الأمر أصبح أكبر من الفشل" لتكشف هذه التصريحات عن التناقض الكبير لدى نور الذى منذ هروبه إلى تركيا مع العديد من قيادات الجماعة الإرهابية، يزعم أن مصر لا تسعى لحسم ملف سد النهضة، ويدعو للحل العسكري على الرغم من مطالبته باستبعاد هذا الحل، عندما أُخذ رأيه في «الاجتماع الفضيحة» الذى عقده مرسى لمناقشة حلول الأزمة، وإذاعة هذا الاجتماع على الهواء مباشرة، ودعوته حينها إلى الضغط لتأخير التمويل والتنفيذ، للوصول إلى حلول بديلة، فقط، وليس هدم السد أو وقف استكمال بنائه، كما يطالب الآن.