رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة سيد مكاوي.. لحن لأم كلثوم فماتت وحاول العمل مع عبدالحليم وفشل

سيد مكاوي وأم كلثوم
سيد مكاوي وأم كلثوم

الفنان والملحن سيد مكاوي واحد من أهم الملحنين المصريين على مر العصور، وما تزال ألحانه وأغنياته عالقة في أذهان الجمهور، وكان الفنان المولود في 1929، بمنطقة الناصرية واحد من أصحاب الحظ العسر في مشواره الفني، فقد فقد بصره بعد وفاة والده، إلا أن ذلك لم يقف في طريق تحقيق حلمه أن يصبح أحد نجوم التلحين في مصر.

وقالت عنه كوكب الشرق أم كلثوم في إحدى الجلسات الخاصة، إنه "زكريا أحمد هذا العصر" وهو ما اعتبره سيد مكاوي مديحا كبيرا وشهادة كبيرة في حقه خاصة لمكانة زكريا أحمد في حياة السيدة أم كلثوم.

تقدم زكريا أحمد للإذاعة المصرية في 1951، بأغنية "يا مصر بروحي أفديكي"، وكان قبلها قد اشتهر بالتواشيح الدينية والقرآن الكريم، وصار بعد قبوله في اختبارات الإذاعة ملحنًا معروفًا ولحن لصباح ومحمد عبدالمطلب وليلى مراد.

أما حظه العسر فقد كان مع كوكب الشرق أم كلثوم، فقد غنت من ألحانه "يا مسهرني" وكانت البداية حينما حضر عازف الكمان أحمد الحفناوي إلى أم كلثوم وفقًا لما رواه سيد مكاوي في أحد اللقاءات التلفزيونية، ممسكًا بجريدة بها مقال للكاتب الصحفي رجاء النقاش "لماذا لا تغني أم كلثوم لسيد مكاوي؟".

أعجبت أم كلثوم بفكرة "النقاش"، وطلبت من الحفناوي، التواصل مع مكاوي ليحضر إليها، وفي الموعد المحدد كان سيد مكاوي حاضرًا بلحن وكلمات، ما جعل أم كلثوم تمازحه قائلة: "ده إنت جاهز بقى"، لتخرج أغنية "يا مسهرني" وهي الأغنية الوحيدة التي غنتها أم كلثوم من ألحان مكاوي، فلم يمهلهما القدر، فبالرغم من أن أم كلثوم قد أجرت بعض البروفات على أغنية "أوقاتي بتحلو" إلا أنها قد توفت في فبراير من العام 1975، ولم تعرضها في أحد الحفلات أو تسجلها كأغنية واعتزل مكاوي الجميع لفترة طويلة حتى أقنعته وردة بغناء الأغنية وأن يقدمها هو بصوته وهو ما حدث فيما بعد.

ولم يتوقف سوء الحظ برغم نجاح مكاوي، فقد كان من إحدى أمنياته التلحين للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وهو ما لم يحدث، وروى مكاوى في أحد اللقاءات التلفزيونية حكايته مع عبدالحليم حافظ، قائلا: "ظل سؤال لماذا لم يغن عبدالحليم حافظ من ألحاني يطاردني لسنوات، إلا أنني كنت أخشي على زملائي عبدالحليم حافظ كان له شلة من الملحنين وجميعهم أصدقائي، ولو وافقت على تقديم لحن له، فهذا يعنى أنني سأتسبب في وقف حال هؤلاء لمدة عام كامل حتى يقدموا لحنًا جديدًا للعندليب الأسمر، وهو ما رفضته لأنني أحب زملائي وأرفض وقف حالهم، حتى لو كان لدي رغبة للتعاون مع عبدالحليم حافظ".