رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سرقة الكتب هل هى حرام؟!».. سؤال لأنيس منصور لم يجد من يجيب عنه

سرقة الكتب
سرقة الكتب

«كان أستاذنا المستشرق الألماني باول كراوس يرى أن سرقة الكتب ليست حرامًا. ولذلك بعد انتحاره اكتشفنا أن لديه كتبًا استعارها من مكتبة الجامعة ومن مكتبات أخرى ولم يردها. لقد تعمد ذلك. ونصحنا أن نفعل مثله لأننا لم نبع هذه الكتب وإنما احتجنا إلى قراءتها. وقد نردها بعد ذلك».. هذا الإقتباس من مقال للأديب الراحل أنيس منصور نشر عام 2009 بجريدة «الشرق الأوسط» بعنوان «سرقة الكتب هل هي حرام؟!» يرصد خلاله واقعة محددة علها مدخل لظاهرة أكبر إلا هي سرقة الكتب، ومحاولًا الإجابة عن سؤال هل سرقة الكتب حرام أم لا ؟.

ولعل سؤال أنيس منصور لم يجد من يجيب عنه؛ خاصة وأنه بعد مرور 11 عام من طرحه تعرضت شقة كاتب وشاعر هو سيد يونس في حدائق أكتوبر وبالقرب من القرية الكونية وجامعة زويل للسرقة، وهي تضم مكتبته الخاصة التي يقدر عددها بخمسة آلاف كتاب قام بجمعها علي مدار ٢٠ سنة وأكثر؛ كما تضم أمهات الكتب والعديد من الكتب المتنوعة والمجلات وكتب الأصدقاء المهداه من كبار المفكرين والكتاب المصريين والعرب، الي جانب أرشيفه الخاص من صحيفة الأسبوع، ومجلدات من الصحف المختلفة التي كان يحتفظ بها من التسعينات.

سيد يونس قام بتحرير محضرًا بالواقعة فى قسم رابع أكتوبر برقم "1346" بحسب تصريحاته لـ"الدستور"، وان كان أغلب تعليقات أصدقائه على الخبر بحسابه بموقع "فيس بوك" كانت تعليقات ساخرة من الشخص الذى فعل ذلك والذى وصفوه بـ"الحرامي المثقف" الذي سرق مكتبة الشاعر الخاصة في وقت لم تعد فيه سرقة الكتب منتشرة.

_ مستشرق يسرق كتبا نادرة من مكتبة جامعة القاهرة

ويعد تاريخ السطو وسرقة الكتب حافل وممتد فى وطنا العربي، والعالم أيضًا، دعونا نرجع الى المستشرق باول كراوس الذى كان يستعير الكتب القيمة والكتب العربية النادرة من مكتبة جامعة القاهرة القديمة ولا يقوم بارجاعها للكلية، وكان أمين مكتبة جامعة القاهرة القديمة والد الفنان محمود رضا صاحب فرقة رضا للرقص الشعبي قد اكتشف أن كتبًا فريدة قد اختفت بعد مجيء باول كراوس وتردده على المكتبة، ما دفعه شكه أن يذهب إلي "باول" في بيته ومواجهته بذلك، وعندما واجه اعترف "باول" بذلك؛ قائلًا: لن أردها تستطيع أن تبلغ أمري للبوليس!»، وهو ما أكد عليه أنيس منصور أيضًا.

_ سفير سابق يسرق كتاب "كازانوفا"

سرقة الكتب لم تتوقف عند المستشرق "باول" بل انتقلت للأوساط الدبلوماسية، عندما ضبطت إحدي كاميرات المراقبة داخل إحدي المكتبات سفير المكسيك لدى الأرجنتين وهو يسرق كتاب عن «كازانوفا» والذى يعود للقرن الـ18.

تلك الواقعة كشفت عنها الصحافة العالمية، خاصة وأن الدبلوماسي السارق يبلغ من العمر 76 عامًا، وعمل باحثًا في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، وأمضى جلّ حياته العملية في دراسة العلوم السياسية ودور بلاده في العلاقات الدولية.