رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تطبيق «زووم» غرفة الاجتماعات السرية للإخوان.. واختراقه شبه مستحيل

تطبيق زووم
تطبيق زووم

يعد تطبيق "زووم" أحد أشهر برامج الفيديوهات المشفرة والمختصة بمكالمات الفيديو، ويمكن مشاركة المحادثة خلاله مع أكثر من ١٠٠ شخص حول العالم، وتعود أصول الشركة المالكة له إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ظهر التطبيق لأول مرة فى عام ٢٠١١، وبدأ انتشاره الفعلى عام ٢٠١٣، حتى تجاوز عدد مستخدميه في الفترة الأخيرة لأكثر من ٣٠٠ مليون شخص، بالرغم من الانتقادات التي طالته وكانت تتعلق بخصوصية المستخدمين.

أكدت العديد من التقارير استخدام تطبيق "زووم" على نطاق واسع من قبل الجماعات الإرهابية، فى ظل استخدام مكالمات الفيديو المشفرة، التى يستحيل اختراقها وتتبعها، وذلك ما جعل بعض الشركات الكبرى مثل "جوجل" تحظر استخدامه على موظفيها، بسبب وصفه بـ"إجراءات الخصوصية غير السليمة".

قبل أشهر قليلة، نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" البريطانية، تقريرًا شرحت فيه أسبابا عن قلقها من استخدام تطبيق "زووم"، محذرة من وجود زيادة كبيرة فى النشاط المتطرف لجماعة الإخوان عبر منصات التواصل الاجتماعي في بريطانيا، منوهة إلى استغلال أعضاء الجماعة أزمة فيروس كورونا فى ترويج الأفكار المتطرفة وتجنيد الشباب من خلال التطبيق.

تواصل "الدستور" في السطور التالية مع خبير البرمجيات وتكنولوجيا أمن المعلومات، المهندس مالك صابر، لتوضيح حقيقة استخدام تطبيق "زووم" في تنظيم اجتماعات سرية مغلقة بين أعضاء الجماعات الإرهابية، ومدى إمكانية اختراقه من قبل الجهات المعنية بأمن الاتصالات.

"تستخدم الجماعات الإرهابية هذا التطبيق الذي يساعدها على التخفى وعدم الظهور بهويتها الحقيقية، بهدف عقد اجتماعاتها المغلقة عليه فى سرية تامة، بعيدًا عن أعين الجهات الأمنية، وبالرغم من الثغرات التى تعرض لها التطبيق، إلا أن القائمين عليه عملوا على تطوير نظام الحماية الخاص به، ليكون من الصعب اختراقه مرة أخرى"، بحسب "مالك".

وعن "الثغرة" التي تعرض لها التطبيق قبل أشهر قليلة، أوضح "صابر" أنها كانت عبارة عن اختراق الغرف السرية الخاصة باجتماعات الفيديو، ما دفع مؤسسي التطبيق لتعديل آلية التسجيل فى تلك الغرف من خلال كود أو رابط خاص، ليكون التسجيل الجديد عبر «كلمة سر» لا يعلمها سوى مؤسس الاجتماع والمشتركين.

استكمل: "يستطيع أي شخص استخدام التطبيق كونه آمنًا حاليًا ومن الصعب اختراقه، بسبب نظام الحماية المفعل به، ما يمكن الجماعات الإرهابية من إخفاء هوية أعضائها، بجانب استخدامهم معلومات مزيفة تجعل من يتتبعها لا يستطيع الوصول إلى معلومة واحدة صحيحة عنهم".

"يمكن اختراق أى تطبيق إلكترونى من خلال استخدام ثغرة معينة"، يقول "صابر" إنه لا يوجد نظام حماية كامل فى جميع التطبيقات الإلكترونية، لكن فرصة الاختراق تقف عند وصول الشخص المخترق إلى ثغرة معينة يدخل من خلالها إلى أسس التطبيق والسيطرة عليه بشكل كامل.

لم يختلف رأي الباحث فى شئون جماعات الإسلام السياسى، سامح عيد، مع سابقه بشأن استخدام الجماعات الإرهابية تطبيق «زووم» فى تنفيذ العمليات الإرهابية وعقد الاجتماعات السرية، مشيرًا إلى استخدامهم لهذا التطبيق بالأخص من أجل تجنيد العناصر الجديدة وإجراء مقابلات حية معهم بالصوت والصورة قبل إمدادهم بالمهام الإجرامية.

تابع "عيد" حديثه مع "الدستور"، موضحًا أن التطبيق سهل الأمر كثيرًا على الجماعات الإرهابية، فهم لم يعودوا في حاجة لإجراء المقابلات الشخصية داخل أماكن سرية بعيدة عن أعين الحكومة، ومن الصعب أيضًا اختراق هذا التطبيق أو معرفة معلومة واحدة عن مستخدميه، بسبب وجود نظام حماية قوى لا يمكن اختراقه بسهولة، واستخدام أعضائه لكلمات سر لا يعرفها سواهم قبل الدخول إلى غرفة الفيديو، وبالتالى يستطيعون من خلاله مناقشة أمور الجماعة، وتقسيم المهمات الإجرامية فيما بينهم، دون أى تتبع.