رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتهاك الإبداع.. كيف حاولت «الإرهابية» السيطرة على قوة مصر الناعمة؟

الإرهابية
الإرهابية

كان الهدف الأبرز للجماعة الإرهابية عندما تولت حكم مصر هو السيطرة على الإبداع في مصر بمختلف أنواعه لاسيما استهداف الفن والثقافة والإعلام، معتقدين بذلك قدرتهم السيطرة على عقول الشعب المصري، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل.

انتفضت جموع الشعب والرموز الثقافية في مصر بعد مشهد تغطية تمثال أم كلثوم بالنقاب في ميدان الشهداء بالمنصورة في محافظة الدقهلية، إذ حاولت الجماعة الإرهابية طمس معالم الإبداع والفن وتشويه الهوية المصرية الممتدة لسنوات طوال.

وفيما أحرقت "داعش" العديد من المكتبات وهدم العديد من الآثار والقيم الفنية المتواجدة في بلاد الشام والعراق، حاولت "الجماعة الإرهابية" تنفيذه في مصر ولكن تصدى الشعب المصري لهم.

بدأت الجماعة الإرهابية تنفيذ مخططها في القضاء على الثقافة والفن في مصر بتشديد الرقابة على الأفلام والمسلسلات، فضلًا عن انتهاك الحريات والأفكار لكل رموز الفن والثقافة، وكانت تلك هي بداية الهجمة الإخوانية على الإبداع المصرية.

أما عن المسرح المصري فلم يتوقف الإخوان عن محاولة تخريبه، إذ تم الإعلان عن أعمال سينمائية وإنتاج فيلم عن مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا يكتبه السيناريست أيمن سلامة ويشرف عليه المحامي أحمد سيف الإسلام حسن البنا، إلا أن أيمن سلامة اعتذر عن كتابة هذا الفيلم وتسبب في إحراج كبير لمحسن راضي والإخوان عندما دشنوا لمؤتمر صحفي في "هيلتون رمسيس" للإعلان عن تفاصيل العمل فلم يحضر المؤلف وأصدر بياناً صحفياً يؤكد فيه اعتذاره عن أي تعاون مع هذه الجماعة وكان ذلك في 2008.

ومن أجل إحكام قبضة الجماعة الإرهابية قام المعزول محمد مرسي بتنصيب علاء عبدالعزيز وزيرًا للثقافة، الأمر الذي ثار عليه جموع المثقفين معتبرين هذا القرار تجريفًا للثقافة المصرية، ما أدى إلى اعتصامهم أمام مكتب الوزير الذي وصفوه بقتل الإبداع وتضييق الخناق على الفنانين والمبدعين.

لم تستجب حكومة الإخوان حينها لإرادة المثقفين والشعب، بل تفاقمت الأزمة بإقالة إيناس عبدالدايم من منصبها والتي كانت تشغل منصب رئيس دار الأوبرا المصرية حينها، وتعيين رضا الوكيل بدلًا منها، واستمر احتجاج رموز الفن والثقافة في مصر ضد مخططات تنظيم الإخوان الإرهابي.

وظهرت جبهة للدفاع عن الإبداع خلال حقبة الإخوان المسلمين، وشكلت بعض الضغط الذي أجبر محمد مرسي في 7 سبتمبر 2012 خلال لقائه بالمثقفين والممثلين أنه لن يضع قيدا على الفن والإبداع، إلا أن ذلك لم يكن إلا مجرد حديث من وحي الخيال لا يمت للواقع بصلة.

لم تعترف حكومة الجماعة الإرهابية برفض جموع الشعب قراراتها وكذا رفض مثقفين مصر وفنانيها تنفيذ مخططاتها من أجل مصالح الجماعة الإرهابية الخاصة، وضربت رأي الشعب عرض الحائط، وأقر الرئيس المعزول مرسي الإعلان الدستوري الذي أعطى له صلاحيات مطلقة وعدد من السلطات التشريعية مانعًا التعليق على قراراته.

ومن هنا تم الإعلان في عام 2013 في مؤتمر تم عقده بنقابة الصحفيين بالقاهرة عن تأسيس "جبهة الدفاع عن الثقافة المصرية"، لبدء مواجهة السيطرة على الثقافة في مصر ووضع حد للإهانة البالغة التي لحقت بالمثقفين المصريين من قبل عناصر الجماعة الإرهابية.

تم اتخاذ عدة قرارات في ذلك المؤتمر الذي ضم رموز الفن المصري وشخصيات ثقافية مرموقة؛ أبرزها رفض أخونة الإعلام والثقافة في مصر وكذا رفض علاء عبد العزيز الذي تم تنصيبه وزير الثقافة المصري آنذاك، بالإضافة إلى منع تنفيذ مخطط الإخوان المسلمين في أخونة الدولة المصرية.

وعليه خلص مؤتمر نقابة الصحفيين باتفاق كل الحاضرين على تأسيس "جبهة الدفاع عن الثقافة المصرية"، من أجل مواجهة ما يراه مثقفون وفنانون وائتلافات فنية وثقافية مصرية تضييقا على حرية الإبداع بعد وصول جماعة المسلمين للحكم.