رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: أصحاب «الأرجل الثقيلة» يحكمون الفترة الانتقالية في ليبيا

«تسوية الرباط»
«تسوية الرباط»

تبنى مجلس الأمن، الثلاثاء، قرارًا يدعو للالتزام بحظر الأسلحة المفروض على ليبيا وإخراج جميع المرتزقة من أراضيها، في إشارة واضحة للمليشيات التي ترسلها تركيا إلى ليبيا.

قرار مجلس الأمن يلقي بظلاله على تطورات الوضع في ليبيا التي بدأت في التحول بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية نحو فرض حل سياسي يقوم على توزيع السلطة؛ حيث اختتمت الأطراف الليبية، الخميس الماضي، اجتماعاتها في جنيف بالتوصل إلى عدة توصيات بينها نقل مقار الحكومة الرئيسية والبرلمان إلى مدينة سرت.

وأعلن مركز الحوار الإنساني، وهو منظمة خاصة تستعين بها الأمم المتحدة لاستضافة حوارات الليبيين، أنه جرى التوصية بمهلة زمنية عام ونصف العام لإعداد الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وتأتي هذه التحولات القوية تجاه الحل السياسي بناءً على الحلحلة التي أبدتها حكومة الوفاق في موقفها بمشاركتها في اجتماعات الرباط بحضور وفد منها إلى القاهرة خلال الأسبوع الماضي للتشاور حول حل الأزمة.
توصيات جنيف نصت على تشكيل سلطة تنفيذية من مجلس رئاسي مكون من رئيس ونائبين، وحكومة وحدة وطنية مستقلة عن المجلس الرئاسي، وتوصل الليبيون المشاركون في الاجتماعات التشاورية بسويسرا إلى طلب مرحلة تمهيدية للحل الشامل.
وتزامنًا مع مشاورات الليبيين في سويسرا، احتضنت العاصمة المغربية الرباط، محادثات ليبية جرى التوصل إلى تفاهمات مهمة خلال جلساتهم المغلقة.
وحلل خبراء لـ"الدستور" الوضع الراهن في ليبيا، وموقف المرتزقة بعد التوصل إلى اتفاق بين الأطراف، وكذلك رؤيتهم للدور التركي هناك.

◄أحمد عليبة: ممثلة الأمم المتحدة في ليبيا تعلن توزيع المناصب نهاية الشهر


اجتماعات المغرب تتعلق بالمناصب والأجهزة السيادية، رؤية أكدها الخبير في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أحمد عليبة، مشيرًا إلى أن الأسبوع الأخير من سبتمبر الجاري سيتم الإعلان عن المؤهلين لتولي هذه المناصب من خلال الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، بالاتفاق مع المستشار عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة، كما جاء في المادة 15 من الاتفاق السياسي في الصخيرات.

وأضاف عليبة، أن ليبيا على أعتاب مرحلة انتقالية جديدة والوجوه الليبية الموجودة على الساحة في حالة تنافس، خاصة أن هناك مناصب ستستحدث ومواقع سيتم تقليصها.

"نوع من المناورة"، هكذا وصف عليبة الضبابية المخيمة على استقالة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ويرى أن هناك سيناريوهين للأمر، وهو تقديم استقالته في الوقت الراهن - وفي تقديره الشخصي- يرى أن استقالة السراج ستربك المشهد لأن ليبيا بصدد ترتيبات انتقالية، وخروجه سيعزز التنافسية، أما في حالة عدم استقالته، فالأمر سيحتاج إلى تسوية، فهل سنرجع إلى نوابه، أم سنذهب إلى اتفاق على تشكيل جديد للرئيس ونائبيه بالتوافق، وفي هذه الحالة لا يمكن أن تكون هذه التوافقات بمعزل عن المسارات الأخرى التي تم الاتفاق عليها في جنيف.

وأكد عليبة أن المرتزقة الموجودين في ليبيا مستمرون طالما تركيا مستمرة، لافتا إلى أن الحل يكمن في المجتمع الدولي وعلى تركيا الخروج من ليبيا، مشيرًا إلى أن خروج تركيا سيكون أساس المرحلة الانتقالية.

وأضاف: "مسألة سحب تركيا مرتزقتها من ليبيا ليس لها أي ضمانات حتى الآن، وبالتالي فالمرتزقة والمليشيات معضلة المرحلة الانتقالية، وأحد مفخخاتها".

◄مصطفى قدربو: طرابلس تحولت إلى قبلة للإرهابيين والأتراك

من ناحيته، قال الصحفي الليبي، مصطفى قدربو، إن هناك صراعا دائرا على السلطة في ليبيا والقبائل الليبية ضد حكومة الوفاق غير الشرعية، وكل التنظيمات التي تتبعها، وكذلك ترفض التعامل بشكل كامل مع الخطاب القطري والتركي، مشيرًا إلى أن القبائل الليبية تعتبرهم مقاولين من الظاهر لمقاولين آخرين من الباطن، يتصدرون لعبة "الأرجل الثقيلة".

وأضاف قدربو، أن اجتماعات المغرب بمثابة محاصصة وتقسيم حقائب، لافتًا إلى وجود مشروع خفي لجعل سرت منطقة خضراء إلى جانب أن هناك دعوات للانفصال والعودة لمربع الخمسينيات وتقسيم ليبيا إلى أقاليم وهو ما يرفضه أبناء ليبيا.

وحول المرتزقة والدور التركي في ليبيا، قال قدربو إن المليشيات سينتهي وجودها في الوقت الذي ينتهي تمويلها، إلا أن طرابلس تحولت إلى وكر ينتقل إليه المرتزقة وكبار العسكريين القطريين والأتراك، مشيرا إلى أن دور تركيا مرهون بالاتفاق الأمريكي - الروسي.
◄عمدة قبيلة الجمعيات: مهمة الخبراء ليست توزيع المناصب
ويرى ضيف نافع بركات عمدة قبيلة الجمعيات في عموم ليبيا، أن مهمة الخبراء ليست توزيع أو تقسيم المناصب.
وقال إن اجتماعات المغرب كان على الأطراف فيها الاكتفاء بالاتفاق على إعادة ضخ النفط من حقول الهلال النفطي والحديث عن نزع السلاح من المليشيات ووقف التدخل الأجنبي، مع دعوة كل مكونات المجتمع الليبي لعقد لقاء وطني يطرح مبادرة للإصلاح والمصالحة الوطنية تنطلق من الرؤية المصرية الحريصة على وحدة ليبيا وشعبها وصيانة ثرواتها الطبيعية، وإنهاء الاحتلال والتدخل الأجنبي وحل جميع الميليشيات ونزع سلاحها.