منير عتيبة: كورونا سيعيد للأدب موضوعات الأوبئة والمؤامرة وفناء العالم
تسببت أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 في تعطل الكثير من مناحي الحياة، ومن هنا قرر الكاتب والقاص منير عتيبة إلقاء حجرًا في البركة الراكدة عن طريق تقديم برنامج "سرد خانة" الذي حقق انتشارًا وحضورًا كبيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وساهم لحد كبير في عودة النشاط الأدبي.
"الدستور" التقت الكاتب منير عتيبة للتحدث حول فكرة البرنامج:
- كيف كانت الفكرة والبداية في "سرد خانة" ؟
(أفكر منذ فترة طويلة في هذه الخطوة ولكن ظروفا كانت تؤخرني، حتى استقر عزمي أنا وصديقي الروائي والباحث محمد غنيمة على أن نبدأ، فهو الذي يقوم بالتصوير والمونتاج، وأنا أعد الحلقات وأقدمها، والحمد لله كونا ثنائيا متناغما، ومنذ أول حلقة وجدنا تجاوبا كبيرا من جمهور اليوتيوب والفيسبوك، مما شجعنا على الاستمرار، مع العلم أننا لم نبدأ بإذاعة أول حلقة إلا وكنا قد كتبنا كل حلقات الموسم الأول من البرنامج وصورنا أربع حلقات منه.
- وماهي رؤيتك لهذا النشاط وتجلياته في الواقع الافتراضي ؟
العالم الافتراضي عالم مواز كامل بذاته، ولا ننكر أن توقف الأنشطة في العالم الواقعي أدى إلى مزيد من الاهتمام بالعالم الافتراضي فتألقت أنشطة عديدة مثل ما قدمته وزارة الثقافة ممثلا في المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي لثقافة الطفلة وهيئة الكتاب، وفي الإسكندرية برز نشاط مركز الإبداع، إضافة إلى نشاط مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية في العالم الافتراضي وتعاونه مع مختبرات أخرى مثل مختبر السرديات العراقي والأردني.
- وكيف ترى مؤثرات أزمة كورونا على رؤى الأدب آنيا ومستقبلا؟
كورونا أثرت على العالم كله، على النشاط الثقافي والاقتصادي والحياة الاجتماعية، حيث أصبحت حياة الإنسان مقابل نشاطه، فاخترنا الحياة، لكن في المقابل الإنسان لا يقف مكتوف الأيدي ولا يصبح خاملا بل يبحث عن سبل أخرى لمواصلة الحياة بدون فقدها.
وأنا أعتقد أن كورونا سيعيد إلى الصدارة الموضوعات الخاصة بالأوبئة، والمؤامرة الكونية، وفناء العالم، سواء في الرواية أو غيرها، لكن أن يتغير شكل الكتابة نفسه فهذا لا أتوقعه بهذه السرعة وإن كان لا شئ غير وارد.
- وهل تغني برامج الواقع الافتراضي بتعدد آلياتها وأشكالها، عن ماهيات الأدب المقروء والكتاب الورقي؟
لكل عمل ومجال نشاط حدوده ومزاياه وعيوبه ومردوده، لذلك أعتقد أن النشاط في العالم الافتراضي لن يغني عنه في العالم الواقعي والعكس صحيح، ولكن سيكمل أحدهما الآخر، أنا مع فكرة التكامل وليس النفي.