«السم في العسل».. كيف حاول ياسين أقطاي مغازلة مصر بعودة العلاقات؟
"ظاهره سلام وباطنه حرب"، هذه هي الجملة التي تنطبق على ما تفوّه به ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، خلال لقائه الأخير في برنامج "البوصلة" على قناة الأمهرية، حيث خرج علينا بتصريحات تخدعك للوهلة الأولى أن تركيا تسعى للسلام، والتقرب من مصر بينما كان باطن هذا الكلام تناقضات وشرورا وحقدا تجاه مصر.
«من أجل السلام»
تركيا تذهب إلى ليبيا من أجل السلام وليس الحرب، هذا هو عنوان المقال الذي كتبه ياسين أقطاي على موقع يني شفق، الذي حمل أيضًا تناقضات وأكاذيب، دسّ خلالها السم في العسل، حيث قال إن تركيا دخلت إلى ليبيا بناءً على طلب حكومة الوفاق، والحقيقة لم يجرؤ ياسين أقطاي على القول بالحقيقة، حيث تغافل عنها عمدًا؛ فتناسى أن حكومة الوفاق غير شرعية وانتهت ولايتها في ديسمبر 2017، طبقًا لاتفاق الصخيرات.
«مساومة مصر»
غباء ياسين أقطاي السياسي، جعله يُدخل مصر في مساومة واضحة، فبينما انتقد تدخل مصر في الأزمة الليبية، تناسى تدخل تركيا في الجزيرة القبرصية عسكريًا في يوليو من عام 1974، وهو ما يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي في تنظيم العلاقات بين الدول، فبينما كان يتحدث عن عدم خلاف تركيا مع مصر واعتراضها فقط على تدخلها في الأزمة الليبية، لم يذكر أن مصر تدافع عن أمنها القومي الذي تعد ليبيا أحد أركانه، وكأن تركيا - في عقله- لم تفعل شيئًا تجاه جيرانها ! ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط.
«نحتاج إلى تطوير العلاقات المشتركة مع مصر»
قال ياسين أقطاي، في تصريحات صحفية، إن العلاقات بين مصر وتركيا لم تعد كما كانت، مضيفًا: "لكن هناك علاقات متبادلة بين الدولتين، وهذه العلاقات لم تنقطع، ولا بد أن يكون هناك اتصال وتواصل مستمر بينهما، وأعتقد أن كلا الطرفين مهتمان بهذا المستوى من العلاقات"، مشددًا على أن "المصالح المشتركة بحاجة للتركيز عليها، ونحتاج إلى دراستها وتطويرها"، وهو ما اعتبره الساسة العرب مغازلة واضحة لمصر لكن تظل "على استحياء".
«تركيا ضد الانقلابات»
أضاف ياسين أقطاي، أن تركيا ليست عدوًا لمصر، قائلًا: "بالتأكيد هناك خلافات سياسية بيننا، لأننا ضد الانقلابات - وهذا أمر مبدئي بالنسبة لنا - ونحن مع حقوق وكرامة الإنسان، وبلا شك سنصر على ذلك، ولا أحد ينتظر من تركيا أن تتخلى وتتنازل عن الموقف"، لكن يبدو أن ياسين أقطاي تجاهل متعمدًا أسباب ثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها من سُدة الحكم، حيث خرج ملايين المصريين في 30 يونيو مطالبين الجيش بالتدخل لإنقاذ مصر من الجماعة الإرهابية واستجاب الجيش المصري بالفعل بعد مناشدة الشعب له، فكيف يمكن إطلاق مصطلح "انقلاب" على ثورة شعبية دعمها الملايين لإنقاذ بلدهم؟.
ياسين أقطاي تحدث عن كرامة الإنسان وحقوقه، لكنه أيضًا لم يتحدث عن أعداد المعتقلين بسبب "الرأي" في تركيا، وكيف لأشخاص عارضوا أردوغان معارضة صريحة وكان مصيرهم السجن والقتل، إذًا كيف لياسين أقطاي أن يتحدث عن حقوق الإنسان بينما لم تُقدّر بلاده حق واحد من هذه الحقوق.