رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورنو «بن لادن».. تبرير قطرى



فيلم وثائقى جديد عنوانه «بن لادن.. القرص الصلب»، عرضته قناة «ناشيونال جيوجرافيك» الأمريكية، أمس الأول الخميس، سلّط الضوء على المواد الإباحية التى كانت على القرص الصلب «Hard disk» لجهاز الكمبيوتر الخاص بأسامة بن لادن، الذى صادرته القوات الأمريكية، فى مايو ٢٠١١، بعد تصفية مؤسس وزعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابى.
الكشف عن وجود أفلام ومواد إباحية لدى زعيم تنظيم القاعدة ليس جديدًا، فقد سبق أن نشرت وكالة «رويترز» تقريرًا عنها، وأشار إليها مايك بومبيو، فى تصريحات تناقلتها وسائل إعلام عديدة منذ سنوات، ووقتها كان مديرًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه»، قبل أن يتولى منصب وزير الخارجية. ولا تزال طريقة حصوله على هذه المواد، غير معروفة، لأن الوصول إلى شبكة الإنترنت لم يكن متاحًا فى المجمع السكنى الذى كان زعيم القاعدة يتحصن به.
الوثائقى الجديد، أعده بيتر بيرجن، محلل شئون الأمن القومى بشبكة «سى إن إن»، وطوال ساعة كاملة، لم يقدم أى تفاصيل جديدة عن شخصية بن لادن، باستثناء محاولة تبرير وجود تلك المواد الإباحية، بأن زعيم القاعدة كان يستخدمها لنقل رسائل مشفرة إلى أعضاء التنظيم، وهو طبعًا تبرير عجيب وكوميدى، لا يختلف عن محاولات الإخوان وعبيد أردوغان، تبرير سقطات وجرائم قادتهم وخليفتهم، بأنها مكر ودهاء!.
الثابت هو أن زعيم تنظيم القاعدة، كان نرجسيًا مهووسًا بشكله، واعتاد على صبغ لحيته كى يبدو أصغر سنًا، ما يرجّح تفسير ريد ميلوى، المستشار السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذى أكد أن بن لادن كان «شخصية عادية» رغم مظهره التقى، الذى رسمه لنفسه، واستشهد بالقول الشائع: «البيولوجيا تتفوق على الأيديولوجيا».
هذا القول الشائع يؤكده تاريخ الإرهابيين، المتأسلمين، الطويل مع الانحرافات الجنسية، الذى يبدأ بعبدالحكيم عابدين، زوج شقيقة حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، ولا ينتهى بحفيد الأخير، طارق رمضان، الذى يوصف بأنه «مفكر إسلامى» وتجرى محاكمته الآن فى فرنسا، عن جرائم اغتصاب عديدة، وبين زوج شقيقة مؤسس الجماعة وحفيده، كانت هناك مغامرات وحواديت، يمنعنا ضيق المساحة، من التوقف عندها، أبرزها مأساة نجل الرئيس الإخوانى المعزول، محمد مرسى، الذى راح ضحية جرعة زائدة من المخدرات والمنشطات الجنسية بعد ليلة حمراء، أو سوداء، قضاها مع عاهرة بالأجر، غير أن العجب من تبرير فيلم «ناشيونال جيوجرافيك» العجيب، أو الكوميدى، سيبطل أو سيزول لو عرفت أن صانع الفيلم عميل أو أجير قطرى.
يكتب بيتر بيرجن فى جريدتى «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» الأمريكيتين، و«الجارديان» البريطانية، وله عدة كتب عن الإسلام السياسى، أبرزها كتابه «أسامة بن لادن الذى أعرفه»، الصادر سنة ٢٠٠٦، والذى يرصد فيه التحولات الدراماتيكية فى شخصية زعيم القاعدة، وكيفية تحوله من طفل مهذب خجول ورجل يمتلك كل شىء إلى قائد لأعنف تنظيم إرهابى، مطارد، خائف، ومكروه من الجميع. وقبل صدور هذا الكتاب بأحد عشر عامًا، ذهب بيرجن إلى أفغانستان، وأجرى أول حوار تليفزيونى مع «بن لادن» لقناة أمريكية أو غربية.
الأهم من ذلك، هو أن بيتر بيرجن كان واحدًا من أربعة عملاء، أو أجراء، كشف تقرير نشرته مجلة «كونسيرفاتيف ريفيو»، Conservative review، فى أبريل ٢٠١٩، عن قيام العائلة الضالة، التى تحكم دويلة قطر بالوكالة، باستئجارهم، وتمكنت عبرهم من اختراق شبكة «سى إن إن»، التى اعتادت على استضافتهم لتحليل والتعليق على أحداث وقضايا منطقة الشرق الأوسط، بزعم أنهم يدلون بآرائهم بنزاهة ودون انحيازٍ لأى طرف، فى حين أنهم ينحازون، بشكل فج، للنظام القطرى، ويقومون بالترويج لمزاعمه وتبرير سياساته وعلاقاته بالتنظيمات الإرهابية والأنظمة المارقة، دون أن يفصحوا عن ارتباطاتهم المالية بتلك الدويلة.
بالإضافة إلى أنه أدار حلقات نقاشية فى منتدى الدوحة، الذى ينعقد تحت رعاية الأستاذة موزة المسند، والدة الفتى تميم بن حمد، فإن بيتر بيرجن يحاضر بانتظام فى مؤسسات وجامعات تمولها تلك العائلة الضالة، مثل فرع جامعة «جورج تاون» فى العاصمة القطرية، كما أنه يعمل أستاذًا فى جامعة «أريزونا ستيت»، أكثر الجامعات الأمريكية تلقيًا للأموال القطرية، وأكثرها استضافة للطلاب القطريين، الذين ترعاهم مؤسسات حكومية قطرية.
.. وأخيرًا، بات فى حكم المؤكد أن هناك تناقضات بين الصورتين، المعروفة والخفية، لقادة التنظيمات الإرهابية وأعضائها البارزين، وحدث، مثلًا، أن قام محمد يتيم «٦٤ سنة»، وزير التشغيل «العمل» المغربى، فى سبتمبر الماضى، أى منذ سنة بالتمام والكمال، بنشر صورة لمؤخرة أنثوية عارية من «النوع المعتبر»، فى حسابه على «فيسبوك». وكعادة، قيادات جماعة الإخوان، التى ينتمى المذكور إلى فرعها فى المغرب: حركة التوحيد والإصلاح، أصدر بيانًا، انتقد فيه من التقطوا الصورة، من حسابه، وبنوا عليها أحكامًا واتهامات مغرضة!.