نقيب الفلاحين يكشف: مرض خطير يهدد زراعة الموز على مستوى العالم
قال محمد عبدالستار النقيب العام للفلاحين الزراعيين، إن الموز واحد من أهم أنواع الفاكهة في العالم، ويعد غذاء رئيسيا لملايين المستهلكين، إلا أن بعض العلماء اكتشفوا مؤخرا مرضا خطيرا يهدد مزارع الموز على مستوى العالم، يطلق عليه «تي أر 4» إذ لوحظ وجود الفطر في مزارع الموز في الأردن عام 2013، ثم انتشر في مزارع موزمبيق في قارة أفريقيا، وفي عام 2019 وصل المرض إلى كولومبيا مركز إنتاج الموز في أمريكا الجنوبية، ويعد أسوأ جائحة زراعية في التاريخ، أصابت قطاع الموز بخسائر فادحة.
وأوضح نقيب الفلاحين فى تصريحات له اليوم، أن سرعة انتشار هذه السلالة من «تي أر 4» أو ما يسمى بمرض بنما، أو الذبول الفطري، يرجع إلى أن العدوى تنتقل قبل ظهور الأعراض، كما هو الحال مع فيروس كورونا، فقد يبدو النبات المصاب سليما لما يصل إلى سنة بعد الإصابة ثم تظهر عليه علامات الإصفرار وذبول الأوراق، لكن عندما تظهر هذه العلامات، يكون المرض قد انتشر بالفعل في التربة عبر الأحذية والنباتات والآلات والحيوانات من مكان لآخر.
وكشف نقيب عام الفلاحين، عن ظهور هذا المرض الذي يسببه أحد أنواع الفطريات منذ 30 عاما، وألحق خسائر فادحة بمزارع الموز، لكنه أصبح أسرع انتشارا خلال العقد الماضي، إذ انتقل من آسيا إلى أستراليا والشرق الأوسط وأفريقيا ووصل مؤخرا إلى دول أمريكا اللاتينية، التي تأتي منها معظم واردات الدول الواقعة شمال الكرة الأرضية من الموز، ورُصد انتشار هذا الفطر حتى الآن في 20 دولة، وسط مخاوف من أن يتحول إلى جائحة عالمية تؤدي إلى نقص الفاكهة المفضلة عالميا، ويسابق العلماء الزمن لإيجاد حلول لاحتواء هذا المرض، منها إنتاج موز معدل وراثيا ولقاح، وبدأ العلماء بالبحث في أصول الموز الحديث، إذ يكشف تاريخه عن عواقب تجاهل هذا المرض.
وأشار عبدالستار إلى أن أحد الباحثين في صحة النباتات بجامعة واغنينغن في هولندا، قال إن شدة الخسائر التي تسبب بها هذا الوباء يرجع إلى الاعتماد على زراعة صنف واحد فقط من الموز، ورغم أن زراعة صنف واحد من الموز على نطاق واسع كان مربحا ماليا، إلا أنه قد مهد الطريق لتفشي المرض، إلا أن التعديل الوراثي للموز قد يوفر حلا مؤقتا لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، لكنه لن يعالج جذور المشكلة المتمثلة في اعتماد قطاع بأكمله على صنف واحد مستنسخ من الموز، والحل هو تنويع محاصيل الموز لتصبح أكثر مقاومة للجوائح مثل "تي أر 4"، وأشار إلى أن هناك مئات الأنواع من الموز التي يمكن زراعتها حول العالم.
ويعلق المزارعون آمالا كبيرة على ظهور صنف من الموز قادر على تحمل عمليات النقل أثناء التصدير في السنوات الخمس أو العشر القادمة، لكن بعد تفشي جائحتين في القرن الماضي، يتعين على القطاع إثراء الأصول الوراثية لمحصول الموز.
وتعتمد مزارع الموز في الوقت الراهن على نمط الزراعة الأحادية، الذي يهيئ الفرص لانتشار جميع الأمراض في مزارع الموز وليس "تي أر 4" وحده. وقد يُرش الموز بمبيدات الفطريات من 40 إلى 80 مرة في موسم الزراعة الواحد، وهو ما يؤثر على مجتمعات الكائنات الحية الدقيقة في التربة، وتشير بعض التقارير أن المزارع التي تستخدم أساليب الزراعة العضوية كانت أقل تضررا من مرض "تي أر 4" مقارنة بنظيرتها التي تستخدم الزراعة الأحادية، لأن مجتمعات الكائنات الدقيقة في التربة استطاعت أن تقاوم العدوى.