«متصدقهمش».. الكشري والطعمية أكلات مصرية 100%
في الأشهر القليلة الماضية انتشرت على بعض منصات مواقع التواصل الاجتماعي معلومات مغلوطة تبنتها بعض المواقع والأشخاص، تهدف للتشكيك في نسب العديد من الأكلات المصرية المعروفة في مختلف دول العالم في كونها من المطبخ المصري، وإرجاع أصلها إلى دول أخرى وأنها نقلت بلمسات مصرية أو أنها نقلت كليا واشتهرت في المحروسة.
كل ذلك أثار غيرة سميرة عبد القادر، السيدة الثلاثينية، التي تهوى الطبخ والقراءة حول تاريخه ولديها معلومات تنسف كل تلك الادعاءات فقامت بتدشين حملة أسمتها "توثيق المطبخ المصري"، واستخدمت المنصة ذاتها "فيسبوك" لنشر المعلومات الصحيحة مقرونة بمصادر تاريخية وأبحاث علمية.
و قالت سميرة لـ«الدستور»:"أنها تفاجأت من كم المعلومات المغلوطة التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول خروج الكثير من الأطعمة المشهورة بمصريتها عن كونها من المطبخ المصري، وهو ما اعتبرته تزويرا وتزييفا لتراثنا، حتى أثناء سفرها للخارج لم تجد أثرا واضحا للمطاعم المصرية في البلاد غير العربية ولا أحد يعرف شيء عن المطبخ المصري، حتى المصريون حيث يعاني أغلبهم من انعدام الثقة في كون مصر لديها أكلاتها المميزة بخلاف دول أخرى تقوم بمحاولة نسبها إليهم، وتابعت "كتير من الناس بتقول أن الأكل المصري مش حلو ومش هيعجب حد، أو حتى إننا ما ينفعش نروج للمطبخ المصري لأن أكلاتنا كلها أصلها مش مصري، مما دفعني لتدشين المبادرة بهدف التعريف بالمطبخ المصري، وأحاول اتخاذ قرارات جدية لتوثيقه دوليًا".
وأضافت:" ترديد هذا الكلام سواء من الطهاة المشهورين وبعض الصحف، التي تنسب أنواع من الحلوى مثل البسبوسة، وحتى الكشري التي أصبح يردد أن أصله هندي، وهو ادعاء كاذب حيث ان خلط البقوليات مع بعضها كان من أساسيات الطعام عند قدماء المصريين، كما أنه في العصور الإسلامية خلط الأرز مع العدس والحمص كانت من الأكلات المنتشرة جدا في مصر، وفي القرن الثامن عشر كان خلط الأرز مع العدس سواء الأصفر أو الأسمر منتشر في مصر، من قبل الاحتلال البريطاني ومع الوقت دخلت باقي الإضافات لتكون الطبق المعروف في وقتنا الحالي بهذا الاسم".
وتابعت "أن محاولة سلخ هذه المأكولات من هويتها الحقيقة وعدم الاهتمام بتصويب هذه الادعاءات التي تمس التراث المصري، كل ذلك يرسخ في أذهان معظم الشعب أن تراثنا فقير تاريخنا مزور وأصبحت الروح الانهزامية تسيطر عليهم، وتجعل تقبلهم لأي تشكيك سهلا وعندما يهتم أحد بالتصويب نقابل بسيل من التسخيف والتهوين، مضيفة:"و كأن التشكيك طول الوقت مش هيافة لكن الرد هيافة، وطبعا الحديث عن أصول الطعام مش هيافة لأنه هوية وتاريخ وتراث".
"الطعمية مش مصرية.. دا اللي ناقص"بهذه العبارة وصفت السيدة " سميرة" ادعاء آخر من بعض الأخوة من سوريا ولبنان وفلسطين يشكك في كون الطعمية شامية الأصل، حتى ان الكيان الصهيوني حاول نسبها إليه، لكن قام أحد الطهاة المصريين ويدعى مصطفى رفاعي بالاشتراك في مسابقة عالمية لإثبات أن الطعمية اصلها مصري وأنها الأفضل مذاقا وبالفعل استطاع الفوز بالمسابقة، وأشارت:إلى أن البصارة من الأكلات المصرية اللي تسللت للمغرب العربي في العصر الفاطمي، وحاولت المغرب توثيقها مع ان في كل كتب علوم المصريات معروف أن البصارة من اقدم واشهر الأكلات عند الفراعنة كذلك الفطير المشلتت، الذي أصبح منتشرا في تركيا وهو أصله مصري".