رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سينما مصر» عرض يناقش الهوية المصرية ومكوناتها

سينما مصر
سينما مصر

استقبل مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية٬ أولي ليالي عودة عرض "سينما مصر" والمقرر أن يستمر حتى 26 أغسطس الجاري٬ العرض رؤية وإخراج الفنان خالد جلال٬ ومن إنتاج صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة.


يعد العرض الأضخم فى أعداد الطلبة بالمركز، حيث يشارك فيه نحو 70 طالبًا، ويتناول تقديم رؤية حديثة لنحو 45 مشهدًا من كلاسيكيات السينما المصرية.

ينطلق العرض من المشهد الذي تصرخ فيه فاتن حمامة "نادية" في فيلم "الليلة الأخيرة" متسائلة عن هويتها ومن تكون وهل هي نادية أم فوزية؟، وهو السؤال الذي طالما طرحه العديد من المثقفين والمفكرين المصريين عن هوية مصر، وهل هي متوسطية كما ذهب ونادي الدكتور طه حسين٬ أم قبطية مصرية كما ذهب الدكتور لويس عوض٬ أم عربية كما طالب العروبيين بدءًا من الخمسينيات٬ أم أنها نتاج للأبعاد الأربعة:( البعد الآسيوي٬ البعد الأفريقي٬ البعد النيلي٬ البعد المتوسطي) وتفاعل هذه الأبعاد والنظائر الجغرافية٬ كما وضحها الدكتور جمال حمدان في أعماله الفكرية المتعددة.
الإجابة تتضح رويدا رويدا مع كل مشهد من المشاهد الــ45 التي قدمها العرض وضمت باقة من أروع مشاهد السينما المصرية٬ خاصة أفضل مائة فيلم في تاريخها٬ من بينها: بداية ونهاية٬ رد قلبي٬ شيئ من الخوف٬ بين القصرين٬ جعلوني مجرمًا٬ شفيقة ومتولي٬ ابن حميدو٬ إسماعيل ياسين في الأسطول٬ إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين٬ سكر هانم٬ الحفيد٬ عرق البلح٬ زقاق المدق٬ غرام في الكرنك٬ المصير٬ أغنية على الممر٬ غزل البنات٬ الكيت كات٬ دهب٬ الناصر صلاح الدين٬ آه من حواء٬ الزوجة الثانية٬ صغيرة على الحب٬ معبودة الجماهير٬ المليونير٬ سلامة في خير٬ أضواء المدينة٬ مطاردة غرامية وغيرها من روائع السينما المصرية التي شكلت وجدان العديد من الأجيال وما زالت حتى اليوم.
اللافت في العرض، قيام كل أبطاله تقريبًا بلعب دور نادية وشاكر٬ فمع كل مشهد سينمائي جديد تظهر نادية وشاكر يقدمهما ممثلين مختلفين عن سابقيهما٬ كما تتباعد المسافة الزمنية لظهورهما كلما تقدم العرض للنهاية٬ في إشارة إلى مكونات الشخصية المصرية٬ والمؤثرات التي ساهمت في تكوينها بالتراكم الزمني.

ومع كل مشهد تستعيد نادية ذاكرتها وهويتها الحقيقية، لا تلك الزائفة المدعاة التي فرضها عليها شاكر٬ تستعيد مصر هويتها المصرية الفرعونية٬ ففي المشهد الأخير تسدل الفنانات المشاركات في العرض الزي الفرعوني الملحق بملابسهن٬ في إشارة دالة على مرجعيتنا الفرعونية المصرية الخالصة. تلك الهوية وإن مرضت أو ذبلت لكنها لا تضمحل أو تزول٬ بل تعبر أوجاعها لتقف شامخة بين الأمم.
قدم عرض "سينما مصر" خريجي الدفعة الثانية ــ قسم تمثيل ــ بمركز الإبداع الفني معزوفة فنية متكاملة الأركان٬ سواء الأداء٬ أو الديكورات البسيطة المعبرة التي لم يشعر متابع العرض بعملية تغييرها التي تمت في ثوان قليلة٬ والإضاءة المعبرة وتباينها بين السطوع والخفوت ما يعكس الحالة الدرامية للمشهد عن الآخر٬ واستعانة مخرج العرض الفنان خالد جلال٬ بالموسيقى التصويرية للأفلام التي عرضت أضفى الكثير من حالة التماهي والواقعية مع العرض.