«فرويد» تريند بعد 81 عامًا.. نظريات متهمة بتبرير العنف ضد النساء
سيجموند فرويد، أحد أشهر مفكري القرن الـ 19، لم يكن يعلم أبدًا أن نظريته حول التحليل النفسي وتطورها ستستخدم لإيذاء النساء، وأن نظيرته ستتحول لـ "تريند" بعد 81 عامًا بل ويقترن اسمه باسم متحرش في الوسط الصحفي، ولم تكن تعلم إليزابيث رودينيسكو مؤلفة كتاب "سيجموند فرويد في زمانه وفي زماننا" أن نظريات فرويد ستستخدم في تبرير جرائم العنف ضد المرأة في القرن الـ 21.
ومؤخرًا، انتشرت تسريبات لجرائم تحرش واغتصاب، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تحدث بعض من الناجيات من تلك الحوادث، وأدلت بشهادتها مكتوبة، وبعدها ظهر استخدام المتحرش اسم "فرويد" للإيقاع بضحاياه، وإيهامهن بأنهن يعانين من كبت وبحاجة للمساعدة، فيما استخدم المتحرش مصطلح "اللبيدو" أو خبايا الدافع الجنسي عند فرويد، واستدعى سياقًا ساذجًا ومبسطًا حول ما عكف "فرويد" على إنجازه على مدار عشرات السنوات، فقد طور فرويد نظريته المشهورة المثيرة للجدل حول التحليل النفسي، والعديد من النظريات ليغير الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا وللعالم، وللنجاة من السياقات المرضية التي تخلف وراءها ضحايا من الأفراد والمجتمع وليس العكس.
الكاتبة الفرنسية إليزابيث رودينيسكو، شرحت في كتابها "سيجموند فرويد في زمانه وفي زماننا" الانتقادات التي تعرض لها فرويد من المختلفين معه، واعتبرته شغوفًا بفكرة تغيير العالم، وكان فرويد بالنسبة لها بمثابة النور الخافت لألمانيا، بنى مشروعه الفكري وهو محمّل بالتجربة الألمانية والإنجليزية، ورويدً رويدًا لاقى الحفاوة في كل مكان، ووصل لنفس الدرجة التي وصل إليها داروين وأينشتاين، بمعنى أن رؤيته غيرت العالم مثلهم.
فرويد لم يخترع فكرة اللاوعي، فقد كانت موجودة من قبل، كان قبله الكثير من المنظرين، لكن ما جاء به جديد، وهو أهمية التركيز على استكشاف الذات والعودة لها، لذا هو خلق مذهبًا، يقوم على فكرة أن هناك عالم آخر.
وأشارت "رودينيسكو" إلى أن التغيرات الحضارية التي عرفتها أوروبا نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، غيرت من شكل الأسر، التي تحولت إلى أسر صغيرة، في مدن غير مترابطة، كل هذا زاد من نسبة القلق والاكتئاب، لذا فهو دعا الناس إلى فكرة أخرى، وهي النظر إلى "الذاتية" وأخذها مأخذ الجد أكثر، لأن التطور الذي تحقق على الجانب العلماني، أي بعيدًا عن الدين، أو خارج الديكتاتورية، خلق مشاعر متضاربة، أولا خلق مشاعر سعادة، لأن المواطنين أصبحوا أحرار أكثر، لكنه أيضًا خلق نوعا آخر من التعاسة، لأن الشخص أصبح بلا ثوابت يستند عليها. لذلك، كان مذهب الذاتية رسالة قوية في هذه الفترة.
وترى رودينيسكو أن فرويد كان مؤمنًا بالتأثير الذي ستخلفه التكنولوجيا على الإنسانية، وكان يؤيد دور المرأة السياسي والسماح لها بالتصويت، كما كان يؤيد فكرة الحق في الإجهاض، وكان مناهضا للإعدام، لقد كان لديه أفكار تقدمية، رغم تمسكه أيضا بالمجتمع القديم، وهذا أمر مثير لذا فهو "محافظ مستنير".
وأشارت "رودينيسكو" إلى أن التغيرات الحضارية التي عرفتها أوروبا نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، غيرت من شكل الأسر، التي تحولت إلى أسر صغيرة، في مدن غير مترابطة، كل هذا زاد من نسبة القلق والاكتئاب، لذا فهو دعا الناس إلى فكرة أخرى، وهي النظر إلى "الذاتية" وأخذها مأخذ الجد أكثر، لأن التطور الذي تحقق على الجانب العلماني، أي بعيدًا عن الدين، أو خارج الديكتاتورية، خلق مشاعر متضاربة، أولا خلق مشاعر سعادة، لأن المواطنين أصبحوا أحرار أكثر، لكنه أيضًا خلق نوعا آخر من التعاسة، لأن الشخص أصبح بلا ثوابت يستند عليها. لذلك، كان مذهب الذاتية رسالة قوية في هذه الفترة.
وترى رودينيسكو أن فرويد كان مؤمنًا بالتأثير الذي ستخلفه التكنولوجيا على الإنسانية، وكان يؤيد دور المرأة السياسي والسماح لها بالتصويت، كما كان يؤيد فكرة الحق في الإجهاض، وكان مناهضا للإعدام، لقد كان لديه أفكار تقدمية، رغم تمسكه أيضا بالمجتمع القديم، وهذا أمر مثير لذا فهو "محافظ مستنير".